نحو إصلاح إداري حقيقي يتجاوز المرحلة الماضية

نحو إصلاح إداري حقيقي يتجاوز المرحلة الماضية
نحو إصلاح إداري حقيقي يتجاوز المرحلة الماضية

عشية انعقاد مؤتمر الإصلاح الإداري , لماذا عملت الحكومات المتعاقبة على إجهاض تجربة المعهد الوطني للادارة العامة وهل نستفيد منها في المرحلة القادمة؟

 ينتظر المعهد الوطني للإدارة الدعم من مقام رئاسة الجمهورية لا ثبات مصداقيته وتحقيق الأهداف التي احدث من أجلها خاصة وأن الحكومات المتعاقبة واغلب وزرائها لم يفهموا التجربة والغاية منها بدليل انهم لم يستثمروا  الخريجين بشكل جيد وحتى أن البعض منهم مازال لتاريخه بلا عمل رغم ان جهاتنا العامة بحاجة ماسة الى الخبرات والخريجين  من هنا أقول قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر الوطني للإصلاح الاداري  ان المعهد بحاجة الى اعادة تقييم تجربته بالكامل من الالف الى الياء من اجل تطبيق الرؤية التطويرية للسيد الرئيس بشار الأسد عبر اطلاق مشروع تطوير وتحديث  واعادة اعمار سورية وخاصة المؤتمر الوطني للإصلاح الذي سيعقد يوم الاحد 20 حزيران 2021• لقد منحت نفسي حق الحديث عن التجربة والموضوع لا نني جزء منه واهل مكة ادرى بشعابها كما تقول الحكمة العربية واخيرا اقو ل ان التدريب بضاعة سريعة العطب ان لم تستثمر في حينها  ووقتها من هذا المنطلق ادعو الجميع وفي مقدمتهم الحريصين على الدولة والمواطنين والمال العام الى زيارة المعهد ومعرفة الحقيقة ومن ثم الحكم عن قرب على هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة المتميزة فهي  سياسة بلد ولا يجوز ان تعامل على كيف الوزير والمحافظ والمدير العام الخائفين من الكفاءات والطاردين لها   والمستغرب ان الحكومة وبدل العمل لإنجاح تجربة المعهد تفرغت على ما يبدو لإجهاضها بدليل قيامها بمسخ التعويضات واتباع اساليب كثيرة للقضاء عليها وكلي أمل ان يتاح لي بعض الوقت  لألخص ما لحق بهذه التجربة من تخريب وتدمير  بأسلوب متقن وقانوني ورسمي •

لقد قال رئيس الحكومة الأسبق محمد ناجي العطري ان خريج المعهد الوطني للإدارة لا يملك سوى 5%من التأهيل.. وانا اسأله كيف حصلت على هذه النسبة؟ ثم  هل كل الذين يستلمون مناصب و مواقع وادارات مؤهلون بنسبة كبيرة  وافضل من خريجي المعهد الوطني للإدارة العامة؟ طبعاً الكل يعرف الجواب ويعرف ان قول رئيس الحكومة غير صحيح! 

 وأسأل ايضاً: ألم يجد رئيس الحكومة ووزير ماليته مطرحا لجمع المال والحرص على الخزينة الا تعويض مخصص لبناء كادر من اجل تنفيذ مشروع الرئيس الاصلاحي علماً ان عدد كل الخريجيين سنويا لا يزيد عن الخمسين فقط؟

 ان خريجي المعهد الوطني للإدارة ليسوا طلاب ولاية كما تم تصويرهم ولم يأتوا الى المعهد من اجل التعويض بل هم دعاة مشاركة وتغيير في الذهنية الادارية ويفكرون بنفس الطريقة التي يفكر بها السيد الرئيس ويقاربون المشكلات بطريقة علمية وهم أعدوا بالأساس لذلك.. صحيح ان الخريجين ليسوا على سوية واحدة وفيهم غير موظفين وهؤلاء اقل خبرة من العاملين بالدولة الذين لديهم خبرات ولا يمكن وضع الجميع في سلة واحدة لكن الصحيح ان معظمهم مؤهل تأهيلاً إدارياً متميزاً ويمكن الاعتماد عليهم في انجاح مشروع الاصلاح الاداري  

وهنا اطرح سؤالا عن الية تسمية وتعيين الخريجين ولماذا تتم بهذه الطريقة المرعبة ولماذا لم يحدث سلك للمديرين حتى الان وهو مشروع معياري لانتقاء القادة الاداريين ويجب العمل به فورا وكان من المفترض ان يترافق احداث هذا السلك مع تخريج الدفعة الاولى للمعهد مباشرة ولهذا نرجو الان اعادة تقييم التجربة بالكامل لجهة تفعيل عمل المعهد بما يحقق اهدافه التي وردت في مرسوم احداثه واهمها خلق ذهنيات ادارية جديدة تساعد السيد الرئيس لتنفيذ المشروع الاصلاحي وجعل المؤسسات والادارات اكثر تحسسا لكرامة المواطن وتطبيق قيم ومبادئ الادارة الرشيدة مع الإشارة الى ان الجانب الفرنسي قال ان في العالم 76 مدرسة لتعليم فنون الادارة واعداد القادة الاداريين وان المعهد الوطني السوري للإدارة هو من المعاهد العشرة الاولى في العالم فلماذا لا ندعمه ونأخذ بيده ؟؟؟؟؟ وأختم بالقول: ان المعهد الوطني للإدارة مؤسسة وطنية سورية رائدة متخصصة في اعداد قيادات تحمل الاجازة الجامعية ودبلومات التخصص والماجستير والدكتوراة وبالتالي يجب دعمها وعدم محاربتها والانقضاض عليها تحت عناوين ومسميات مختلفة فهل يتحقق ذلك من خلال المؤتمر الوطني للإصلاح الاداري الذي يعقد غداً؟

الدكتور عبد الرحمن تيشوري

خبير اداري

نقلاً عن موقع سيرياهوم نيوز