الحارسة على تاريخ سورية من بوابته الشمالية، هي كسب أرض التفاح والغار، على الجبل الاقرع و بارتفاع اكثر من ٨٠٠م فوق سطح البحر تتوضع وتقدم جمالاً اخاذا مشكلة صورة بصرية تسحر العقول وتسلب الأنظار.
بلدة حدودية تتبع لمحافظة اللاذقية وتبعد عنها ٦٥ كم و٣كم عن الحدود التركية في منطقة اسكندرونة التي تحتلها تركيا.
الطريق إلى كسب من أجمل الطرق في سورية ولن تكون وحيدا في رحلتك إليها سيكون في استقبالك على طول الطريق مناظر خلابة تنسيك عناء الوصول لأنك ستستمتع بغابات الصنوبر والشوح والأرز وكذلك أشجار التفاح والزيتون والغار والأجمل تلك الروائح العطرة التي ستاتيك من مروج الزهور البرية وأشجار الكينا الممتدة على طول طريقها وصولا إلى غابات الفرلق الرائعة في رحلة تعيد للإنسان شبابه.
بعد جرعة الجمال الطبيعي الذي حصلت عليها في الطريق إليها ستصلك جرعة ثانية سيما وانك دخلت شوارعها التي تعج بالحركة والناس خاصة في فصل الصيف وتحديدا في الموسم السياحي من كل عام حيث تقام العديد من الفعاليات والعروض الفلكلورية التي يأتي إليها السياح والمصطافون ليس فقط من داخل سوريا وإنما من خارجها أيضا و فيها العديد من الفنادق والمطاعم والمقاهي والشقق السكنية المعدة لزوارها الحريصين في كل زيارة إليها أن يقتنوا العديد من البضائع والمنتجات التي تشتهر بها كسب ولعل أولها الصابون هذا المنتج الذي أصبح يحمل اسم المدينة كعلامة تجارية على مستوى العالم، فهو يُصنع بدقة على طريقة تسمى بالطريقة الباردة ممايجعله يحتفظ بكل خصائصه الكيميائية الطبيعية ويحافظ عليها.
أما في فسحة تجولك بين آثارها وتلك القطع الأثرية القديمة فوحدها تروي لك حكاية هذه البلدة الممتدة من قديم الزمان وحتى وقتنا هذا حيث عُثر فيها على آثار تعود إلى ماقبل الميلاد وأُعيد تجديدها وبناؤها من عام ١٩١٠ بعد تعرضها لحريق كبير، حيث أقدم وثيقة تاريخية ذُكر فيها اسم كسب وكيف بدأت تعود إلى فترة الصليبيين عندما قررت عائلة “بلموند” إعطاء منطقة كاسبيسي إلى أسرة بطرس الناسك علما أن كاسبيسي، كاسيمبيلا كلها اسماء اشتُقت منها اسم كسب بلفظها الحالي وغالبية سكانها من الأرمن السوريين وتُدرَّس اللغة الأرمنية في مدارسها وقبل ٦الاف سنة كانت جزءا من الحضارة القديمة التي امتدت على طول الساحل السوري وصولا إلى نهر العاصي.
إنها مدينة كسب التي تشكل اليوم مع عدد من القرى التابعة لها اداريا ظاهرة طبيعية فريدة تجعلك تختار جوَّك المفضل حيث تستمع بالجو الجاف بسبب المرتفع الجبلي وعلى بعد كيلومترات قليلة يطل عليك البحر ورطوبته المحببة فتستطيع استثمار وقتك والتمتع بالطبيعة مابين البحر والجبل والخيار لك أما كسب فستبقى بكل تفاصيلها تمنح زائرها الهدوء والسكينة والراحة والجمال، وستبقى شاهدة على جمال الطبيعة الفريدة على مستوى العالم .
اعداد: مجد حيدر