مدرج المسرح الروماني بمدينة جبلة… حاضرة أثرية تاريخية تروي حكاية حضارات

مدرج المسرح الروماني بمدينة جبلة… حاضرة أثرية تاريخية تروي حكاية حضارات.موقع أصدقاء سورية.
مدرج المسرح الروماني بمدينة جبلة… حاضرة أثرية تاريخية تروي حكاية حضارات.موقع أصدقاء سورية.

يشكل مدرج المسرح الروماني بمدينة جبلة في اللاذقية حاضرة أثرية تاريخية ومثالا حيا للعمارة الرومانية على الساحل الفينيقي وشاهدا على عراقة هذه المدينة الساحلية ومكانتها التاريخية.

ويكتسب مدرج المسرح الروماني الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي أهميته المعمارية من هندسته الفريدة لجهة تنظيم درجاته وعقوده وأروقته والواجهات الخارجية مع الأعمدة التزيينية والتيجان والأدراج الشعاعية إضافة الى استخدامه كقلعة حربية في عدة عصور وفقا للدكتور مسعود بدوي مدير دائرة آثار جبلة.

وبين بدوي لمراسلة سانا أن البيزنطيين حولوا المدرج إلى قلعة للدفاع عن المدينة أثناء الفتح العربي الإسلامي لمدينة جبلة سنة 17هجري 638 م وبقي على هذه الحال حتى في الفترة الصليبية الأيوبية والمملوكية وتدل على ذلك بقايا التحصينات والأبنية والمرافق المختلفة التي ظهرت أثناء أعمال التنقيب الأثري التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 1950 ميلادي.

وأوضح بدوي أنه تم تشييد مدرج مسرح جبلة على أرض سهلية بركائز وقواعد ضخمة من الحجر الرملي أما مدرجات الجمهور فبنيت بحجارة كلسية وشكله نصف دائري بقطر 90 مترا ويتسع لنحو 10 آلاف متفرج ومبني على أقواس وعقود مبنية من الحجر الرملي.

ويتألف المدرج بحسب بدوي من منصة التمثيل التي تقع في الجهة الشمالية وجدارها الأمامي مزين بمحاريب مستطيلة ومستديرة أما الصحن فيبلغ قطره 5ر21 مترا ثم مدرجات الجمهور التي تتألف من 3 طوابق تبدأ بالطابق السفلي المؤلف من 13 درجة والطابق المتوسط من 12 درجة اما الجزء العلوي فلم يبق منه سوى أربع درجات وتنتهي الدرجات الأخيرة برواق معمد مسقوف.

كما أوضح أن حركة التنقل داخل المسرح وعلى الدرجات تتم بواسطة رواقين الرئيسي ويعطي المسرح الشكل الدائري وعرضه 4 أمتار بارتفاع 10 أمتار وينفتح على 8 أبواب متناوبة مع 9 نوافذ يتم من خلال الأبواب الدخول والخروج إلى مدرجات الجمهور.

بدورها لفتت رئيسة مكتب حماية المدينة القديمة بجبلة المهندسة إسراء ليلى إلى أن معظم حجارة المدرج لا تزال سليمة رغم التخريب الذي تعرضت له جراء تزاحم الغزاة وعوامل الطبيعة كالزلازل حيث لا يزال المدرج يحافظ على شكله بمعظم البناء الأصلي مبينة أن مديرية الآثار واصلت بين عامي 1950 و 1952 خطة التنقيب في الموقع وإعادة تأهيله وإبراز معالمه وأظهرت وجود عدد من المقابر فيما لا تزال عمليات التنقيب الأثرية مستمرة من قبل بعثات بلجيكية وألمانية.

كما أشارت إلى أن بناء المسرح يدل على مهارة هندسية ومعمارية متميزة بخصوصيات المسارح الرومانية في سورية مبينة أن مكانته التاريخية والأثرية جعلته مقصدا للزوار والسائحين والمهتمين بالآثار وهو يستضيف سنوياً العديد من الأنشطة الفنية والمهرجانات.

المصدر:سانا