تشد مشاهد الفيلم الروسي “الكاسحة” بأحداثه من بدايته حتى نهايته حيث يبدأ بعقدة لا تنفرج خلال ما يقارب الساعة والنصف إلا في الثواني الأخيرة، باعتباره ينتمي إلى أعمال الأكشن، إنتاج عام 2016 وإخراج نيكولاي خوموريكي.
القصة في جزء منها ذات أحداث حقيقية لميخائيل جروموف وقعت في العام 1985، حيث حوصر طاقمها 133 يوماً بجليد القطب الجنوبي، نتيجة انجراف السفينة قسراً إلى ساحله، ورغم محاولات قبطان السفينة لتفادي الاصطدام بالجبل الجليدي إلا أنَّه حوصر بين الجبال القطبية، وساد صمت مطبق وبرد قارص.
الفيلم رصد القصة بشكل رتيب يخلو من مشاهد تكسر حدة الحدث الكبير حيث تتابعه بكامل مشاهده بأعصاب مشدود متوترة حتى عندما ينتقل المخرج من مكان وقوع الحدث إلى مدينة ليننغراد مكان وجود زوجة القبطان فنراها متوترة خائفة ويعتبر أمراً طبيعياً باعتبارها مشرفة على الولادة، دون أن يتخلله لقطات ضاحكة أو مشاهد جميلة تخفف وطأة الحدث على المشاهد.
فيما لو انتقلنا إلى الأشخاص الموجودين على متنها فيسود بينهم علاقات لا تحمد عقباها غير صحيحة مع الآخرين فيشتد بينهم الخلاف والشجار والضرب تارة والصراخ على بعضهم البعض نتيجة أخطاء ارتكبت بما فيهم قبطان السفينة ونجده يقوم بضرب الباب بالفأس فيكاد يكسره ولكمه لأحد أصحابه حتى تسيل الدماء من أنفه دون رحمة، فيما يغيب التلاحم والتعاضد بينهم ولا نراها إلا في لقطة واحدة عندما مات أحدهم ورميه في المياه ومحاولة اللحاق بآخر زلت قدمه في الجليد بعد إطلاقه إشارات النجدة فلحقوا به وأنقذوه.
القصة بشكل عام كانت تحتاج لبعض المواقف الإنسانية الداعمة للمشاهد لم نجدها إلا في اللقطات الأخيرة أثناء ولادة زوجة القطبان وتركيز الكاميرا على وجه الوليد يبكي لتعود المشاهد من جديد إلى السفينة وقد وجدوا الحل من خلال شقوق تراءت لهم بين الجليد المتراكم وعبورها إثر تخطيها لجبل كبير انهار بعد هنيهات من عبورها.
إن أجمل أحداث الفيلم أداء الكادر التمثيلي لمشاهد صعبة خطرة وخاصة بين القطع الجليدية والبرد القارص وقيادة الطائرة من قبل أحد الطاقم الموجود على متنها برفقة القبطان لمعاينة المكان وتأمين سير الكاسحة وبعد تعرض الطائرة للعطب ووقوعها بالمياه ما اضطرهما للسباحة وسط أمواج عاتية وحرارة منخفضة رافق الأحداث حركات سريعة من الكادر التمثيلي أثناء الصعود والهبوط داخل ردهاتها وعلى سطحها ثم تعرضها لسقوط قطع جليد كبيرة عليها كان كله بقيادة مخرج متمكن استطاع التقاط الأحداث بواقعية جميلة في وسطٍ يخلو من الناس وظروف طبيعية قاسية مستخدماً تقنيات عالية وكاميرا نظيفة شفافة رصدت أغوار المكان بدقة متناهية.
الثورة