رجل أعمال يغيّر المشفى من حال إلى حال … نقلة طبية نوعية ومتميزة لمشفى الشهيد إبراهيم نعامة (المشفى الوطني بجبلة) بأقل من ستة أشهر

تجسيداً لشعار «الأمل بالعمل» الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد ليكون عنواناً عملياً وفعلياً للمرحلة القادمة في إعادة بناء سورية، وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية والوطنية للأستاذ إيهاب مخلوف، مشفى الشهيد إبراهيم نعامة (جبلة الوطني) في حال جديدة. بالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية صحة اللاذقية وإحدى المؤسسات التنموية غير الربحية وبتمويل كامل من السيد إيهاب مخلوف بدأت رحلة الأمل والعمل في مشفى جبلة الوطني.

بداية المشوار

يقول مدير المشفى الوطني في جبلة الدكتور قصي خليل: المشفى هو الوحيد في مدينة جبلة وهو الملاذ لتلقي العلاج المجاني والكامل لجميع المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة والحصار الاقتصادي الذي يعاني منه الوطن ويعتبر قسم العيادات الخارجية وقسم الإسعاف من أهم الأقسام في المشفى حيث يراجع هذين القسمين شهريا ٦٠٠٠ إلى٧٠٠٠ ألف مريض وكانت هناك معاناة كبيرة في تقديم الخدمات نظراً للعدد الكبير والإمكانات المتواضعة الموجودة في قسم العيادات السابق وهو عبارة عن عدة غرف مسبقة الصنع صغيرة الحجم ولا تلبي ظروف الفحص المطلوبة ولا تحقق خصوصية المريض والكادر الطبي ولا وسائل ضبط للعدوى، وتجهيز العيادات لم يكن كاملاً ورغم ذلك كنا نعمل ضمن هذه الظروف الصعبة لتقديم الخدمات الصحية للأخوة المرضى.

وأضاف: حالياً وبعد تجهيز بناء خاص وحديث للعيادات الخارجية يضم إحدى عشرة عيادة وفق معايير تلبي تقديم الخدمات للمرضى بأجود ما يمكن ويحقق خصوصية المريض والكادر ويضمن سلامة الجميع من العدوى مع أماكن ومقاعد انتظار مريحة للمرضى وخاصة الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيحصلون على خدمة مريحة وآمنة وأصبح لدينا جميع العيادات بالكامل إضافة لعيادة الأسنان، وتم تجهيز جميع العيادات بتجهيزات مكتبية وأجهزة طبية حديثة ومتطورة سيفتح آفاقاً جديدة للعمل بشكل ملحوظ وكبير… وهذا شكل نقلة وقفزة حقيقية في عملنا.

وختم قائلاً: طبعاً نقدم الشكر الجزيل والكبير للأيادي الخيرة التي ساهمت بتطوير ودعم مشفى جبلة الوطني وكل التقدير للجهود المبذولة لإتمام وتحسين هذا الصرح الطبي المهم في هذه المدينة التي تستحق الكثير.

رئيسة قسم التمريض مجدولين خليل قالت: إن عدد الأسرّة في المشفى يبلغ ٥٥ سريراً تخدم كل المواطنين في الريف والمدينة الذين يتجاوز عددهم ٥٠٠ ألف نسمة والذين زاد عددهم في السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب وقدوم عدد كبير من أهلنا في المحافظات الأخرى وهذا يعني ضغطاً كبيراً في تقديم الخدمات الطبية من المشفى بإمكاناته القديمة والمتواضعة.

وبالنسبة للعيادات الخارجية الموجودة حالياً أوضحت أنها عبارة عن غرف صغيرة مسبقة الصنع تخدم الغرفة الواحدة أكثر من اختصاص تقدم خدمات بسيطة تفتقد لوجود أماكن انتظار وليس هناك حماية كافية من ظروف الطقس (مطر- برد- حرارة عالية وغيرها) كما لا يوجد فيها حمامات للمرضى والمراجعين وهناك عيادات ضمن المبنى هي عبارة عن مناور تم استثمارها كعيادات مثل العينية والأطفال بسبب قدم المشفى وضيق المساحة ولم يكن بالإمكان تقديم إجراءات إضافية أو استقصائية لأي مريض فيتم تحويله إلى مشاف أخرى.. إنها حقاً معاناة كبيرة.

