الرئيس الاسد( ساعة ابلغ من دهر )

قبل عيد الأضحى بيومين كان الشعب السوري على موعد مع إطلالة للرئيس لأداء اليمين الدستوري، فكان القسم أن يصون الأمانة التي عهد إليه السوريين بها…..   السوريون المثقلون بالجراح، السوريون الذين هدمت بيوتهم وباتت دموعهم هي التعبير الوحيد عن الفرح والحزن معاً، انتظروا القسم وكأنهم أرادوا ذلك انتصارا على الموت الذي غزاهم بكل الألوان،

لقد حدد الرئيس استراتيجيات الفترة المقبلة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية، مركزا على الموضوع المعيشي وخاصة في ظل الحصار والعقوبات الاقتصادية….. والمرحلة القادمة تحمل عنوانا بارزا هو الإستمرار في عملية مكافحة الفساد التي بدأت منذ فترة وهي في تصاعد ملحوظ….

خلال ساعة من الحديث الموجه ليس للسوريين وحسب وإنما للعالم أسقطت دمشق بلسان قائدها كل النظريات التي تتحدث عن تسويات سرية، فقد أفرد الرئيس جميع صفحات القضية السورية ورقة، ورقة مؤكداً أن خيار المقاومة الذي كان ركيزته الجيش العربي السوري، كان انجح من كل حوارات التسوية السياسية لأن التعامل كان مع إرهابيين ومحتل وداعم تركي يشكل البوابة الرئيسية والحقيقية لدخول وانتشار الإرهاب……. ومع ذلك يبقى الخيار السياسي خيارا هاما، ومفضلا لدى دمشق، لكن الخداع الغربي لم يكن ليناسبه إلا المماطلة، بغرض اللعب بالحقائق وتحقيق مكتسبات على الأرض .  

وفور انتهاء مراسم أداء القسم كان الرئيس السوري على موعد مفصلي وهام مع وزير الخارجية الصيني القادم إلى دمشق حاملا معه مقترحا جديدا كفيلا بحلٍ حقيقي للقضية السورية بالارتكاز إلى أربعة نقاط سميت بخارطة الطريق، وتتلخص بضمانة احترام السيادة ووحدة الاراضي السورية ووضع رفاهية الشعب السوري في المرحلة القادمة فوق كل اعتبار….. فالصين ترى أن الطريق الرئيسية لحل الأزمة الإنسانية في سوريا يمر عبرَ رفع جميع العقوبات الاحادية والحصار الاقتصادي، والعمل على مكافحة المنظمات الإرهابية بشكل فعلي وحقيقي، وهو من مقترحات مجلس الأمن اساساً(وتصنيفه للمنظمات الإرهابية) واخيراً أكدت الصين على دعم التصالح بين السوريين، وهي في الواقع نقطة هامة عمل عليها الرئيس الأسد والقيادة السورية، وما قوانين العفو الأخيرة إلا تأكيد صريح على ذلك….

وفي الواقع إن الرئيس الأسد لم يقف عند هذا الحد…… فمن دقق في مفردات عبارة (اليمين الدستورية) سيعرف تماما أهداف الحكومة السورية، وثباتها عند فكرة وحدة هذه الأمة رغم كل ماحصل من تشرذم وخلافات وخيانات، فقد بقي الرئيس الاسد مصمما على وحدة الأمة العربية، وعلى العمل سوية لتصحيح المسار العربي. وتضييق الخلاف……

لم يكن مخطئاً من قال إن الحب يبدأ من دمشق، وأن سوريا قلب العروبة النابض…….

    فخري هاشم السيد رجب /صاحب الموقع