الجعفري: سورية كانت دائماً مفتاح «جيوبوليتيكي» في المنطقة وهناك ضرورة لإعادة زيارة التاريخ مرة ثانية …

المقداد خلال رعايته توقيع كتاب «سورية وعصبة الأمم»: روسيا والصين يلعبان دوراً أساسياً في الحفاظ على ما تبقى من الأمن والسلم بالعالم. 

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية يلعبان اليوم دوراً أساسياً في الحفاظ على ما تبقى من الأمن والسلم في العالم، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستنسحب من سورية عاجلاً أم آجلاً، وذلك بفعل إخفاق سياساتها، وبسبب وحشية هذه السياسات ونهبها للثروات السورية.

وفي تصريحات اعلامية على هامش رعايته أمس توقيع كتاب «سورية وعصبة الأمم» والذي ألّفه نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري، توقع المقداد بأننا سنرى اهتماماً واسعاً بهذا الكتاب الذي لن يكون كغيره من الكتب بل هو كتاب يوثق لمرحلة تاريخية حاسمة من تاريخ سورية والعالم، معتبراً أن الأسباب التي أدت إلى ولادة واختفاء عصبة الأمم هي الأسباب نفسها التي نشأت فيها الأمم المتحدة ويبدو أنها تسير إلى الطريق نفسه لأن أي عمل دولي عندما يتناقض مع الأسس التي يضعها مع العالم ليكون أكثر عدالة وإنسانية نراها تتلاشى في الأمم المتحدة كما تلاشت في عصبة الأمم.

وشدّد المقداد على أنه لا يمكن الموازاة بين مواقف الاتحاد الروسي ومواقف جمهورية الصين الشعبية، وبين مواقف الدول الغربية، حيث نرى سعياً محموماً من قبل الدول الغربية لتصعيد حدة التوتر بالعالم والعودة إلى أجواء الحرب العالمية، والتي هي اليوم ليست باردة، لكنها قد تميل إلى السخونة في حال استمرار هذه الرعونة في سياسات الدول الغربية، وأضاف: «لذلك نحن نقول إن الاتحاد الروسي والصيني، يلعبان دوراً أساسياً في الحفاظ على ما تبقى من الأمن والسلم في العالم».

وتعليقاً على تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف التي أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة قد تنسحب من سورية في أي لحظة كما فعلت في أفغانستان، قال المقداد: «أعتقد أن تصريحات لافرنتييف دقيقة لأن الولايات المتحدة تعودت أن لا تكون أخلاقية في تعاملها مع الآخرين، لذلك هو يعني أن الولايات المتحدة ستنسحب من سورية عاجلاً أم آجلاً، وذلك بفعل إخفاق سياساتها، وبسبب وحشية هذه السياسات ونهبها للثروات السورية، وهذا ما سيستفز الشعب السوري، لاتخاذ مواقف أكثر حدة وأكثر جدية تجاه الحضور الأميركي غير الشرعي على الأراضي السورية».

نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري وفي تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أن الأمم المتحدة منظمة تعكس أجندات سياسية «متطاحنة» يغلب فيها بالنهاية الأقوى والأذكى والأكثر نفوذاً، وسورية استطاعت تجاوز الكثير من المعوقات في تجربتها مع الأمم المتحدة، رغم أنها إحدى دول العالم الثالث وليست كبيرة ديمغرافياً، واقتصادها ليس كبيراً قياساً مع دول أخرى، لكنْ لديها دور قيادي بالمعنى السياسي «الجيوبوليتيكي»، سورية كانت دائماً مفتاح «جيوبوليتيكي» في المنطقة، من يلعب لعبة الجيوبوليتيك بذكاء يكون هو المفتاح، وسورية بدورها الجيوبوليتيكي المهم جداً تجاوزت البعد الديمغرافي والاقتصادي والمالي وأصبحت لاعباً بقدرة وقوة الدور السياسي «الجيوبوليتيك».

ولفت الجعفري إلى أن الكتاب يناقش سورية وعصبة الأمم أي التجربة السورية مع عصبة الأمم والقصد والرسالة من الكتاب تكمن في أن الوقت ضروري جداً الآن لإعادة زيارة التاريخ مرة ثانية، لشرح كثير من المفاصل التي كانت غير واضحة للقارئ والمثقف السوري والعربي، بمعنى «ما هي العلاقة بين الماضي ليس البعيد والحضارة في الفترة ما بين بداية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، حيث كانت المئة سنة الأخيرة حاسمة جداً في تاريخ سورية ومملوءة بالخناجر والسموم والطعنات في ظهر سورية وشعبها من عدة أطراف وجهات، وهناك محاولة لقراءة التاريخ بعيون جديدة وبنظرة جديدة نبرز من خلالها نقاط القوة ونقاط الضعف في تجربة سورية مع عصبة الأمم».

وبيّن الجعفري أن هناك فكرة لكتابة موسوعة سياسية تؤرخ للمئة سنة الأخيرة من عمر سورية، الجزء الأول هو سورية وعصبة الأمم والجزء الثاني سيكون سورية في منظمة الأمم المتحدة والجزء الثالث والأخير سيكون أرشفة للأزمة السورية وكيف تم التعامل مع الحرب الإرهابية التي شنت على سورية من منظور ما جرى في نيويورك.

الوطن