شعراء من حماة منسيون ومغمورون

((شعراء من حماة منسيون ومغمورون))، الإصدار الجديد للشاعر الباحث محمد عدنان قيطاز عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع، وهو كتاب فيه من الأسرار مايمنحنا متعة القراءة والاكتشاف، متعة الانتقال عبر عوالم خفية وأساليب مختلفة لشعراء من حماة منسيين ومغمورين، معظمنا لا يعلم من أمرهم شيئاً، لأنهم لم يتركوا بعد وفاتهم أثراً مطبوعاً أو مخطوطاً، باستثناء ماكان منشوراً في الدوريات السورية أو محفوظاً في خزائن ذويهم.
عنوان الكتاب مدهش مثير، وهو بخط أستاذ الخط العربي في كلية التربية بجامعة حماة المهندس محمد قنا، ولوحة الغلاف ترسم نوراً يدخل عبر نافذة صغيرة ليشرق في غرفة غارقة بغموض الظلام، فالعنوان وصورة الغلاف وتناسق الخط مع الألوان يمثل عنصر جذب هام، وهذا كله يأتي طبعاً بعد اسم مؤلف الكتاب العلامة محمد عدنان قيطاز، وهو اسم يمثل شهادة غالية ووثيقة ثمينة من عالم جليل.
اقترب قيطاز في بحثه هذا من أسلوب الترجمة عبر الحديث عن من عاصرهم وقرأ شيئاً من أشعارهم، وعن من عرفهم وشاركوه في الأمسيات الأدبية، مع ذكر شواهد من شعرهم وتوثيقها بالمرجع الذي خرجت منه، وهي شواهد تمثل نموذجاً لأسلوبهم في الكتابة الذي وضحه باحثنا الجليل عبر سياق حديثه عن نتاجاتهم، بلغة رصينة متقنة، ليقدم للقراء الشاعر الحقيقي ومن يجيد نظم الكلام باقتدار، ويعرف أساليب البيان وإعجازه معرفة العالم المعلم مبتعداً عن ذكر هواة الشعر وعابريه دون ترك بصمة دامغة.
كما ابتعد قيطاز في بحثه عن الشعر الديني وتركه لمن يريد أن يتحدث عنه بإعجاب وإسهاب، دون أن ينسى التنويه بشعراء مغمورين سرقت مخطوطاتهم وطبعت باسم غيرهم، بعيداً عن الخوض بأسماء السارقين احتراماً لأخلاقه الأدبية، فرسالته أسمى، وهي تكريم الموهوبين من أبناء مدينة حماة.
والشعراء الذين تناولهم قيطاز بالحديث والدراسة كانوا وفق الترتيب التالي:
((الشيخ حسن الرزق ١٩١٢/ الشيخ محمد الحريري ١٩١٢/ الشيخ خليل الجيجكلي ١٩١٨/ حنيفة الفرجي ١٩٢٨/ الشيخ محمود الزبرؤوتي ١٩٤٥/ القاضي إبراهيم العظم ١٩٥٧/ عبد الغني العلواني ١٩٧٩/ الشيخ محمد سعيد زهور عدي ١٩٨٠/ محمد مفيد العظم ١٩٨١/ الشيخ أديب الكيزاوي ١٩٨٢/ غالب برازي ١٩٨٥/ عبد القادر حداد ١٩٨٨/ السفير أحمد المصري ١٩٩٠/ عبد الكريم كيلاني ٢٠٠١/ محمود صالح جمية ٢٠٠٣/ أحمد توفيق كليب ٢٠٠٤/ هشام الشققي ٢٠٠٥/ محمد سعيد الكيلاني ٢٠٠٨/ الدكتور مأمون الشقفة ٢٠١٢/ محمد كوجك ٢٠١٧)).
وقد أهدى قيطاز بحثه إلى صديقه العالم القدير محمد سعيد كيلاني وفاء له وتمجيداً لذكراه.
الكتاب يمثل وثيقة مهمة وكنزاً ثميناً في تاريخ الكلمة والشعر الحموي بشهادة نبيلة من باحث امتلك أدوات البحث والتوثيق، أدعوكم للاطلاع عليه لتعيشوا متعة الأسلوب العلمي المميز في كشف كثير من الأسماء والأمور.

الثورة