ما هي الاضطرابات النفسية التي يعاني منها معظم سكان المنطقة العربية في هذه المرحلة؟
وفق منظمة الصحة العالمية ودليل المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية حول الاضطرابات أثناء جائحة كورونا، فإن هنالك اضطرابات نفسية ترتبط مباشرة بجائحة كورونا، وهي اضطرابات معروفة مسبقاً، ولكن زادت حدتها وكثرت الإصابة بها خلال الجائحة، وأبرزها القلق والاكتئاب والوسواس القهري، ولكل منها أسباب وأعراض وطريقة علاج.
فالقلق ارتفعت نسبة الإصابة به خلال جائحة كورونا بسبب الخوف من الوباء، والخوف على الأسرة، والخوف من فقد أحد أفراد العائلة.
اما الاكتئاب فأسبابه الحزن الشديد لإصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض أو فقدانه، أو فقدان مصدر الدخل، وغيرها من الأسباب.. إلى جانب الوسواس القهري، وسببه التغيرات الكبيرة في عادات النظافة والسلوكيات اليومية وتكرارها، وما إلى ذلك.
هل من اضطرابات جديدة سببها كورونا، وما هي متلازمة الكوخ؟
ليس هناك أي اضطرابات جديدة غير معروفة تسببت بها جائحة كورونا، التأثير كان في زيادة عدد الإصابات بالاضطرابات النفسية المنتشرة، وتفاقم الحالات المصابة مسبقاً بسبب عدم تلقي الرعاية الطبية، وعدم القدرة على إعادة تعبئة الأدوية الطبية، وما إلى ذلك.
ومن جانب آخر فإن العزلة الاجتماعية التي سببتها جائحة كورونا ساهمت في الكشف عن الحالات البسيطة للمصابين بالاضطرابات النفسية، بسب زيادة حدة الاضطرابات لغياب أشكال الدعم النفسي، سواء الأسري أو المجتمعي، وعدم القدرة على ممارسة أي أنشطة اجتماعية أو بدنية، كانت تقلل من تأثير الاضطرابات النفسية، وكذلك بسبب الضغوطات المجتمعية والاقتصادية والصحية، وعن ذلك ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 83% من الخدمات النفسية تعطلت أثناء جائحة كورونا.
أما فيما يخص مشكلة «متلازمة الكوخ» فإنه امتثالاً لتعاميم منظمة الصحة العالمية، والمجلس السعودي الصحي، يجب علينا كأخصائيين نفسيين أن لا نسميه اضطراباً نفسياً، أو نستخدم مصطلحاً لأي اضطراب، أو ندعي وجوده ما لم يتواجد نصه في أحد الأدلة المعتمدة عالمياً، وإذا رجعنا إلى أحدث دليل عن الاضطرابات النفسية، فلن نجد أي اضطراب نفسي بمسمى «متلازمة الكوخ».
من الفئات الأكثر تأثراً بالاضطرابات النفسية خلال جائحة كورونا؟
جائحة كورونا أثرت على الجميع في مختلف المراحل العمرية، ذكوراً وإناثاً، بتفاوت، إلا أن فئة البالغين هي الأكثر تأثراً، بسبب اعتماد باقي أفراد الأسرة عليها. إلا أن النساء هن الأكثر تضرراً نفسياً خلال الجائحة، بسبب زيادة المهام والاعتماد الكلي عليهن في إعداد الطعام ورعاية الأطفال ونظافة الأماكن، وكذلك العزلة الاجتماعية التي جمعت أفراد الأسرة الواحدة في مكان واحد لشهور عدة، ما نتج عنه زيادة في المشاكل الأسرية والزوجية، وفي كثير من الدول العربية، وحتى الغربية، ارتفعت نسب الطلاق، وزاد العنف الأسري بأنواعه تجاه الإناث خلال الجائحة.
ما هي علاجات الاضطرابات النفسية الشائعة بسبب آثار كورونا؟
علاجات الاضطرابات النفسية لم تختلف خلال جائحة كورونا، ونحن كأخصائيين نفسيين نتبع أدلة ومعايير عالمية، ونطبق عدداً من أنواع العلاجات بعد مراحل التشخيص حسب نوع الاضطراب، قبل اللجوء إلى الأدوية الطبية، وهي في الغالب كالآتي:علاج معرفي سلوكي، والذي يساعد على إدراك الشخص للأفكار المحبطة وتغييرها، وتغيير السلوكيات الاكتئابية، العلاج النفسي البيّن، وهو علاج شخصي يساعد الناس على حل نزاعاتهم مع الآخرين، والتعامل مع الحزن الناجم عن فقـد عزيـز، والتعامل مع التغييـرات، التنشيط السلوكي، وهو علاج سلوكي يركز بشكل خاص على تغيير السـلوكيات، والعلاج المرتكز على حل المشكلات والتفكيـر بالحلول المختلفة لكل مشكلة.
سيدتي نت