الالتهاب المزمن يكشف العمر البيولوجي للجسم

تسمح “ساعة” تحديد العمر الجديدة، بتقييم الالتهاب المزمن وخطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنكسية العصبية، وعلى ضوئها تحدد “العمر البيولوجي” للشخص.

وتشير مجلة Nature Aging، إلى أن ساعة العمر (iAge) من طراز جديد يختلف عن الساعات السابقة التي تعتمد على تقييم الحمض النووي للشخص مع تقدمه بالعمر.

وتضيف، وأما “الساعة البيولوجية” (iAge) فتحسب العمر على أساس الالتهاب المزمن المرتبط بالعمر. ويأمل مخترعو هذه الساعة، أنه بمجرد أن يصبح الالتهاب قابلاً للعلاج ، فإنها يمكن أن تساعد الأطباء في تحديد كيفية علاج الالتهاب بحيث يبقى الجسم بصحة جيدة في عمره الحالي.

ويقول الدكتور فيشوا ديب ديكسيت، عالم المناعة في كلية الطب بجامعة ييل، “تؤكد هذه الدراسة، على أن حالة منظومة المناعة مهمة ليس فقط للتنبؤ بالشيخوخة غير الصحية، بل وأيضا كمحفز لآلية الشيخوخة غير الصحية”.

وصمم الباحثون هذه الساعة على أساس أن الجسم مع التقدم بالعمر تظهر فيه التهابات مزمنة. لذلك تتلف الخلايا وتطلق جزيئات تسبب الالتهابات، ما يؤدي في النهاية إلى تآكل الأنسجة والأعضاء. لذلك فإن الأشخاص الذين لديهم منظومة مناعة سليمة يمكنهم تحييد هذه الالتهابات خلال فترة زمنية، في حين تظهر على الآخرين علامات الشيخوخة سريعا.

واعتمد فريق علماء الأحياء والأطباء في تصميم ساعة iAge على تحليل عينات دم أخذت من 1001 شخص أعمارهم 8-96 عاما شاركوا جميعا أعوام 2009-2016 في مشروع “1000 خلية مناعية” الذي نظمته كلية الطب بجامعة ستانفورد، وهو دراسة واسعة النطاق وطويلة الأمد لعلامات الأمراض المزمنة التي تتغير مع تقدم العمر.

واستخدم الباحثون عمر المشتركين ومعلومات عن حالتهم الصحية، لتحديد مؤشرات البروتين في الدم، التي تشير بوضوح إلى الالتهابات المزمنة، بمساعدة خوارزمية التعليم الآلي. واتضح لهم، أن البروتين CXCL9 من عائلة السيتوكين يساهم في شيخوخة القلب وتلف بنيته واضطراب وظائفه، وكذلك وظائف الأوعية الدموية.

ويقول نزيش سيد، لذلك أصبح CXCL9 مكونا أساسيا في ساعة iAge. ويعطي معنى جديدا للقول الماثور “عمرك بالضبط بقدر عمر شرايينك”.

وحصل الباحثون على عينات دم 29 معمرا من مدينة بولونيا الإيطالية وقارنوا عمرهم الالتهابي بعمر 18 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 50 – 79 عامًا. وتبين أن العمر الالتهابي للمعمرين من بولونيا ، كان في المتوسط ​​، أقل بـ 40 عامًا من عمرهم التقويمي.

وتقول الدكتورة ماريا ميتيلبرون، عالمة الأحياء الجزيئية بجامعة مدريد، إن تقييم عمر الإنسان عن طريق قياس تغيرات الحمض النووي هي عملية معقدة، في حين تحديد الالتهابات عن طريق تحليل الدم عملية سهلة. اي أن هذه الساعة سهلة الاستخدام في ظروف المستشفيات.

المصدر: فيستي. رو