لتزوير التاريخ… الاحتلال يواصل الاعتداء على الأماكن الأثرية الفلسطينية

يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأماكن الأثرية الفلسطينية بهدف تزوير التاريخ وتغيير معالهما وهويتها الحضارية لتنفيذ مخططاته التهويدية يشجعه في ذلك صمت المجتمع الدولي وتجاهله للمطالبات الفلسطينية بالتدخل لحماية المواقع الأثرية التي أدرج العديد منها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو على قائمة التراث العالمي.

وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة أوضح في تصريح لمراسل سانا أن هناك نحو 6 آلاف موقع أثرى وحضاري في الضفة الغربية استهدف الاحتلال معظمها سواء بتدميرها أو الاستيلاء عليها لطمس معالمها الحضارية والتاريخية مشيراً إلى أن أحدث اعتداءات الاحتلال على الآثار كانت استيلاءه على دير سمعان بمدينة سلفيت أواخر العام الماضي وإعلانه منذ أيام إقامة بؤرة استيطانية في الموقع الأثري ببلدة سبسطية شمال مدينة نابلس ولافتا إلى أن هذا الموقع مرشح ليدرج ضمن لائحة التراث العالمي.

وبين طوافشة أن الاحتلال يتعمد اقتحام المناطق الأثرية والتاريخية وينشر الدبابات والأسلحة الثقيلة فيها لتخريبها وإرهاب الزوار وتنفيذ مخططاته لتزييف التاريخ وتهويدها في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية مطالباً اليونسكو والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لحمايتها ووقف جرائم الاحتلال بحقها.

من جانبه قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن الاحتلال يستهدف الأرض والشعب الفلسطيني وجذوره التاريخية العريقة ويصعد انتهاكاته بحق الأماكن الأثرية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في اعتداء صارخ على التاريخ والحضارة الانسانية مشدداً على أن هذه المواقع الأثرية والحضارية هي ملك للشعب الفلسطيني وعلى الأمم المتحدة حمايتها ووقف انتهاكات الاحتلال.

من جهته بين مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن الاحتلال استولى على 850 دونما من أراضي دير سمعان في مدينة سلفيت والذي تعود جذوره التاريخية للفترة الرومانية بهدف تهويده كما أن جرافات الاحتلال تقوم بشكل مستمر بتجريف الأراضي لتدمير كل ما يرتبط بالتاريخ في بلدة سبسطية التي تعد من أقدم المناطق الأثرية في العالم وذلك في إطار محاولات الاحتلال المستمرة لتغيير الملامح الحضارية والتاريخية لفلسطين.

مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات أوضح أن الاحتلال دمر 72 موقعاً أثرياً وتاريخياً في الأغوار وحدها واستولى على 230 ألف دونم من أراضيها لافتاً إلى أن الاحتلال يجرف بشكل مستمر المناطق الأثرية ويحاصر سكانها بالبؤر الاستيطانية ويهدم بيوتهم لتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أكد أن استهداف الأماكن الأثرية والحضارية جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي مبينا أن هدف الاحتلال من ذلك هو المساس بالهوية الوطنية والتاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة شرسة للدفاع عن وجوده وتاريخه وحضارته.

ودعا أبو يوسف المجتمع الدولي لإرسال لجنة تحقيق لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الرموز التاريخية والتراثية في فلسطين والعمل على وقفها.

سانا