بقلم: احمد حمادة
ليس غريباً على النظام التركي الذي دعم الإرهاب، واحتل جزءاً من الأراضي السورية، ونهب معامل السوريين وثرواتهم، وتاجر بمأساة اللاجئين والمهجرين، أن يمنع اللاجئين السوريين من المشاركة بالانتخابات الرئاسية القادمة، وأن يحرمهم حقهم في المشاركة بهذه الانتخابات، وهو الحق الذي كفله دستورهم كي يشاركوا في الحياة السياسية وصنع مستقبلهم بأيديهم.
وليس غريباً على النظام الألماني، الذي تماهى مع سياسات أميركا العدوانية طيلة سنوات الحرب الإرهابية على سورية، أن يفعل الأمر ذاته، فتاريخهما متخم بدعم الإرهاب، وسياستهما مليئة بالمتناقضات التي تدعي الديمقراطية من جانب وتحارب تطبيقها من جانب، وتزعم نصرة حقوق الإنسان من جهة، في الوقت الذي يقتلون الإنسان ويشردونه ويتاجرون بمآسيه من جهة أخرى.
اليوم تسير ألمانيا وتركيا خلف منظومة العدوان على سورية وتنفذ أجنداتها بحذافيرها، لا بل إنهما ناطقان رسميان لكل السياسات الاستعمارية التي تمليها واشنطن على أدواتها وأتباعها، فهما تسعيان للتشويش على الانتخابات، وعلى نسبة السوريين المشاركين بها، والطعن بدستوريتها وشرعيتها، ومحاولة فرض شروطهما وإملاءاتهما على الحكومة السورية، وخطوتهما ليست بعيدة عن إجراءات منظومة العدوان الأخرى، التي بدأت تمارس ضغوطها السياسية والاقتصادية، وشرعت تجند إمبراطورياتها الإعلامية لاستهداف الانتخابات حتى قبل أن تبدأ، وبثت الكثير من أخبار وقصص التضليل حولها للتشكيك بنزاهتها وقانونيتها وشرعيتها.
فهما تدركان جيداً أن نجاح الانتخابات في سورية سيشكل انتصاراً سياسياً كبيراً يوازي النصر الميداني الذي حققه شعبها وجيشها، وتدركان أن هذا النجاح سيقذف بمخططاتهما ومخططات منظومة العدوان برمتها إلى خارج اللوحة الجديدة التي يرسم معالمها السوريون، ولهذا نراهما، ومن خلفهما واشنطن، وبقية المنظومة الشريرة، يحاولون جميعاً الترويج بأن الدولة السورية فاشلة ومؤسساتها غير قادرة على تنفيذ أي حل، ويحاولون تمرير المصطلحات التضليلية الكاذبة التي تشعر الآخر بضعف سورية وتفككها وتحولها إلى دولة فاشلة، علهم يحققون في السياسة والإعلام ما عجزوا عنه في الميدان العسكري.
لكن ما لا يدركه النظامان التركي والألماني أن تشكيكهما بدستورية وقانونية ونزاهة الانتخابات، حتى قبل بدئها، ومنعهما اللاجئين من المشاركة فيها، لن تثني السوريين عن تحقيق إرادتهم وتنفيذ خيارهم بإجراء الانتخابات بموعدها، وأن حملاتهما الإعلامية المضللة، ومن خلفها حملات منظومة الإعلام الغربي مجتمعة، لن تقدم أو تؤخر في توقيت السوريين وروزنامة عملهم الوطني في شيء، وستؤكد صناديق الاقتراع أنهم أحرار في صنع حاضرهم ومستقبلهم وهم أصحاب الحق والسيادة، وأنهم سيكسرون المشروع الإرهابي الغربي رغم كل الشدائد والصعاب والحصار والتجويع والغزو والاحتلال والإرهاب
المصدر: صحيفة الثورة اونلاين