مراحل العمل

بدأ العمل مباشرة بالتعاون بين إحدى المؤسسات التنموية للمشاريع غير الربحية ومديرية صحة اللاذقية وخلال زيارتنا لموقع العمل التقينا الدكتور بيهس الوقاف الذي مثل رجل الأعمال إيهاب مخلوف في تتبع تنفيذ جميع مراحل عمل المؤسسة التي أنجزت العمل بأقل من المدة المحددة، وقال الدكتور بيهس: تجسيداً لشعار الأمل بالعمل الذي أطلقه قائد الوطن أولى السيد إيهاب مخلوف المشفى الوطني في جبلة اهتماما كبيراً وفتح باب الإمكانات لتجهيزه بكل ما يلزم وخلال مدة زمنية قياسية وقصيرة تم ما يلي:

أولاً: – ترميم وتحديث الطابق القبو والذي يضم الإسعاف والعناية الإسعافية.

– ترميم الطابق الأرضي- ترميم العناية القلبية في الطابق الأول، إضافة إلى تقديم العديد من التجهيزات الطبية لقسم الأشعة (جهاز مامو للثدي وجهاز بانوراما وسيفالومتري للأسنان وجهاز إيكو محمول) وفرش وتجهيز العناية القلبية (أجهزة تخطيط قلب أوروبية) والعمليات (أدوات جراحية لاختصاصات النسائية والبولية والعظمية إلخ..) إضافة إلى ١٠ أسرة عناية مشددة أوروبية. وأيضاً غسالتان لقسم الغسيل والتعقيم وجهاز تنظير هضمي علوي سفلي مع كامل ملحقاته ماركة بينتاكس اليابانية أيضاً إضافة إلى بعض الأعمال الضرورية كعزل السطح ودهان الواجهات كاملة.

ثانياً: تم بناء قسم خاص بالعيادات الخارجية وغسيل الكلية وفق ما يلي:

– إنشاء ١١ عيادة خارجية وتجهيزها بالكامل بالتجهيزات المكتبية والطبية اللازمة وفق أحدث المعايير الطبية( عيادة عينية بكامل تجهيزاتها ماركة توبكون اليابانية ووحدة عيادة أذنية وكرسي أسنان).

– إنشاء قسم خاص بغسيل الكلى حيث تمت صيانة وتحديث الأجهزة القديمة وتم تقديم ٣ أجهزة حديثة وذلك لزيادة أعداد المرضى المستفيدين من هذه الخدمة الطبية.

ثالثا: تم تجهيز الموقع العام لمدخل الإسعاف ومحيط مبنى العيادات والكلية الجديد وإنشاء حديقة على كامل المساحة المتاحة من أجل راحة المراجعين إضافة إلى بناء بوابة حديثة للمشفى وتجهيزها بجهاز سكانر وبناء غرفة للنفايات الطبية.

أما عن التنفيذ يقول مدير المشروع من المؤسسة التنموية غير الربحية المهندس آصف محمد علي: كان الفصل شتاء والظروف الجوية قاسية عندما بدأنا العمل لكننا صممنا أن ننجز العمل قبل المدة المحددة بستة أشهر والتي تعتبر أساساً قصيرة نسبيا قياساً إلى حجم العمل وفعلا تحدينا الطقس والمدة المحددة وخلال أربعة أشهر ونصف الشهر انتصب الصرح شامخا يتألف من طابقين مساحة كل طابق ٣٠٠ متر مربع مجهزاً بأحدث مواد الإكساء والأجهزة اللازمة، إضافة إلى الحديقة المقابلة للمبنى وأعمال عزل وطلاء الجدران الخارجية للمبنى القديم وانشاء مدخل رئيس للمشفى وصيانة الأرصفة والطرقات حول المبنى.

وأضاف: أما مشروع ترميم مبنى المشفى القديم فقد قمنا بالعمل بالتوازي مع مبنى العيادات وتمت إعادة تأهيل قسم الإسعاف والطبابة الإسعافية وصيانة الطابق الأول بالكامل وقسم العناية المشددة للقلبية في الطابق الثاني، وتابع قائلاً: ولم يكن الأمر سهلاً فقد تطلب جهوداً مضاعفة من قبل الكادر الهندسي بالكامل وكنا نعمل بحدود ١٧ ساعة يومياً من دون يوم عطلة أو استراحة، شارك بالعمل نحو ٢٠٠ عامل كل حسب اختصاص عمله وكنا سعداء رغم التعب والجهد جمعنا في هذا العمل حب الوطن والتعاون روح الفريق ليكون النجاح للجميع.

