حي بطن الهوى في القدس… معركة صمود مستمرة في وجه التطهير العرقي والتهويد

يواصل الفلسطينيون في حي بطن الهوى في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة معركة الصمود في وجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي اجتثاثهم من أرضهم وتهجيرهم قسرياً من منازلهم لتنفيذ مخططاته لتهويد المدينة وتغيير معالمها العربية الفلسطينية وتزوير تاريخها.

خطر التهجير القسري يهدد أكثر من 700 فلسطيني في الحي الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية حيث تقتحم قوات الاحتلال ومستوطنوه الحي يومياً ويعتدون بوحشية على أهله الذين يهدم الاحتلال منازلهم أو يستولي عليها لتسليمها للمستوطنين بهدف تطويق الأقصى بحزام استيطاني وإحكام حصاره على البلدة القديمة في القدس وعزلها عن باقي أحياء وبلدات المدينة في ظل صمت المجتمع الدولي عن هذه الاعتداءات التي يؤكد أنها ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية دون أن يتخذ أي إجراء فعلي لوقفها.

المتحدث باسم أهالي سلوان فخري أبو ذياب أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن الاحتلال منذ العام 1948 استولى على مساحات كبيرة من أراضي الحي وأقام 12 بؤرة استيطانية حولت حياة أهله إلى جحيم لإرغامهم على ترك منازلهم مشدداً على أن هذا الأمر لن يحدث أبداً وأن الفلسطينيين لن يتركوا منازلهم وأرضهم ولن يسمحوا للاحتلال بإلغاء وجودهم وطمس هويتهم لو كلفهم ذلك حياتهم.

بدوره مدير مركز وادي حلوة جواد صيام أكد أن مخططات الاحتلال لتهجير عشرات العائلات الفلسطينية من الحي تأتي في إطار مخططاته لإقامة حزام استيطاني يمتد من حي بطن الهوى حتى حي البستان الذي يخطط الاحتلال لهدم 84 منزلاً فيه مروراً بحي وادي حلوة وصولاً إلى حي الشيخ جراح لمحاصرة الأقصى والبلدة القديمة من الجهة الجنوبية بالمستوطنات.

وأكد صيام أن ما يحدث في أحياء البلدة القديمة في القدس من تهويد واستيطان وتهجير وحفريات هو لتغيير مشهد مدينة القدس الحضاري والتاريخي العربي جغرافياً وديمغرافياً مطالباً أحرار العالم بمساندة أهالي القدس في معركتهم ضد التهويد والاستيطان الذي يعد انتهاكاً لجميع القوانين والقرارات الدولية.

من جانبه قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إن الاحتلال بعد هزيمته أمام صمود الفلسطينيين في وجه محاولات تهجيرهم قسرياً من منازلهم في حي الشيخ جراح بدأ معركة جديدة لتهجيرهم من حي بطن الهوى في سلوان وسيفشل أيضاً بفضل ثبات الفلسطينيين.

ولفت خاطر إلى أن الاحتلال يواصل سياسات التطهير العرقي في القدس المحتلة أمام مرأى العالم الذي يتابع ببرود أنباء استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة واعتقال المئات منهم خلال اقتحام قوات الاحتلال أحياء بطن الهوى والشيخ جراح في القدس مشدداً على ضرورة خروج المجتمع الدولي عن صمته ووقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

من جهته أشار رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عبد الناصر فروانة إلى أن الاحتلال اعتقل خلال الشهرين الماضيين 800 فلسطيني في القدس مبيناً أن الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في المدينة بهدف قمع انتفاضة الفلسطينيين فيها وفي الضفة الغربية بوجه الاستيطان والتهويد مؤكداً أنه لن ينجح في كسر إرادة صمود وثبات الفلسطينيين في الدفاع عن القدس ومقدساتها حتى زوال الاحتلال.

سانا