الخروج عن النص الدرامي واستخدام «الإيفيه» بين الصناعة والارتجال … عبارات أحبّها المتابعون في الدراما على ألسنة النجوم

يستخدم الممثلون بعض الكلمات والتعابير الخاصة بهم لكي يصنعوا لأنفسهم مكانة خاصة ومميزة على الساحة الفنية، ولا شك أن التعابير التي يتم استخدامها في سياقها الصحيح سواء كانت درامية أم كوميدية سوف تحقق هدفها المنشود، لذلك شاهد الجمهور في الآونة الأخيرة الكثير من الكلمات الخاصة بأكثر من ممثل، وآخرها كانت كلمة «ياعفو الله» التي استخدمها الممثل قصي خولي في مسلسل «2020».

الاستحواذ على انتباه الجمهور بهذه الطريقة

وبما أن هنالك العديد من الجمل والكلمات التي تتعلق بها عقول وقلوب المشاهدين من خلال الأعمال الدرامية، فتصبح هذه الكلمات صلة وثيقة بينها وبين الممثل الذي يستخدمها، ولكن هذه العبارات المستخدمة لا تكون مقصودة بعض الأحيان بل يفتعلها الممثل خلال لحظة عفوية ليبقى مستمراً بها خلال العمل وإدراجها وفق ما يناسب الموقف الدرامي، وتأتي خلفية هذا الاستخدام من الممثل ليستحوذ بها على انتباه الجمهور، وهي ما تسمى في المجالات التمثيلية ««الإيفيهات»».

«الإيفيهات» بين المسرح والدراما

إذا أردنا الحديث عن «الإفيهات» نجد أن استخدامها في السابق كان موجوداً بكثرة في المسرح العربي بشكل عام، والتي عرف المسرح حينها باستخدام ممثليه لعبارات خاصة بهم لكي يضيفوا لدورهم نوعاً من الخصوصية والحركة، ومن أبرزهم الممثل عادل إمام الذي استخدم في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» كلمته الشهيرة «متعودة دايماً» التي بقيت عالقة في ذاكرة الجمهور حتى هذه اللحظة، وأيضاً مسرحية «غربة» للقدير دريد لحام من خلال كلمة «لذا».

ولا شك أن الممثلين بدؤوا باستخدام هذه «الإيفيهات» في الأعمال التلفزيونية والكوميدية خاصة، لكي يعملوا على جذب أنظار الجمهور إلى شخصياتهم ولخلق نوع من الفكاهة في أثناء متابعة الجمهور للعمل، لكن مع تطور الزمن لوحظ أن مسألة الخروج عن النص المألوف واستخدام عبارات بدأت تطور وتأخذ منحى آخر، وقد دخلت إلى العالم الدرامي وبشكل خاص الدراما السورية التي حاول ممثلوها أن يستعينوا بكلمات معبرة تفيد السياق الدرامي، ومن أبرز الممثلين الذين استخدموا «إيفيهات» خاصة بهم «أيمن رضا» و«فادي صبيح» «عبد المنعم عمايري» و«تيم حسن» و«باسم ياخور» و«أحمد الأحمد» والكثير غيرهم.

«الإيفيهات» يحتاج للصناعة… وفي بعض الأحيان عفوي

وللحديث عن أهمية استخدام «الإيفيه» تواصلت «الوطن» مع الممثل أيمن رضا الذي أوضح أن استخدام «الإيفيه» في بعض الأحيان يحتاج لتصنيع من أشخاص محترفين وخاصة في مجال الكوميديا، أما بالنسبة للدراما السورية فقد أشار رضا إلى أنها تكون اجتهاداً شخصياً وحالة ارتجالية من الممثل أثناء تصويره لمشاهده، مؤكداً أن العبارات التي استخدمها مثل «شو هي هيك» هي من صنعه.

كما بين أيمن رضا أن مسار الشخصيات هي التي تحدد استخدام «الإيفيه» واتجاهاتها ضمن السياق الدرامي، مؤكداً أن «الإيفيه» في حالة تطور دائم وكان قديماً يستخدم كمثال عن الفكاهة، لكن حالياً أصبحت عبارة عن كلمات صغيرة وإيحاءات تدل على أكثر من معنى.

«الإيفيه» مفاتيح خاصة للشخصية الدرامية

أما الكاتب الدرامي أسامة كومش فبين لـ«الوطن» أن استخدام «الإيفيه» حق طبيعي للفنان، لأنه بعدما يتسلم الممثل النص الدرامي يقوم بجلسة حوار مع الكاتب والمخرج، وبناءً على ذلك يتشكل تصور خاص عن الشخصية التي سوف يجسدها الممثل، وهذه المفردات التي سوف يستخدمها الممثل هي بمنزلة مفاتيح خاصة للشخصية الدرامية، مؤكداً أن هذه العبارات هي حق مشروع وقد تصيب أو تخيب في بعض الأحيان، لكن في النهاية تبقى من حق الممثل، ويتجلى ذلك من خلال بحثه واستخدامها وفق المطلوب.

الجمهور لا ينسى هذه الكلمات

ومن خلال متابعة «الوطن» لردود أفعال المشاهدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أن الكثيرين من جيل الشباب بدؤوا باستخدام الكلمات الخاصة بالممثلين على أرض الواقع، ومن ضمن التعليقات التي رصدناها على أحد المنشورات التابعة لمسلسل «الهيبة»، كان التعليق «هذه الكلمات التي يستخدمها تيم حسن أصبحت جزءاً مني… ولا أستطيع نسيانها»، وتعليق آخر كان «إن هذه الكلمات التي يقوم الممثلون باستخدامها تبقى عالقة في ذاكرتي…… في الحقيقة هذه الكلمات العفوية هي من أجمل الأشياء التي تحصل في العمل وتذكرنا بالشخصية».

الوطن