ارتياح بعد المعاناة وحافز للعمل

اختصاصية بأمراض الجهاز الهضمي ورئيسة الشعبة الهضمية في المشفى الدكتورة لبانة أسعد تقول: نقلة نوعية وكبيرة في عملنا فبعد أن كنا نقوم بتحويل مرضى النزف الهضمي التالي للقرحات والأورام الخبيثة للمشافي المركزية في المحافظة لعدم إمكانية وضع التشخيص المناسب واتخاذ تدابير علاجه وأصبح بالإمكان إجراء تنظير هضمي فيديوي للمعدة والقولون بتقنية جيدة ومريحة إضافة لإمكانية تشخيص الأمراض القرحية والالتهابية والورمية في المعدة والاثنى عشرية والقولون وأخذ خزعات وإجراء بعض التدابير العلاجية.

وختمت بالقول: كل الشكر لمن أسهم بإنجاز هذا العمل لنا جميعاً سواء كنا أطباء أو مرضى وبلدنا بستحق الأفضل وفيه الخير وأهله الكرام الطيبون.

اختصاصي بأمراض العين وجراحتها ورئيس قسم الجراحة العينية في المشفى الدكتور منذر غانم يقول: واجهنا الكثير من المعاناة في عمل العيادة العينية بسبب قدم الأجهزة كالمصباح الشقي الذي يقدر عمره بـ٤٠ عاماً مما جعل أداءه سيئاً أثناء العمل وإضاءته ضعيفة وحركته صعبة أيضاً والإكسسوارات الملحقة فيه غير جيدة أبداً كما أن لوحة فحص القدرة البصرية بدائية وهي عبارة عن لوحة مرسومة ولدينا مقياس ضغط عين يدوي قديم كما أننا لا نملك أي وسيلة من الوسائل التي تساعدنا على تقديم أي خدمة للمريض والخدمات اقتصرت على (تشخيص الالتهابات- اعتلال شبكية سكرية- مياه زرقاء) لا أكثر.

وتابع قائلاً: أما العيادة الجديدة فتضم وحدة حديثة متكاملة بحيث لا يضطر المريض للتنقل بين كرسي وآخر وكل الاستقصاءات تتم بجلسة واحدة فيها مصباح شقي حديث ومقياس أسواء الانكسار (أتوفراكتومتر) وبرجكتور من أجل القدرة البصرية بإمكانات متعددة ومقياس ضغط عين هوائي ومنظار قعر عين ومنظار شبكية وعلبة عدسات وإطار لتجريب العدسات وعدسات فولك جديدة لتنظير قعر العين.

وأضاف: أخيراً كل الشكر للجهود الكبيرة والمبذولة لتقديم هذه الخدمات للمشفى بأحدث التجهيزات بزمن قياسي.

اختصاصي أمراض وزرع الكلية ورئيس قسم الكلية في مشفى جبلة الدكتور حسن أحمد قال: في قسم الكلية كان لدينا معاناة كبيرة رغم نوعية الخدمة التي نقدمها أولها مكان التنقية الدموية وهو قبو مغلق نستقبل فيه حالياً وبشكل وسطي من ٧٠ إلى ٧٥ مريضاً شهرياً لكل مريض جلستان في الأسبوع وثلاث جلسات لمن هم بحالة سيئة أي نحو ٥٥٠ إلى ٦٠٠ جلسة تنقية دموية شهرياً ومع إنجاز قسم الكلية الجديد في مبنى العيادات الخارجية أصبح المكان أوسع وجميلاً وستكون الخدمات فيه أكبر وأفضل مما كنا عليه سابقاً.

وأضاف: القسم الجديد يتألف من صالتين الأولى للرجال والثانية للنساء وسيكون بالإمكان استقبال عدد أكبر من المرضى بحوالي ٤٠ إلى ٥٠ بالمئة عن السابق وهذا عامل مهم جداً ومساعد في عدم التوجه إلى المشافي القريبة كمشفى بانياس ومشافي المحافظة من أجل التنقية الدموية وهذا حقاً إنجاز كبير وتقدم في العمل والخدمات وشكراً لمن كان له الفضل في هذا الإنجاز ونحن حقاً ممتنون، كان حلماً وطموحاً لنا بعد أن كنا نعاني كثيراً.

