باستثناء تركيا وألمانيا … الانتخابات الرئاسية اليوم في السفارات السورية بالمغترب

وسط حالة من الترقب غير المسبوق، فرضته خصوصية سورية بكل ما حملته من ثبات وصمود خلال أكثر من عشر سنوات من الحرب عليها، وخلافاً لما كان عليه الحال في انتخابات عام 2014 فقط دولتان منعتا الانتخابات هذا العام وهما تركيا وألمانيا، يتوجه السوريون في باقي دول المغترب حيث توجد سفارات وقنصليات سورية بدءاً من صباح اليوم إلى صناديق الانتخاب.
وزارة الخارجية والمغتربين، دعت أمس، المواطنين السوريين خارج حدود الوطن وفي المغتربات إلى المشاركة بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم في السفارات السورية في الخارج، وذلك تأكيداً لإرادتهم الحرة وانتمائهم الوطني والمساهمة في بناء سورية المتجددة التي يقرّر مستقبلها السوريون وحدهم.
واعتبرت الوزارة في بيان لها أن مشاركة المواطنين في المغتربات بهذا الواجب الوطني تشكل التأكيد الأبلغ على التمسك باستقلالية القرار الوطني وإفشال كل المحاولات الرامية لفرض الوصاية على السوريين، ورهن إرادتهم لمشيئة الآخرين مؤكدة أن الأوطان الحرة يبنيها الأحرار والسوريون على مر التاريخ كانوا عنواناً للكرامة ورمزاً للحرية ونبراساً في التمسك بإرادتهم الحرة ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم.
وتوجهت الوزارة للمواطنين السوريين في المغتربات بالقول: إن «سفارات وطنكم والعاملين فيها يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم لاستقبالكم لممارسة هذا الواجب الوطني والمشاركة مع السوريين في داخل الوطن بهذا الاستحقاق الوطني المهم وليكن شعاركم، من أجل سورية سأشارك في الانتخابات الرئاسية».
رؤساء البعثات الدبلوماسية السورية في العديد من دول العالم عبروا عن تفاؤلهم بمشاركة واسعة من قبل أبناء الجالية السورية واصفين إنجاز هذا الاستحقاق بالنصر الجديد للسوريين.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» توقع سفير سورية في روسيا رياض حداد، أن تكون نسب المشاركة في انتخابات اليوم عالية، مشيراً إلى أنها تجري وفقاً لأحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة والتعليمات الصادرة عن اللجنة القضائية العليا والجهات المشرفة على الانتخابات، مبيناً أن التعاون والتنسيق قائم ومستمر بين السفارة السورية في موسكو ووزارة الخارجية الروسية بهذا الخصوص.
سفير سورية في إيران شفيق ديوب، عبّر بدوره في تصريح مماثل لـ«الوطن»، عن ارتياحه تجاه الرغبة الكبيرة التي أبداها السوريون الموجودون في إيران والموزعون في مدن ومناطق متباعدة للمشاركة في هذه الانتخابات وممارسة حقهم الدستوري، مؤكداً أن هذه الانتخابات مهمة لأنها تؤكد إرادة الشعب السوري وقراره الحر المستقل باختيار قيادته وتشكل تتويجاً لكفاح السوريين الممتد منذ أكثر من عشر سنوات لمواجهة الإرهاب والإجراءات الاقتصادية الظالمة.
القائم بالأعمال في السفارة السورية بالنيابة في دولة الإمارات العربية المتحدة، السفير غسان عباس، وفي تصريح خاص لـ«الوطن» وصف إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في دولة الإمارات بالرسالة السياسية المهمة، وأوضح أن الإمارات أبلغت السفارة عدم ممانعتها إقامة الانتخابات على أراضيها واستعدادها لتأمين ما يلزم لها.
ولفت السفير عباس إلى أن هناك تعاوناً واهتماماً من قبل السلطات الإماراتية، وتم إخطار السفارة في حال احتاجت أي تغطية أمنية أو أي أمور لوجستية فإنها على أتم الاستعداد لذلك.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، بيّن سفير سورية في النمسا حسن خضور، أن السفارة توجهت لوزارة الخارجية النمساوية من أجل إخطارها وتوفير الحماية الأمنية اللازمة يوم الانتخابات، وأن السلطات في فيينا استجابت للأمر وأكدت على مبدأ المعاملة بالمثل وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة للحماية من «كورونا»، وهذا أمر «نحترمه جداً»، لافتاً إلى أن السفارة طالبت بتوفير الحماية اللازمة، وتقديم التسهيلات للمواطنين السوريين القادمين للسفارة من النمسا والدول الأخرى المرتبطة بها.
وكشف خضور، أن بعض الجماعات ممن يسمون أنفسهم بـ«المعارضات» حصلت على ترخيص للتظاهر أمام السفارة اليوم خلال إجراء العملية الانتخابية، لكن السلطات النمساوية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمنعهم من الاقتراب من السفارة، ولفت إلى أن الشرطة في فيينا أخبرت السفارة بأنها جاهزة لكل ما يطلبونه.
من جانبه، توقع سفير سورية في بيلاروس محمد العمراني في تصريح لـ«الوطن»، أن تكون نسب المشاركة في الانتخابات مرتفعة قياساً لأعداد السوريين الموجودين في بيلاروس، مبيناً أنه في حال كان الإقبال كبيراً يمكننا تمديد التوقيت في حال احتاج الأمر وهذا ما جرى إبلاغه من قبل وزارة الخارجية للسفارة.
