يمكن للنظام الغذائي الغربي الغني بالدهون أن يزيد من مخاطر الاضطرابات المؤلمة الشائعة لدى المصابين بأمراض مثل السكري أو السمنة وفقا لدراسة جديدة.
وعلاوة على ذلك، قد تقلل التغييرات في النظام الغذائي بشكل كبير أو حتى تعكس الألم الناجم عن الحالات التي تسبب الألم الالتهابي، مثل التهاب المفاصل أو الصدمة أو الجراحة، أو آلام الأعصاب، مثل مرض السكري.
ويمكن أن يساعد الاكتشاف الجديد في علاج مرضى الألم المزمن ببساطة عن طريق تغيير النظام الغذائي أو تطوير أدوية تمنع إفراز بعض الأحماض الدهنية في الجسم.
ونُشرت الورقة البحثية، التي استغرق إعدادها أكثر من خمس سنوات، في إصدار يونيو من مجلة Nature Metabolism بواسطة فريق تعاوني مكون من 15 باحثا محليا بقيادة مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو، وباحثين من قسم علاج جذور الأسنان في UT Health San Antonio، بالإضافة إلى طلاب حاليين أو سابقين في كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية.
الأحماض الدهنية والألم
الألم المزمن هو سبب رئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم. ولكن على الرغم من أن تقليل الدهون غالبا ما يُنصح به لإدارة مرض السكري واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن دور الدهون الغذائية أو الأحماض الدهنية في حالات الألم غير معروف نسبيا.
وفي الدراسة الجديدة، استخدم الدكتور بويد وزملاؤه طرقا متعددة في كل من الفئران والبشر لدراسة دور الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة في حالات الألم.
ووجدوا أن الأنظمة الغذائية الغربية النموذجية الغنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية المتعددة غير المشبعة تنشط كعامل خطر كبير لكل من الآلام الالتهابية والأعصاب.
ودهون أوميغا 6 الموجودة بشكل أساسي في الأطعمة التي تحتوي على زيوت نباتية لها فوائد عدة. لكن الحميات الغربية المرتبطة بالسمنة تتميز بمستويات أعلى بكثير من تلك الأحماض في الأطعمة من رقائق الذرة إلى حلقات البصل، مقارنة بدهون أوميغا 3 الصحية، الموجودة في الأسماك ومصادر مثل بذور الكتان والجوز.
وبشكل عام، تشمل الأطعمة غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من دهون أوميغا 6 الوجبات الخفيفة المصنعة والأطعمة السريعة والكعك واللحوم الدهنية والمعالجة وغيرها.
ووجد الباحثون أن عكس هذا النظام الغذائي، وخاصة عن طريق خفض أوميغا 6 وزيادة دهون أوميغا 3، قلل بشكل كبير من حالات الألم هذه.
وأظهر الباحثون أيضا أن مستويات دهون أوميغا 6 في الجلد لدى المرضى الذين يعانون من ألم الاعتلال العصبي السكري من النوع الثاني كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بمستويات الألم المبلغ عنها والحاجة إلى تناول الأدوية المسكنة.
وقال خوسيه إي كافازوس، دكتوراه في الطب، وأستاذ علم الأعصاب، ومساعد العميد ومدير برنامج تدريب العلماء الطبيين بجنوب تكساس المعين من المعاهد الوطنية للصحة في UT Health San Antonio.: “هذه الورقة هي مساهمة رفيعة المستوى لحاجة ملحة للبحث عن علاجات تغير طبيعة هذا المرض العصبي”.
وفي مقال افتتاحي مصاحب للورقة البحثية، كتب باحثو جامعة ديوك: “هذه الدراسة الشاملة قد تكون بمثابة أساس لتجارب سريرية جديدة وفي النهاية توفر طرقا جديدة للعلاج السريري لاعتلالات الأعصاب”.
المصدر: ميديكال إكسبريس