“بدماء الشهداء وتضحياتهم بقيت سورية عزيزة ومصانة الكرامة”.. بهذه الكلمات تتذكر أم علي والدة الشهيدين فادي وشادي المحمد اللذين استشهدا خلال التصدي للتنظيمات الإرهابية بمدينة حمص .. كلمات تعبر عن المعاني العظيمة للعطاء الذي لا يدانيه عطاء آخر فتضحية أم بفلذة كبدها ترقى إلى مرتبة الشرف العظيم الذي يميز الأم السورية .. الأم التي أضحت نموذجاً يحتذى في الانتماء الوطني.
الدروس التي كتبها المناضلون الأوائل في سبيل حرية الوطن وكرامته في السادس من أيار وغيرهم الكثير من شهداء الوطن تثمر اليوم حيث تقول أم علي والدة الشهيدين لمراسل سانا بمناسبة عيد الشهداء: “بدماء فادي وشادي ودماء أبناء سورية أعيد الأمان لبلدنا لقد قدموا أرواحهم فداء لوطنهم الذي احبوه ومزجت دماؤهم بترابه لنعيش بكرامة وعزة وأمان”.
وبكلمات تنضح عزة وكبرياء تؤكد أم الشهيد نضال منصور أنها “فخورة” باستشهاد ولدها أثناء ملاحقة إرهابيي “داعش” لافتة إلى أنها لم تتردد يوماً في دفع ولدها كجميع الأمهات السوريات للدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله “صوناً لكرامته وحمايته من الأعداء والمستعمرين”.
ولا يقل الآباء درجة في العطاء عندما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن والدفاع عنه وحمايته حيث يقول أبو حسن والد الشهيد رمضان العلي الذي استشهد بمشفى الكندي في حلب إن “الشهداء قدموا واجبهم بكل إخلاص ولم يبخلوا بدمائهم” مؤكداً أنه قدم ولده شهيداً على محراب الوطن ولديه ولد آخر في الجيش والقوات المسلحة وثالث “يستعد للانضمام إلى جانب أبناء الوطن للدفاع عنه”.
وبهذه المناسبة الغالية على قلوب السوريين فإن الشهداء الأحياء من الجرحى يتذكرون رفاقاً لهم استشهدوا في ساحات المعارك دفاعاً عن سورية ويقول الجريح غدير سليمان الذي أصيب في منطقة البيارات في تدمر بريف حمص الشرقي إن “الشهداء منارة الأجيال وإن الشهادة في سبيل الوطن مطلب كل جندي غيور على وطنه” مشيراً إلى أن الجرحى “هم الشهداء الأحياء الذين لن ينسوا بطولات شهداء الجيش العربي الذين نالوا شرف الشهادة الخالدة عربون محبة وإخلاص لوطنهم”.
ومن دير الزور تؤكد السيدة كفا الوردي والدة الشهيدين أحمد رياض ومحمد شادي الوردي بفخر واعتزاز أن دماءهما لم تذهب سدى فتراب الوطن أغلى ما في الوجود ودماء الشهداء ستبقى المنارة التي تنير مستقبل العزة والكرامة.
وحول ظروف استشهادهما تقول السيدة كفا إن ولدها أحمد رياض استشهد في منطقة تلال الباردة عام 2016 قبل يومين من ذكرى عيد الشهداء وبعد 20 يوماً ارتقى شقيقه محمد وهو يقاتل مع ثلة من رفاقه المجموعات الإرهابية في منطقة إثريا في منطقة السلمية بحماة.
وبعزة النفس التي امتاز بها ذوو الشهداء تحبس والدة الشهيدين دمعها الذي يحكي ألم الفراق لوعة الاشتياق وتضيف لقد شارك محمد شادي في تشييع شقيقه وتوجه إلى مكان خدمته وبعد نحو أسبوعين اتصل بي وقال: “أنا ماض في الطريق الذي سلكه شقيقي حتى أبلغ الشهادة دفاعاً عن الوطن وبعد محادثتي هذه معه بيومين ارتقى شهيداً”.
سانا