“ناشيونال انتريست”: ما الجديد في قمة بوتين بايدن

اقترب موعد لقاء جو بايدن الأول كرئيس للولايات المتحدة الأميركية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويبدو أن توقيت اللقاء في 16 حزيران، مناسب لكل من واشنطن وموسكو، فالدول الكبرى على شفا سباق تسلح نووي جديد، ويبدو أن بايدن يدرك هذه الحقيقة، وخاصة عندما قرر في شباط الماضي من هذا العام تمديد معاهدة ستارت الجديدة لعام 2010 – آخر اتفاق نووي تم التوصل إليه بين واشنطن وموسكو.
وبايدن يدرك أيضاً أهمية السعي إلى مفاوضات استراتيجية جديدة مع روسيا والصين، لتقليل مخاطر نشوب سباق نووي قد تخسره الولايات المتحدة، وأن أي عمل من هذا القبيل سيكون انتحارًا نوويًا لأميركا.
والخطر الحقيقي هو أن صدامًا صغيرًا، حتى غير مقصود بين الولايات المتحدة والدول النووية، يمكن أن يتصاعد بسرعة إلى حرب نووية، لذا يجب على إدارة بايدن أن تسعى إلى توسيع استخدام أدوات الاتصال وإدارة الأزمات التي أثبتت جدواها للحد من هذه المخاطر، لكنها وحدها هذه الأمور ليست كافية لمعالجة عدم الاستقرار المتزايد في العالم النووي ثلاثي الأقطاب، ويجب على واشنطن اتباع نهج أكثر مرونةً للتفاوض مع موسكو وبكين، وسيكون من الأسهل على الدول النووية التفاوض على صفقة إضافية جديدة بشأن القوات النووية الاستراتيجية، بناءً على الاتفاقات السابقة.
ويجب معالجة تطوير التكنولوجيا المتقدمة في حرب المعلومات، وأنظمة إطلاق الصواريخ، والدفاعات الاستراتيجية، وقدرات الفضاء المضادة، إذا كان من الضروري احتواء خطر التصعيد النووي وكل هذه القدرات، وليس فقط عدد الأسلحة النووية في الترسانات، ويجب أن تكون جميع القدرات التي يمكن أن تقوض الاستقرار الاستراتيجي، وليس فقط الأسلحة النووية الهجومية الاستراتيجية جزءًا من المناقشات بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية.
ولتحقيق تقدم كبير، يجب على بايدن أن يسعى لأول مرة للحد من جميع الأسلحة النووية في بلاده.
وسيشكل القيد الكامل للأسلحة خطوة كبيرة إلى الأمام في الشفافية النووية والقدرة على التنبؤ، في حين أنه سيتطلب الأمر من الولايات المتحدة قبول إجراءات تحقق أكثر تدخلاً في ترسانتها النووية أكثر من الاتفاقات السابقة.
هذه الصفقات قابلة للتطبيق، ولكن فقط إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة تطوير قدرات أخرى بما في ذلك الدفاعات، تتمثل إحدى الطرق الممكنة للسيطرة على عدم الاستقرار هذا في زيادة الشفافية التي تطبقها واشنطن على قدراتها الدفاعية الصاروخية المتزايدة، وستوفر الإعلانات السنوية حول عدد الاختبارات التي تم إجراؤها والمشاركة في خطط البرامج العشرية على أساس متجدد بطريقة ما على الأقل لتوقع توجه هذه البرامج.
لن يكون أي من هذه الأساليب سهلاً، لكن الوقت قد مضى لإصلاح هذه المشكلات بخطوات أصغر.
إن تحديد ما إذا كانت المقايضات في بعض مجالات القدرة العسكرية تستحق كل من الاستقرار الذي قد تخلقه، ووفورات التكاليف التي قد تنتجها، والفوائد التي تعود على إدارة التحالف التي تأتي مع الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها بفعالية، هي مهمة معقدة تمزج بين الاعتبارات العسكرية والاستراتيجية وبالطبع، السياسة الداخلية.
وإن جعل وكالات الأمن القومي والمسؤولين الأميركيين يفكرون على نطاق أوسع في الأمن والمخاطر لن يكون سوى أحد التحديات في متابعة مثل هذه الصفقة، حتى لو كان من الممكن التفاوض على صفقة سليمة، فإن الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على أي شيء في فترة الحزبية المفرطة ليس إنجازًا مؤكدًا، ومع ذلك لا ينبغي لأي من هذه الحقائق أن يردع فريق الرئيس بايدن عن بذل الجهد لأن الخاسر الوحيد في هذه الحرب الباردة هي الولايات المتحدة.
بقلم :ريتشارد بيرت
المصدر ذي انترناشونال انتريست