يصر الغرب بكل ما يضخه ويقدمه على فكرة مخادعة كاذبة تخفي وراءها الكوارث التي يسعى هو إلى إحداثها والاستثمار فيها ..
نعني بذلك الانطلاق من مقولة أو مصطلح الحريات ..حرية أن تفعل ما تريد وتمارس ما تريد بوجه المجتمع والدولة وطبعا هذا ليس على أرضه إنما في الدول المستهدفة خارج محيطه الجغرافي ..
وقد رأينا ماذا فعلت بريطانيا وفرنسا حين خرجت بعض المظاهرات تطالب ببعض الحقوق ..
كانت الجمل التي يرددها الساسة الغربيون حينها ..لا تحدثونا عن القيم والقانون والمبادئ نحن الآن في حالة الخطر..
اذا” كيف لهم أن يتاجروا بهذه المبادئ لتكون وسيلة للتدخل والتحكم بشؤون الآخرين..
جان زيغلر يرى أن ذلك يكون من خلال خصخصة العالم والعمل على إضعاف القدرة التنظيمية للدولة لتضع البرلمانات والدول والحكومات تحت الوصاية تعمل على تفريغها من محتواها وقد رأى يورغن هابرماس أن التوجهات نحو التغيير التي تحدث تحت اسم العولمة تريد ان تغتال الدول وان تتحكم الأسواق المالية بالحكومات وبذلك تجد الدول نفسها وقد احتوتها أسواق المال بدلا من أن تكون الاقتصادات الوطنية محمية داخل الدولة.
هذه السلطة تسمى من قبل زيغلر سلطة النهابين تعمل على فرض نفسها سلطة النهابين الذين يمارسون التخويف ضد الحكومات والبرلمانات والمحاكم والرأي العام كمؤسسات قامت على أساس ديمقراطي …
ويؤدي إزاحة الدولة من السوق إلى واقع أن الدولة تفقد تدريجيا قدرتها على تحصيل الضرائب وتنشيط النمو الاقتصادي وبالتالي فقدان تأمين القواعد الأساسية لشرعيتها ..وواقع الحال انه لايمكن لأي بديل وظيفي أن يحل مكان الدولة.
ويشير زيغلر إلى ما جرى في منتدى دافوس ١٩٩٦م إذ ألقى هانز تيا تماتر كلمة اختزلت كل شيء …كان الجو في الخارج باردا والحراسة مشددة وطائرات مروحية تحوم في المكان تقدم الرجل العجوز إلى المنصة وخاطب الحاضرين قائلا:من الآن فصاعدا انتم تحت سيطرة الأسواق المالية .
صفق الجميع له بشدة لأنهم فعلا تحت سيطرة أسواق المال ..وكل رئيس حكومة يتخلف عن استقبال الاستثمار المالي سوف يعاقب دون تأخير انها سيطرة أباطرة المال على مؤسسات الدول .
لهذا علينا أن نقرأ ماذا يعني أن تعمل عصابات الإرهاب على تدمير مؤسسات الدولة وان تحاول إظهارها بمظهر الإخفاق والفشل من خلال الشعارات المزيفة.
الثورة