“آي تي في نيوز”: بريطانيا قلقة من تجدد العمليات الإرهابية على أراضيها

مع قرب الانتهاء من المعركة ضد وباء كورنا COVID-19، تلوح أزمة أخرى في سماء المملكة المتحدة وهي التهديدات الإرهابية، ففي السنوات الأربع الماضية، أحبطت السلطات البريطانية 29 هجوماً إرهابياً، 18 منها كان على صلة بعناصر تكفيريّة، و10 بجماعات يمينية متطرفة وواحد بجماعة توصف بأنها “ذات ميول يسارية”.
السلطات البريطانية دقت ناقوس الخطر مجدداً بشأن ارتفاع محتمل في الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد بعد رفع القيود المتعلقة بالصحة، حيث أثّر تفشي وباء كورونا بشدة على اقتصاد البلاد، ولكن مع اقتراب نهاية الوباء، تلوح في الأفق أزمة أخرى وهي ارتفاع محتمل في التهديدات الإرهابية لبريطانيا، فقد أصدرت الشرطة البريطانية تحذيرات من احتمال وقوع عمليات إرهابية جديدة مع عودة البلاد إلى حالتها الطبيعية وازدياد ازدحام الناس في الأهداف المحتملة.
وقالت شرطة لندن إنه على مدار أكثر من سنة وهي فترة انتشار الوباء وعمليات الإغلاق على مستوى البلاد، ظلت قدرات الإرهابيين في بريطانيا على حالها دون تغيير، وإن المتطرفين لم يتوقفوا قط عن التخطيط لهجمات إرهابية داخل المملكة أو تجنيد الناس المتطرفين كمجندين جدد لصالح الجماعات الإرهابية، بينما تقلل الجهات الأمنية في المملكة المتحدة من مستوى التهديد الإرهابي واقترابه من “الخطر” حيث قالت شرطة العاصمة إنه أصبح من السهل بشكل متزايد على العناصر المتطرفة نشر محتواها في الفضاء الإلكتروني، واستهداف الأشخاص في أي مكان في المملكة.
ويبدو لي أنه لم يعد هناك أي نظام حقيقي مناسب لمتابعة ما يجري عبر الإنترنت وخاصة مع تطبيقاتTelegram” ، Signal ، WhatsApp الخ”. وبالطبع كما تعلمون لا ينبغي وضع كل هذه تحت المراقبة، لكننا كما يعتقد الكثير منا، على أي حال، أنهم يخضعون للمراقبة من قبل الشركات التي تصنع التطبيقات، وليس بالضرورة أن تستطيع الشرطة الوصول إلى المعلومات ولكن الشركات لديها القدرة على فعل ذلك إذا هي صممت على الوصول لتلك المعلومات، لأن الشرطة في بريطانيا تعمل وكأنها لا تزال تعيش في القرن العشرين، في حين أن المتطرفين، وحتى الإرهابيين بالطبع يسبقونهم كثيرًا.
ويعتمد مستوى الخطورة على مدى احتمالية تنفيذ الهجمات الإرهابية في الأماكن المزدحمة، ما يؤدي إلى وقوع إصابات جماعية، وتشكل العناصر الإرهابية المرتبطة بجماعات إرهابية مثل داعش والقاعدة تهديدًا للبلاد التي رعتها ومولتها ودربتها خاصة هؤلاء الإرهابيين المنحدرين من أصول بريطانية.
ففي نيسان 1999، ضربت ثلاثة انفجارات أجزاء مختلفة من العاصمة البريطانية لندن على مدى ثلاث عطل نهاية أسبوع متتالية، وتعتبر أكثر الهجمات الإرهابية المتطرفة دموية على الأراضي البريطانية، ويقول المخبر آرثر الذي حدد هوية المفج ، إنها مسألة وقت فقط قبل تنفيذ هجوم مماثل.
ويؤكد آرثر أن الأمر لم يعد كما كان في عام 1999 عندما نشر المتطرفون أيديولوجيتهم من خلال توزيع منشورات تؤكد إجرامهم وقيامهم بتبني العمليات الإرهابية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تعرضت البلاد لحوادث إرهابية متعددة، ما أسفر عن مقتل العشرات من الناس، وكان من أبرزها تفجير مانشستر أرينا الذي قتل فيه 23 شخصًا، وكان عشرة من الضحايا تحت سن العشرين.
وعلى الرغم من أن وتيرة الهجمات الإرهابية في بريطانيا قد خفت خلال جائحة COVID 19، إلا أن التهديدات لم تتوقف أبدًا، وهي علامة تنذر بالسوء لجهاز الأمن الداخلي البريطاني.
بقلم: توني جوسلينج
المصدر: itv news