تعكس الكتابات والنقوش الأثرية التي عثر عليها في دير ملح الأثري بريف السويداء الجنوبي الشرقي حضارة المنطقة في مختلف العصور التاريخية القديمة.
وبدءاً من القرن الرابع الميلادي بنى العرب الغساسنة في دير ملح عدداً من الكنائس والأديرة ومنها الدير الكبير في البلدة نفسها ودير النصراني الواقع بجوارها من الجهة الشرقية من جهة البادية.
ويشير الباحث في آثار المنطقة ورئيس دائرة آثار السويداء سابقاً حسن حاطوم لـ سانا إلى أن دير ملح الأثري شاهد على الحضارة وما زالت آثاره ومعالمه واضحة حيث عثر ضمن باحة ملاصقة له على حجر بازلتي صغير يحمل كتابة يونانية مسيحية ترجمتها (المسيح ينتصر) وهناك أيضاً بناء غير محدد الهوية يعود تاريخه إلى عام 539 ميلادي.
ولفت حاطوم إلى أنه تم العثور بجوار الدير على كتابات ونقوش تعود إلى العصر البيزنطي مشيراً إلى أنه تم بناء برج كبير ومرتفع في الدير يعود تاريخه إلى عام 372 ميلادي واستخدم إضافة إلى الأغراض الدينية لأغراض دفاعية من أجل مراقبة الحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية من الهجمات.
وبين الباحث في آثار المنطقة أن برج دير ملح الأثري شكل مع سلسلة الأبراج الأخرى في مواقع مجاورة مركزاً للمراقبة والحراسة وكان بمثابة مركز جمارك بالنسبة للقوافل المحملة بالملح والقادمة من شرقي الأردن.
ويعتقد وفقاً للباحث حاطوم أن معظم الكتابات اليونانية المسيحية التي تم العثور عليها في بلدة ملح وكذلك نقوش الصلبان والإهداءات تعود إلى مباني الدير وكنيسة البلدة المبنية في القرن الرابع الميلادي وتعد واحدة من الأسقفيات العشرين التابعة لبصرى في زمن البطريرك (أنوسطاسيوس) بطريرك أنطاكية.
ومن المكتشفات الأثرية في المنطقة كتابات يونانية تعود إلى العصر البيزنطي تضمنت رموزاً مسيحية كالسمكة والصلبان وأسماء القديسين والواهبين والأدعية الدينية إضافة إلى كتابات داخل بيت قديم استخدم كمسجد وعثر فيه على حجرين نقش على الأول كتابة تاريخها 425 ميلادي وعلى الثاني كتابة تعود لعام 606 ميلادي.
يذكر أن ملح التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1375 متراً تقع شرقي مدينة صلخد بنحو 15 كم وكانت تدعى (ملح الصرار) نسبة إلى الصرير الذي كانت تصدره أبواب الحلس الحجرية عند فتحها وإغلاقها كما عرفت قديماً بـ الأموسا وهو اسم مأخوذ من سبخة الملح لأن قوافل الملح كانت تمر عبرها كما تشتهر بموقعها الجغرافي المتميز ومناخها المعتدل صيفاً إضافة إلى غناها بالكنوز الأثرية ما جعلها محط أنظار العديد من الزوار ومقصداً للباحثين.
سانا