رئيس قسم الأشعة الأستاذ نعيم العلوني قال: لدينا جهاز أشعة قديم يقوم بالتصوير على مدار ٢٤ ساعة الأمر الذي يسبب ضغطاً كبيراً في عملنا بسبب أعداد المرضى وحالياً وبعد دخول جهاز بانوراما جديد لتصوير الأسنان وجهاز ماموغرافي لتصوير الثديين سيصبح بالإمكان تقديم خدماتنا بوتيرة وسهولة أكبر بكثير من السابق في كل الأوقات وسيصبح بإمكان النساء إجراء فحص الثدي في المشفى عوضاً عن الذهاب إلى المشافي الأخرى في المحافظة وهذه خطوة كبيرة وفارقة في عملنا وخدماتنا.

وقال أخصائي أنف أذن حنجرة ورئيس قسم الأذنية في المشفى الدكتور سهيل نوفل: هناك فرق شاسع بين العيادة القديمة والعيادة الجديدة فالعيادة القديمة كانت غير مجهزة بأغلبية المستلزمات الضرورية والمهمة وكنا نقوم بفحص المرضى لكن ليس كما هو مطلوب أما العيادة الحديثة ففيها وحدة كاملة للفحص مع بعض المعدات الاضافية الرائعة أسست نقلة نوعية لخدماتنا وهذا ما أسعدنا وأعطانا بعداً جديداً للعمل في هذا الصرح الحضاري ونتوجه بالشكر الجزيل لكل الجهات على هذا الإنجاز الذي كان حاجة ملحة جداً للجميع.

ومن قسم الإسعاف قالت الممرضة علا يوسف: وضع الإسعاف أصبح أفضل بكثير ومريح وزاد عدد الأسرة وهناك تنظيم أكبر من ناحية استقبال المرضى ولن ننسى أبداً تقديم الشكر لمن ساعدنا على النهوض بعملنا في المشفى وفي قسم الإسعاف خصوصاً.

رئيسة شعبة العناية القلبية الممرضة فائزة حبيب صالح قالت: الترميم جعل المكان يبدو أجمل وأعطى راحة لكل من المرضى والطاقم الطبي، كما أن الأجهزة الحديثة المقدمة لشعبة القلبية أسهمت إلى حد كبير في انجاز العمل بيسر وسهولة وشكراً من القلب على ما تم إنجازه للمشفى.

تغيير كبير وسريع

لا نبالغ بالقول إن قلنا إن المراجعين للمشفى بعد هذا التغيير والتطوير الكبير الذي طرأ عليه بمدته القصيرة يفاجؤون حقاً ويصبح حديثهم في كل مكان ومقال وكان لابد لنا من سماع آرائهم التي امتزجت ما بين ألم المرض والأمل والبسمة.

رشا العلي: راجعت المشفى العام الماضي فقالت: هناك فارق كبير بين ما كان عليه سابقا وما هو عليه الآن.

نبيل ديوب قال: للوهلة الأولى وقفت لأتفرج وأنا أقول بيني وبين نفسي (شو صاير) نسيت ألم قولوني المتشنج وأنا في قسم الإسعاف.

أحمد معلا قال: فعلاً التغير كبير وهذا يدل على أن بلدنا مازال بخير ومدينة الشهداء جبلة تستحق كل الاهتمام وشكراً لكل من مدّ يد العون للمشفى لتقديم الرعاية الطبية والصحية اللائقة لجميع المواطنين فيها.

أخيراً

ما لمست اليد البيضاء مكانا إلا وأخرجت أخضره شجره وزهره وعشبه ولونت سماءه بالفرح والحال هو نفسه في مشفى الشهيد إبراهيم نعامة (المشفى الوطني) الذي شهد نقلة طبية نوعية ومتميزة خلال أقل من ستة أشهر‘ حيث تم تجهيز مبنى ضخماً للعيادات الخارجية وكذلك الأمر بالنسبة لترميم بعض أقسام المشفى الداخلية ليصل العطاء إلى تزويد المشفى والعيادات بأحدث التجهيزات الطبية.

إنه ليس سحراً بل هو تكاتف أبناء وطن أحبوه فأخلصوا له.. منهم من قدم المال ومنهم من جهز الدراسات ومنهم من شمر عن ساعديه وبدأ العمل ومنهم من أشرف على المتابعة، جهود متكاملة خلال أشهر قليلة.. وكان لمرور تلك اليد البيضاء فضل في تقديم أفضل الخدمات الطبية لمدينة جبلة وأهلها الكرام الذين تطلّعوا إلى غد مشرق معها والمعروفة بطيب أصلها ومحبتها لوطنها وأهله.

هم أبناء سورية الشرفاء أرادوا فكان لهم ما أرادوه واليوم يثمرون معاً… والحال الجميل يتغير ليصبح أجمل.

الوطن