هل بقي شيء من الدونية الاستعمارية، والممارسات النهبوية، واللصوصية الانتهازية، بل والفاشية العدوانية لم يرتكبها نظام الاحتلال التركي في الشمال السوري بحق المواطنين السوريين؟!، ثم ألم يتعظ هذا النظام الانتهازي بعد أن قوات الاحتلال أياً كانت جنسيتها مصيرها الانسحاب والزوال؟، وإن لم يكن طوعاً عنها، وبإرادتها، فرغماً عن أنفها، وبقوة السوريين، وتماسكهم، والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة، وباستبسال حماة الديار الذين عاهدوا وطنهم، وعاهدوا شعبهم بالنصر المؤزر، وتحرير كامل الجغرافيا السورية من دنس الغزاة المعتدين، ومن أذرعهم الإرهابية والتكفيرية، ولو كان الثمن تضحيتهم بأرواحهم الزكية ودمائهم الطاهرة.
يتوهم نظام الانتهازية التركي كثيراً، بل هو يغالي في أوهامه، إن ظن خاطئاً بأن محاولاته الاستعمارية الاحتلالية والاقصائية المسمومة، القاضية بإحداث أمانة عامة للسجل المدني في مناطق سيطرة إرهابييه بإدلب، وأيضاً إيعازاته لأذرعه التكفيرية في الميدان لسحب البطاقة الشخصية والعائلية السورية، الصادرة عن الجهات المعنية في الجمهورية العربية السورية من السوريين هناك، واستبدالها ببطاقات تركية، سيمر مرور الكرام دون أن يحرك السوريون في محافظة إدلب ساكناً، أو أن الدولة السورية يمكن أن تسكت على ضيم، أو على عدوان، أو ستتوانى عن حقها وواجبها الذي كفلته لها القوانين والمواثيق الدولية في حماية أرضها، وشعبها، والحفاظ على سيادتها، وقرارها الوطني المستقل، وحدودها. بصراحة لم نعد نستغرب هذه الرعونة التركية، فهي ليست الحماقة الأولى التي يرتكبها هذا النظام الانتهازي بحق السوريين في المناطق التي تحتلها قواته وينتشر فيها إرهابيوه، فبدءاً من احتلال الأراضي، وتغيير أسماء الشوارع، والساحات، والبلدات إلى اللغة التركية، مروراً بضبط التوقيت الزمني في البلدات المحتلة مع أنقرة، بدلاً من توقيت دمشق، دون أن ننسى فرض التداوُل بالليرة التركية بدل الليرة السورية، وصولاً إلى قرار أنقرة فتحِ كلِّيةِ طُب ومعهدٍ تابعٍ لها في الشمال السوري، الأمر الذي أدانته وزارة الخارجية السورية في بيان لها في 8/2/2021، ووصولاً إلى سياسة اللصوصية الأردوغانية التي تمضي على قدم وساق دون أدنى احترام لمواثيق دولية أو علاقات حسن الجوار.
وكذلك فإننا لم نعد نستغرب هذا التعامي الأممي والدولي الذي يلتزم الصمت التام عندما يتعلق الأمر بحقوق السوريين، وسيادتهم، واستقلالهم، ووحدة أراضيهم، والمؤكد لنا جميعاً أن هذه المنظمة المسيسة تتعامل حيال أي عدوان يستهدف السوريين، أو إرهاب، أو حصار، أو عقوبات ظالمة، أو احتلال لأراضيهم، أو استعمارها، أو نهب لثرواتهم ومحاصيلهم، وكأنه لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد، طالما وأن سيد هذه المنظمة الأممية، هو الكاوبوي الأمريكي صاحب الافتراءات الهوليودية، وهو أولاً وأخيراً من يقف خلف كل الخيوط العدوانية الإرهابية، وهو بالتالي من يحرك هذه الدمية التركية، أو الإسرائيلية لتأخذ الدور المنوط بها بنتاغونياً في هذا التوقيت، وفي هذا المكان، وبهذه الآلية، وبما ينسجم مع أجندات المكتب البيضاوي.
إدلب محافظة سورية رغم أنوف المعتدين الواهمين، وهي جزء لا ولن يتجزأ من التراب السوري، وكل من فيها مواطنون سوريون، وهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وقريباً سيرفرف العلم السوري من جديد على ربوع هذه المحافظة بعد أن يطرد بواسل الجيش العربي السوري المحتل التركي، ويسحقون إرهابييه ويدحرون عملائه عنها، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
الثورة