تحية إجلال قلبية، لك أيها القائد الرئيس، هي من الوفاء شيء، ومن عرفان الجميل شيء، ومن الرسالة التي تحمل شيء، ومن المفاداة من أجل الوطن شيء..
لقد خرجت من صفوفنا مرفوعاً على سواعد المحبة والثقة والإكبار، زعيماً رئيساً منتخباً بإجماع واثق، نتطلع بك ومعك إلى الآتي، مؤمنين بأن شعلة النضال والتضحيات التي رسمتها بكفاحك المتواصل، ينبغي أن تبقى متوهجة في نفوسنا، وأن إشراقة الأمل التي غرست ينبغي أن تساكن الكفاح، مهما كانت آلام الجراح، وفي أصعب الظروف.
كنت، أيها القائد، الضوء في قلب الظلمة، وصاحب المكرمات والبطولات في المواقف، وأبلغ الشيم في التضحيات، دفاعاً عن وطننا وشعبنا وأمتنا، تعيش معنا وبنا، وتصوغ تطلعاتنا وآمالنا، وتعمل على تحقيقها، وعلى ترسيخ سامي قيمنا وعزيزها، وتبذل أقصى ما يستطاع، انتصاراً لعروبتنا وقضاياها، ولجوهرها قضية فلسطين، حرصاً على أن تبقى حية في رحاب الواقع والضمير..
لقد وضعت الأمور في مواقعها التي يمليها المنطق الواعي والتاريخ، وحقائقه، ومضيت بنا في الموكب الوطني والقومي، ببسالة فريدة، مستشرفاً الهدف الكبير في التحرير وحماية السيادة والأرض، بالعمل المخلص لا بالقول، وبالعزم الموّار بتفاؤل الشجاعة، لكل ما يعد ويبشر، ويجاوز المألوف والمنظور والمحدود، منفتحاً على آفاق المستقبل المشرق الواعد..
السيد الرئيس
أنت من قرأ ما يجري على أرض الواقع، ومنذ البدايات، بعين الوعي وبصيرة المستقبل، وأدركت أنهم يرسمون للوطن خريطة تستلّ منه قوميته وعروبته، وأمنه وحريته، بالإرهاب الذي زرعوه على أرضنا عدواناً وعمالة وخيانة..
ولم تتردد، في مقابل ذلك، برسم استراتيجيتنا النضالية لحماية حقوقنا وسيادتنا وعروبتنا، منظوراً ومفهوماً صحيحاً جديداً بعيد الأبعاد للتاريخ، مؤكداً للعالم أننا أصحاب حق وقضية، وسنمضي في طريق المقاومة والكفاح، من موقف شجاع موحّد وصامد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفاء بالالتزامات الوطنية والقومية، وانتصاراً للقضايا المصيرية، بروح من الرجولة والاستقامة والشهامة والبسالة، بعيداً عن الانكسار النفسي أو الجزع، وبثقة بالغة بأننا سنبني، في قريب، ما يهدمون، وسنصنع للأجيال مسارات تليق بكل ما يتطلعون إليه، في وطن الإباء والحرية والاستقرار..
أيها القائد الفريد والمتفرد
كم كان بليغاً وجميلاً وصادقاً وصريحاً أن تدعو أبناء شعبك إلى التماسك ثم التماسك، وأنت دون تردد، تبلغهم منذ بداية المؤامرة، أن المعركة التي حشدوا لها، قد تكون طويلة الأجل، وأن علينا أن نستعد بعنفوان دافق، لكل الاحتمالات، وعلينا أيضاً ألا نيأس وألا نتعب، في دفاعنا عن حقنا، ومشروعية نضالنا، بالعزم المنضفر، والإرادة القوية..
الوطن كان يواجه ظروفاً صعبة، بالغة التعقيد بالفعل، والمؤامرة المخطط لها بروح الإجرام، كانت مسلحة وممولة من عديد من الدول، وكانوا يحلمون بالنصر الفاجر، بل كانوا يتصورون أنه سيتحقق في وقت غير بعيد..
لكن القائد البطل استطاع أن يقود أمته في طريق الخلاص، وأن يواصل الكفاح بها ومعها في سبيل تحقيق أهدافها وتطلعاتها، وهزيمة أعدائها، موقظاً البطولة من كراها، وأن يسمو بكلماته المؤثرة، المجنّحة للفكر، وللمشاعر الوطنية النبيلة، وغير الهيابة، مستثيراً الحماسة التي اشتعلت وتصاعدت لدى البواسل من أبناء جيشنا العظيم، والمخلصين المناضلين من أبناء شعبنا الرائع، مؤكداً أننا بالثقة بالذات وبالميامين من أبناء الوطن، وبالتآلف والتضامن، سنحقق النصر..
يقول: الماضي سيصير في ذمة التاريخ، والحاضر في راحة النضال، والمستقبل لأصحاب الحق والقضية، وهم أنتم أيها المناضلون المقاومون المقاتلون من أبناء الأمة، ونحن نقول لك أيها القائد البطل: إن المستقبل مرسوم على أجنحتك، وبأمانة الرسالة التي حملت وتحمل..
* * *
وستبقى راية الأحرار تخفق فوق أرضنا، بفضل رئيسنا وقائدنا، وحامي حمانا، وحامل أمانة المسئولية، بكثير من الشجاعة والبسالة خلال أعوام متتالية من الكفاح الشاق، والصمود الشاق، والتطلعات الكبيرة والحرص على تحقيق النصر..
لهب التضحية القدسي المتوهج بروح المقاومة ما يزال يعايشنا، أملاً بما أنت جدير، أيها القائد، بإنجازه، نعني إعادة الإعمار، واستئناف ما سعيت له وتسعى، من أجل البناء الحضاري، والارتقاء به، إلى ما يليق بوطن أنت رئيسه ورمز نهوضه وشموخه.
* * *
دمت، أيها القائد الرئيس البشار، منارة للنضال المجاهد، والكفاح المتواصل، محققاً للأماني العزيزة، للوطن وللأمة العربية،
ولتسلم كبيراً، كبيراً، قادراً، ناعماً بثقة شعبك وأمتك، وثقتك الغالية والراسخة بهذا الشعب وهذه الأمة..
والله يحميك ويحفظك ويدفع عنك..
والله معك..
سانا