سفير سورية في الجزائر نمير الغانم وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، عبّر عن تفاؤله بالمشاركة، مؤكداً أنها ستكون مماثلة لما جرى في عام 2014 حيث راهن الكثير على إفشال هذا الاستحقاق، مؤكداً أن الجالية السورية في المغتربات وبحسها الوطني العالي ستكون أكبر دليل على وطنية السوريين بالخارج، متوقعاً أن تكون المشاركة كبيرة جداً وبدافع شخصي من قبل هؤلاء المواطنين، لاسيما أنهم عبّروا عن أن المشاركة هي واجب عليهم وخاصة في هذه الفترة.
سفير سورية في أرمينيا محمد حاج إبراهيم، من جانبه قال لـ«الوطن»: إن السوريين الأرمن في أرمينيا وكل دول العالم عبّروا عن رغبتهم بالمشاركة بالانتخابات وكذلك الأرمن الموجودون في أستراليا سيشاركون بالانتخابات في قنصلية سورية هناك، مشدداً على أن السوريين الأرمن لديهم شعور خاص وولاء خاص تجاه سورية والجيش السوري، وهم يعتبرون سورية بلدهم رغم انتقالهم لبلد أجدادهم، لكن حنينهم بقي لوطنهم وهذا ما يؤكدونه باستمرار وأكبر دليل مشاركتهم بالتحضير للانتخابات الرئاسية.
بدوره بيّن سفير سورية في الهند رياض عباس في تصريح لـ«الوطن»، أن السفارة اتخذت جميع الإجراءات اللوجستية وإجراءات الوقاية من كورونا لاستقبال المواطنين، متوقعاً أن يكون الإقبال جيداً رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الهند نتيجة تفشي كورونا، وأضاف: «رغم هذا الأمر أصرّ الطلاب على اختراق كل الحواجز والوصول للسفارة ومن خلال التواصل مع الجالية الموجودة على الأراضي الهندية لمست لديهم حماسة عالية جداً للمشاركة بالانتخابات».
من جانبه، بيّن القائم بأعمال السفارة السورية في فرنسا محمد أبو دلة، لـ«الوطن»، أن السفارة السّوريّة في باريس استكملت تحضيراتها لتنظيم الانتخابات الرئاسيّة في موعدها المحدّد، إلى جانب اتخاذ كافّة الإجراءات القانونيّة واللّوجستيّة والصحية المطلوبة لضمان سير العمليّة الانتخابيّة على أكمل وجه تحت إشراف اللّجنة المشكّلة للإشراف على الانتخابات، كما تمّت تهيئة مساحة مخصّصة لإجراء الانتخابات وتجهيزها بكل ما يلزم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال سفير سورية لدى سلطنة عمان، بسام الخطيب:«سورية والسوريون ينتظرون الاستحقاق الانتخابي» اليوم الخميس، وأضاف: «المواطن السوري في هذه المرحلة، في اليوم الانتخابي يدرك أنه أمام مسؤولية، لكي يقول لسورية أنا أدافع عنك، أدافع عن حقي، وأدافع عن مسؤوليتي، وأدافع عن مستقبل سورية كلها».
القائم بالأعمال في السفارة السورية في الكويت الوزير المستشار مصطفى ديوب، أوضح بدوره لـ«الوطن»، أن اليوم سيكون يوم انتخاب ديمقراطي يقدم صورة حضارية عن المواطن السوري وعن سفارتنا في الخارج وحب المواطن السوري لوطنه ورغبته في المشاركة في أي انتخابات.
سفير سورية لدى فنزويلا، خليل بيطار قال لـ«الوطن»: إن الانتخابات ستكون عرساً تاريخياً بالنسبة للمغتربين السوريين الموجودين على الأراضي الفنزويلية، والسفارة ستكون ملتقى للسوريين الذين لم يروا بعضهم منذ زمن وخاصة منذ بدء وباء «كورونا»، وبالتالي سيكون الأمر رائعاً بالنسبة لهم وبالنسبة لنا بأن نراهم معنا في هذا العرس الوطني».
على صعيد موازٍ، كشف رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات سامر زمريق أن عدداً كبيراً من السفارات السورية مشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أنه في حال كان هناك ازدحام في إحدى السفارات فإن اللجنة القضائية العليا من الممكن أن تمدد عملية الانتخاب كحد أقصى خمس ساعات.
وتوقع زمريق أن تكون هناك مشاركة كبيرة للسوريين المقيمين في الخارج، مؤكداً أن عدد الذين سجلوا كبيراً وهذا يعطي تفاؤلاً بأن تكون المشاركة أيضاً كبيرة.
وبيّن زمريق أنه يحق لوسائل الإعلام ومندوبي المرشحين الحضور إلى السفارات أثناء عملية الانتخاب وفرز الأصوات، مشيراً إلى أن الأحكام التي تطبق في الداخل هي ذاتها التي تطبق في الخارج.
وفيما يتعلق بموضوع كيفية إصدار النتائج بعد انتهاء عملية الانتخابات في السفارات أوضح زمريق أنه بعد إحصاء النتائج في السفارات يتم إرسالها إلى اللجنة المركزية المشكلة في وزارة الخارجية والمغتربين التي بدورها ترسلها إلى اللجنة القضائية العليا بأسرع وقت ممكن.
ولفت زمريق إلى أن دور اللجنة القضائية العليا إحالة نتائج الانتخابات إلى المحكمة الدستورية العليا ويعلن رئيس مجلس الشعب الفائز بنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية.

الوطن