قانون قيصر طال السوريين إلا الجولاني

من دون مقدمات: الجولاني الذي قاتل في العراق عام 2004 تحت راية تنظيم القاعدة، واصبح عام 2011 رائد المشروع الجهادي في سوريا، الزعيم الرسمي لهيئة تحرير الشام يجلس اليوم وبالوكالة حاميا رسميا للمصالح التركية.. الجولاني الذي سبح في بحر من الدماء السورية باسم الدين، هادرا ومستبيحا الدم السوري، وهو الذي تبنى أضخم تفجير في دمشق (منطقة القزاز) التفجير الذي ذهب ضحيته المئات من أطفال وطلاب مدارس وجامعات. (التفجير المجزرة) الذي ما زال علامة فارقة في الإرهاب الذي طال دمشق بقيادة الجولاني، وذلك بتبنيه شخصيا، وحتى الولايات المتحدة، فما الذي حصل اليوم؟ لماذا خلع الجولاني جلابيته؟ ولماذا يُصر في تصريحاته الأخيرة على أن الغرب لم يكن يوما هدفا له وهو الذي وضع اسمه على قائمة الإرهاب الدولي؟
في الواقع استغل الجولاني لقاءه مع الصحافي الأميركي مارتن سميث لمصلحة شبكة فرونت لاين الاميركية علّه يستطيع أن يظهر وسط المجتمع الدولي كسياسي، نعم لأن لعبة السياسة استهوته مثل كثيرين، ولأنه في الحقيقة لم يكن يوما اكثر من لاعب تحركه القوى المستفيدة، ويبدو أن الزعامة قد استهوته والبذلة التي يرتديها سحرته، وقال صراحة أنا لا أكنّ أي عداء للأميركيين! وأن طبيعة المرحلة القادمة تقتضي منه أن يكون ربما حليق الذقن، وان يخلع لباسه الإسلامي وان يصفف شعره، مستفيدا من «فكرة ضم النصرة إلى التحالف الستيني، خاصة أن بعض الجنسيات فيها (سورية) ولاشك أنها ستفيدنا في الضغط من خلال الأوراق السياسية»، لذا بدأ الجولاني يبحث الآن عن مقعد له خلف طاولة المفاوضات، والنقاشات.. غير مدرك على ما يبدو أن الشعب السوري برمته يخاف حتى من ذكر اسمه الملوث بالارهاب.. الإرهاب الذي يتصدر قائمته الدولية، ومع ذلك بقي الجولاني قادرا على التخفي! تُرى هل لأنه حقا يرتدي طاقية الاخفاء؟! أعتقد أن الأمر واضح وجلي، فما دمتم تحت مسمى قانون قيصر تمنعون الدواء والغذاء وتنتشلون علب الحليب من أحضان الأمهات، فلا شك انكم قادرون على محاكمة الجولاني ومعرفة مكانه، ونعلم علم اليقين انكم على علم ماذا يأكل وكيف ينام، الخلاصة الإرهابيون وُضِعوا لأهداف سياسية قذرة، فهاهم الإرهابيون في ادلب هل يعانون من قانون قيصر؟!.

 
ألا يكفي؟! اتركوا السوريين وشأنهم، دعوهم يتنفسون الحياة، جوع وتشرد.. فقر وحرب ووباء وظلم مستشرٍ.. ومازالت اللعبة مستمرة..

دعوا الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى.. اتركوا هذا البلد الذي ما كان يوما إلا مهدا للحب.

فخري هاشم السيد رجب

المصدر: القبس الكويتية

https://alqabas.com/article/5845045