تؤكد اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي التي رعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو عام 2005 وصدقت عليها سورية عام 2008 على حماية وتعزيز التنوع الثقافي وزيادة الوعي بقيمته محليا ودوليا وتهيئة الظروف الكفيلة بازدهار الثقافات وتفاعلها وتشجيع الحوار بينها وضمان إطلاق مبادرات ثقافية في العالم تدعم الاحترام بين الثقافات وتشيع ثقافة السلام.
وفي مؤتمر الأطراف الموقعة على الاتفاقية بدورته الثامنة الذي تنظمه منظمة اليونيسكو بمشاركة سورية أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة الوزارة عن طريق الانترنت أن التنوع الثقافي هو السمة المميزة للهوية الوطنية السورية الجامعة وأن الدستور المعمول به في سورية منذ عام 2012 كفل حماية هذا التنوع بجميع مكوناته وتعدد روافده إيمانا بأن الحرية حق مقدس وأنه لا تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو الدين أو اللغة أو المنشأ أو المعتقد.
كما كفل الدستور السوري الحالي وفقا للدكتورة مشوح حقوق التأليف والنشر والإبداع الثقافي والفني والاختراع مشيرة إلى صدور القانون الخاص بحماية حقوق المؤلف عام 2013.
وحول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة التحديات الراهنة ولا سيما جائحة كورونا أوضحت أنه تم اتخاذ الإجراءات الاحترازية لتفادي انتشار الوباء رغم الحصار الجائر أحادي الجانب المفروض على سورية مشيرة إلى استمرار الوزارة في دعم الإبداع والحفاظ على دوران عجلة الصناعة الثقافية إدراكاً لأهمية دور الثقافة في التنمية المستدامة ومحاربة اليأس والتطرف وفي ترسيخ قيم العدالة والمساواة واحترام التنوع في بلد
يعد نموذجاً حياً للغنى والتنوع الثقافي عبر العصور.
واشارت إلى أن سورية قدمت تقريرها الدوري حول بناء القدرات في مجال رصد السياسات المستندة إلى النهج التشاركي لافتة إلى أن قانون التراث الثقافي اللامادي المزمع إصداره يشكل الإطار التشريعي الضامن لصون التراث واستدامته.
وتابعت الدكتورة مشوح ” انسجاماً مع مشروع الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي في سورية اعتمدت الوزارة البيئة الرقمية في نشر المضامين الثقافية والإبداعية فباتت كل مطبوعاتها تنشر بنسخة رقمية وأطلقت مشاريع عدة منها المتحف الرقمي للفن الحديث والتوثيق الرقمي للأعمال التشكيلية ولمقتنيات المتاحف والتعليم الرقمي للفنون والحرف التقليدية ووضع خرائط رقمية لأشكال التعدد الثقافي السوري اللامادي ولكل المواقع الأثرية”.
وأكدت وزيرة الثقافة أن الحرب الإرهابية الظالمة التي فرضت على سورية خلال العقد الأخير استهدفت تمزيق وحدتها الجغرافية وضرب تنوعها الثقافي وطالت بجرائمها المجتمعات المحلية ذات الخصوصية الثقافية والتي تشكل مكوناً أساسياً في نسيجنا الوطني لذلك فإن حرصنا على حماية تنوعنا الثقافي يوازي حرصنا على وحدة وطننا أرضاً وشعباً.
وختمت الدكتور مشوح كلمتها بالتأكيد على “التزام سورية ورغبتها بتسديد المساهمة الطوعية لصندوق التعددية الثقافية أي اف سي دي للعام 2021”.
يذكر أن اتفاقية حماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي لعام 2005 هي معاهدة دولية توفر إطارا لسياسات إدارة الثقافة وتعترف الاتفاقية بالطبيعة المتميزة للثقافة باعتبارها عاملا مهما في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضمن قيام الفنانين والمهتمين العاملين في مجال الإبداع والمواطنين في جميع أنحاء العالم بإبداع مجموعة واسعة من السلع والخدمات والأنشطة الثقافية وإنتاجها ونشرها والتمتع بها بما فيها تلك التي تخصهم.
سانا