ارتفاع أسعار التين والعنب يخرجهما من حساب الموازنة «البيتوتية» … خضار وفواكه حلب تعيش أجواء العيد وتعاند الهبوط.. والحق على المازوت

رفضت أسعار الخضار والفواكه في مدينة حلب الانصياع لمتطلبات ومقدرة المستهلكين الشرائية، وظلت محلقة في أجواء عيد الأضحى المبارك معاندة الهبوط لمستوى ما قبل العيد.
وعلل متعاملون في السوق لـ«الوطن» ارتفاع أسعار الخضار والفواكه برفع الحكومة قبل العيد سعر المازوت إلى ٥٠٠ ليرة لليتر الواحد، ما تسبب بارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي الذي يعد المازوت مادة أساسية لنموه، وخصوصاً للمشاريع الزراعية المروية، بالإضافة إلى مضاعفة أجور نقل الخضار والفواكه المنتجة في أرياف حلب أو المستجرة من باقي المحافظات.
ورأى المتعاملون أن العرض لا يزال موائماً للطلب في السوق الحلبية، بسبب تراجع الطلب بمقدار كبير مقارنة بمثل هذه الفترة من السنة جراء انخفاض الدخول والرواتب وتراجع المقدرة الشرائية بشكل كبير، ما انعكس على قلة العرض الذي يحرص مقدموه على موازنته بالطلب خشية انخفاض الأسعار لأقل من التكاليف وتكبد خسائر كبيرة للمنتج والوسيط التجاري معاً.
وأوضح هؤلاء أن نسبة كبيرة من مستهلكي الفواكه عزفوا عن تسوقها خلال أيام عيد الأضحى، بعد تسوق كميات كبيرة منها قبيل العيد، وذلك لارتفاع ثمنها وحذفها من قائمة المشتريات والموازنة «البيتوتية» بخلاف الخضار التي لا غنى عنها في تجهيز وجبات الطعام، والتي بدأت تميل نوعاً ما للانخفاض أمس في أول يوم بعد العيد بسبب إنتاجها بكميات لا بأس بها في ريفي حلب الجنوبي والشرقي.
متسوقون، أكدوا لـ«الوطن» أنهم بغنى عن شراء العنب والتين، على الرغم من اشتهار ريفي حلب الشمالي والشرقي بزراعتهما، بعدما وصل سعر الكيلو لكل منهما إلى ٥٠٠٠ ليرة سورية في أول عهد سوق المدينة بهما، على أمل انخفاض السعر كما هو الحال عادة مع وفرة المعروض من المادتين في الأيام المقبلة.
ولم يختلف حال الجبس والبطيخ عن حال العنب والتين، إذ قاطعتهما شريحة كبيرة من الحلبيين من محدودي ومتوسطي الدخل إثر ارتفاع أسعارهما في الأيام التي سبقت العيد وظلت محافظة عليها خلال العيد وبعده، ووصل سعر كيلو الجبس وسطياً إلى ٥٠٠ ليرة مرتفعاً من ٣٥٠ ليرة على حين تضاعف سعر كيلو البطيخ ليصل إلى ٦٠٠ ليرة.
واقتصر تخزين المؤونة راهناً على البامياء والفاصولياء، على الرغم من ارتفاع سعر الكيلو غرام منهما إلى ٣٠٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد، وهو السعر المسجل سابقاً لممانعة كل من المادتين عن الانخفاض منذ عهد السوق بهما. أما البصل الصالح للمؤونة فارتفع سعر الكيلو غرام منه من ٢٠٠ ليرة إلى ٦٠٠ ليرة، ما حرم الكثير من الأسر من تخزينه ودفع فاتورة كبيرة لقاء تسوقه لاحقاً في غير موسم المؤونة.
وسجل الكوسا في سوق باب جنين بمركز المدينة أمس ٤٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد والباذنجان بين ٨٠٠ و٩٠٠ ليرة مقابل ٦٠٠ إلى ٨٠٠ ليرة للبندورة ومثلها للخيار الذي تجاوز سعر الصنف الجيد منه ١٢٠٠ ليرة مقابل ٥٠٠ إلى ٦٠٠ ليرة للبطاطا على حين تخطى سعر كيلو الفليفلة ١٤٠٠ ليرة والثوم ٣٠٠٠ ليرة.
وحافظ الأجاص على أسهمه في السوق، والتي تراوحت بين ٢٠٠٠ و٣٠٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد، وكذلك الأمر للدراق الذي احتفظ بالسعر ذاته، فيما تخطى سعر الكيلو غرام لكل من البرتقال والليمون حاجز ٣٠٠٠ ليرة والموز ٥٥٠٠ ليرة والكرز ٧٠٠٠ ليرة.
يذكر أن أسواق الأحياء الغربية من المدينة للخضار والفواكه تزيد بمقدار يتراوح بين ٢٠ إلى ٥٠ بالمئة عن أسعار مركز المدينة على حين تعدّ أسعار أسواق شرق المدينة الشعبية أكثر انخفاضاً من نظيرتها الغربية على الرغم من كونها أبعد مسافة عن سوق الهال الجديد بحي العامرية المزود الأول بالخضار والفواكه لمدينة حلب.

الوطن