إطلالة سورية،،مشقيتا،،، الأرض المرويّة

عروس جبال اللاذقية المتوّجة بخضرة رائعة وبحيرات ساحرة بلدة سياحية تغفو في أحضان الجبال الساحلية لا يمكن أن تصفها الكلمات، لأن الجمال الذي تراه الأعين لا تستطيع أن تنطق به الألسن ولا أن تصفه الأقلام،ففي طريق دخولك إليها تسحرك الطبيعة المتنوعة حيث إنك في كل متر تقطعه يصلح لأن تقف وتتأمل وتعظّم الخالق.


اذا كنت في مدينة اللاذقية فعليك أن تقطع مسافة ٢٣كم إلى الشمال منها حتى تصل إلى قرية مشقيتا التي تستقبلك بطبيعة ساحرة متنوعة عبر بواباتها الواسعة وشوارعها العريضة وكأنها أيادٍ ممدودة لاستقبالك، فتدخل وتُسحَر بأجوائها التي تبدو وكأنها خارجة من قصص ألف ليلة وليلة بتلال منبسطة تتوزع فيها المساكن الحديثة مشكلة وحدة معمارية متناسقة الجمال تحيط بها الخضرة من كل مكان.


كتب التاريخ ذكرت  أن لفظ مشقيتا هو لفظ سرياني ويعني الأرض المروية أو المسقية من السقاية وذلك لكثرة ينابيعها ويلاحظ الزائر لهذه القرية المرتفعة حوالي ٢٦٠م عن سطح البحر تميُّز طقسها المعتدل صيفا وشتاء وهوائها العليل وهذا ماجعلها من أهم مواقع الراحة والاستجمام حيث تشهد اقبالا سياحيا كبيرا
وانتعشت قرية مشقيتا أكثر بعد إنشاء سد ١٦ تشرين حيث تطل عليه من الجهتين الغربية والشمالية الغربية وهذه الاطلالة الجميلة  تعطيك لوحة متكاملة الجمال بتضاريسه المتداخلة مع الطبيعة وبحيراته السبع التي تشرف عليها غابات مكسوة بالصنوبر والبلوط والسنديان كغابة الشيخ أيوب وغابة النبي نوح التي تتربع على هضبة وسط البحيرة ويقصدها الزوار بواسطة القوارب وهذا ساعدها على البروز أكثر في الواجهة السياحية، كما ويضيف البحر الذي يبعد عنها حوالي ربع ساعة ان انت أسرعت الخُطا إليه يضيف بعداً جماليا يجعل سلة جمال مشقيتا متكاملة ولن ينتهي الجمال بلحظة غروب الشمس بل لا يوجد أجمل من تلك اللحظات وانت تراقب غروب الشمس مع هذا الكم الهائل من الجمال والتشابك مع عناصر الطبيعة التي تحيط بك وتشاركك وداع الشمس فيها وصدى الصوت بداخلك يقول كثيرة هي دروب الجمال في سوريا وكثيرة هي الأماكن التي يُغني جمالها العين ويُنسي القلب همومه،، فهذه سوريا الجميلة وهذه مشقيتا قبلة السائحين

اعداد: مجد حيدر