لعله خطر في بالنا يوماً تساؤلاً عن الأشكال و الألوان المتنوعة للأدوية ، فلماذا لا تكون جميعها بشكل واحد و هي مادة دوائية ستؤدي مفعولها كيفما كانت ، فلماذا هذا التنوع الكبير في الأشكال و الأنواع مثل الأقراص بأنواعها و التحاميل و الابر و البخاخات و القطرات و غيرها ، لذلك سنتعرف على ما يعرف بالسواغات الصيدلانية
و هي عبارة عن مواد غير فعالة تضاف إلى الشكل الصيدلاني النهائي، والتي تعمل كحامل للمادة الفعالة في الدواء، أو لزيادة قبول واستساغة الدواء من قبل المريض كمافي المحليات والمنكهات، كما يمكن استعماله أيضاً لتحسين أو للحصول على خاصية فيزيائية مرغوبة كزيادة وإنقاص اللزوجة أو كمواد مصلبة أو ملدنة، وتستعمل أيضاً السواغات كمواد مثبتة تحافظ على ثباتية الشكل الصيدلاني بالحالة الفيزيائية والكيميائية المرغوبة، وأيضاً من الممكن أن تكون السواغات مفيدة جداً في عمليات التصنيع الدوائية وفي تسهيل تلك العمليات .
و سنتعرف على بعض أنواع هذه السواغات ومنها :
المزلقات ومساعدات الانزلاق وهي مواد تمنع تكدس المواد مع بعضها البعض، وتستعمل لمنع التصاق المساحيق وأيضاً لمنع التصاق المضغوطات بمكابس المضغوطات ولمنع التصاق المواد بآلات تعبئة الكبسولات.
أيضاً المواد الرابطة و هي عبارة عن سواغات تجمع مكونات المضغوطات مع بعضها البعض. والسواغات الرابطة الأكثر شيوعاً هي: النشاء والسكر والسيللوز أو السيللوز المعدل و تصنف ألى سائلة و جافة .
وهناك أيضاً عوامل التغليف حيث يحمي تغليف المضغوطات المواد الفعالة الموجودة فيها من التخرب بتأثير الرطوبة الموجودة في الهواء، كما أنها تفيد في جعل المضغوطات الكبيرة أو ذات الطعم السيء أسهل بلعاً وتناولاً، ويتم تغليف المضغوطات عادة بواسطة استخدام مادة هيدروكسي ميتيل سيللوز والتي تمتاز بأنها خالية من السكر وبأنها لا تسبب أية حساسية، وفي بعض الأحيان تستعمل بعض عوامل التغليف الأخرى الصناعية كالبوليميرات الصناعية وعديدات السكاكر، أما للكبسولات فيستخدم الجيلاتين للتغليف ومن الممكن أن يستخدم التغليف أيضاً لتحديد معدل تحرر المادة الفعالة في الدواء ولتحديد مكان تحرر تلك المادة الفعالة في الجهاز الهضمي.أيضاً توجد المفتتات حيث تساعد المواد المفتتة على تفتيت المضغوطات إلى أجزاء صغيرة في الجهاز الهضمي، وذلك عند تعرضها للرطوبة، مما يساعد على تحرر المادة الفعالة في الجهاز الهضمي وبالتالي امتصاص هذه المادة الفعالة
وهناك الممددات والعوامل المالئة وتفيد هذه المواد في إتمام الحجم الإجمالي للشكل الصيدلاني، مما يمكن من الحصول على منتجات أكثر ملائمة ،وتمتاز المادة المالئة الجيدة بأنها غير فعالة وليس لها أية تداخلات غير مرغوبة مع المكونات الأخرى للشكل الصيدلاني، كما يجب أن تكون غير مسترطبة وقابلة للانحلال ورخيصة نسبياً، كما يفضل أن تكون عديمة الطعم أو ذات طعم مقبول نسبياً ، ومن أمثلتها السيللوز و فوسفات الكالسيوم و مجموعة واسعة من الزيوت والشحوم النباتية ،و اللاكتوز والسكروز والغلوكوز والمانيتول والسوربيتول وكربونات الكالسيوم وسترات المغنزيوم.
كما توجد المنكهات وهي مواد تستخدم للتخلص من الطعم غير المرغوب به للمواد الفعالة الموجودة في المستحضر الصيدلاني، ويمكن تصنيف المنكهات في ثلاثة أنواع رئيسية:
منككهات طبيعية مثل خلاصات وعصائر الفواكه ،منكهات صناعية المحضرة صناعياً ،ومنكهات طبيعية صناعية وهي التي تجمع بين مكونات طبيعة ومكونات صناعية.
ومن الأمثلة على المنكهات :نستعمل نكهة النعنع أو الكرز أو اليانسون لتحسين الطعم المر ، ولتحسين الطعم المالح نستعمل نكهة الخوخ أو المشمش أو العرق سوس ، ولتحسين الطعم الحامض للمنتج نستعمل نكهة توت العليق أو العرق سوس ومع المنتجات شديدة الحلاوة يمكننا استخدام نكهة الفانيليا.
كما يمكن أن تضاف الملونات لتحسين لون الشكل الصيدلاني النهائي مما يزيد من قبول المريض للدواء وخاصة الأطفال، كما أن استخدام الملونات قد يسهل من التعرف على الدواء ،
و تستخدم المحليات لجعل الشكل الصيدلاني أكثر استساغة من قبل المريض، وخاصة في الأقراص القابلة للمضغ المستعملة كمضادات حموضة، وفي السوائل كما في شرابات السعال ، و هكذا أصبح لدينا فكرة مبسطة عن بعض أشكال الدواء و المواد الأضافية للمادة الدوائية الفاعلة و التي تفسر لنا الأشكال المختلفة للأدوية التي تجعلها ملائمة لأجهزة الجسم و تضمن مرورها الآمن إلى هدفها و تحقيق الغاية الأمثل لها في العلاج .
بقلم: سارة محمد شاهر ابو سمرة