الصيدلانيه الاعلاميه سارة محمد شاهر ابو سمرة
يعتبر الكورتيزون من أكثر الأدوية المثيرة للجدل سواءً بين العامة أو المختصين ، فعلى الرغم من استخداماته العديدة والسحرية في العلاج مازال هناك مخاوف و اعتقادات كثيرة حوله عند الناس لما له من الآثار الجانبية التي توازي برأيهم فائدته العلاجية،لذا سوف نتعرف على هذا الصنف الدوائي و فوائده و اثاره الجانبية . فما هو الكورتيزون ؟ يُعتبر الكورتيزون أحد أهم الهرمونات التي يُصنّعها جسم الإنسان، ويلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في تنظيم العمليات المهمّة في جسم الإنسان، مثل عملية الأيض، والمناعة، والالتهاب. ونظراً لأدواره المهمة وخاصةً في علاج الالتهاب، قام العلماء باستغلال هذه الخاصية لصنع دواء مشابه للكورتيزون لاستخدامه في علاج بعض الالتهابات والأمراض التحسسية، حيث يُفرز هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية . أما بالنسبة للاستخدامات العلاجية للكورتيزون فيعمل الكورتيزون على منع إفراز مواد كيميائية معينة من الجسم تتسبّب في حدوث الالتهاب، ولذلك يُستخدم الكورتيزون في علاج العديد من الحالات المرضية التي تصيب جسم الإنسان، ومن الأمراض التي يدخل الكورتيزون في علاجها.. أمراض الدم: مثل اللوكيميا، وكذلك ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم الناتج عن بعض الأورام، بالإضافة إلى فقر الدم الوراثي الناتج عن سبب غير معروف، كما يُستخدم في حالات انخفاض عدد الصفائح الدموية والنزيف الناشئ عن رد فعل جهاز المناعة في الجسم ، ويستخدم في علاج أمراض الجلد والعضلات والمفاصل: مثل الصدفية والأكزيما، والتهاب الجلد التماسي وتهيّج الجلد وكافة عضلات الجسم، بالإضافة إلى التهاب المفاصل والأنسجة المحيطة بها، وكذلك مرض الحمامى عديدة الأشكال والتهاب المفاصل الروماتيزمي ، وفي علاج أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل التهاب القلب والتهاب الأغشية المحيطة به ، والتهاب الأوعية الدموية في الجسم، و أيضاً في أمراض الجهاز الهضمي: مثل مرض كرون ، وحالات عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على هضم وامتصاص الطعام، بالإضافة إلى التهاب القولون التقرحي. وفي أمراض الغدد الصماء: مثل التهاب الغدة الدرقية ، ومرض أديسون الذي تقل فيه إفرازات الغدة الكظرية. ولعل أبرز استخداماته الشائعة في أمراض الجهاز التنفسي والتي تستخدم كورتيزون طويل الأمد في بعضها مثل الربو ، والتهاب القصبات الهوائية بالإضافة إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن وكذلك التهاب الرئة الناتج عن استنشاق المواد المهيّجة. حالات مرضية أخرى: مثل رفض الجسم لزراعة الأعضاء، وأورام الغدد اللمفاوية سواء كانت من النوع هودجكين أو اللاهودجكين ،والمتلازمة الكلوية، والتهاب الكبد المزمن .
أما بالنسبة للمضاعفات الجانبية للكورتيزون فقد يُصاب المرضى الخاضعون للعلاج بالكورتيزون، سواء كان ذلك على شكل أقراص فموية أو حقن، بالعديد من المضاعفات الجانبية، وأبرز هذه المضاعفات ما يأتي ..مضاعفات على القلب والأوعية الدموية: فقد حدثت جرّاء الخضوع للعلاج بالكورتيزون إصابات بتمزّق عضلة القلب بعد المعاناة من النوبة القلبية ، بالإضافة إلى احتباس السوائل والصوديوم وفقدان البوتاسيوم، والإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ، وفشل القلب الاحتقاني ،وهناك مضاعفات على الجهاز الهضمي: وتتضمّن الإصابة بالقرحة الهضميّة مع احتمالية المعاناة من النزيف أو الانثقاب ، وانتفاخ البطن، والغثيان، وازدياد الشهية للطعام، كما قد يؤدي استخدام الكورتيزن إلى الإصابة بانثقاب الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، والتهاب المريء التقرحي . أما مضاعفات الجهاز العضلي الهيكلي فتتمثل بضعف العضلات، وفقدان الكتلة العضلية في الجسم، بالإضافة إلى هشاشة العظام ، والإصابة بكسور العمود الفقري الضاغطة، والكسور المرضية في العظام الطويلة، وتمزّق الأربطة. وهناك بعض المضاعفات النفسية: فقد يؤدي استخدام الكورتيزون إلى المعاناة من الاكتئاب الشديد ، وتقلبات المزاج، وكذلك تغيرات في الشخصية، والأرق ، والشعور بالابتهاج و أيضاً مضاعفات على الجهاز العصبي: مثل المعاناة من التشنجات والدوار والصداع، والإعياء، بالإضافة إلى ارتفاع الضغط القحفي ، وهناك مضاعفات على جهاز الغدد الصماء: فقد يؤدي استخدام الكورتيزون عند الأطفال إلى تأخير نموهم، بالإضافة إلى امكانية الإصابة بحالةٍ تُشبه متلازمة كوشينغ ، وتشمل المضاعفات على الجهاز التناسليّ.. الإصابة بازدياد أو انخفاض عدد وحركة الحيوانات المنوية عند الرجال، أو اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء ،و مضاعفات على العين: وأبرزها ازدياد الضغط داخل العين والماء الازرق والساد أو ما يسمى بالماء الأبيض، بالإضافة إلى جحوظ العينين . وهكذا تعرفنا على الكورتيزون ذلك المكون السحري و فعالياته اللامحصورة و دوره الهام في العلاج في تاريخ الطب و حتى الآن فهو من الأدوية التي تشكل حجر أساس هام في خطط العلاج المتبعة في أفضل الدول المتقدمة ، فلا خوف منه هو دواء سحري اذا استخدم بالشكل الصحيح و بالجرعة المناسبة ، عافانا الله و إياكم من كل مرض .
