اتفقت إيران ومجموعة (4+1) على إجراء محادثات جديدة في فيينا الأسبوع المقبل لمناقشة التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي وضمان التنفيذ الكامل له من قبل جميع الأطراف.
وأعلن المشاركون في اجتماع عبر الفيديو للجنة المشتركة للاتفاق النووي التي تضم إيران وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان اليوم أنهم سيجتمعون في فيينا مجدداً يوم الثلاثاء القادم “ليحددوا بشكل واضح إجراءات رفع العقوبات عن إيران وتطبيق الاتفاق النووي بما في ذلك عبر عقد اجتماعات لمجموعات الخبراء المعنية”.
وأضاف البيان “إن الجهات المنسقة ستكثف اتصالات منفصلة في فيينا مع جميع المنضوين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة”.
وعقد الاجتماع الافتراضي للجنة المشتركة للاتفاق النووي برئاسة مندوب الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا وعلى مستوى المساعدين والمديرين السياسيين لوزارات الخارجية للدول الخمس.
ووصف مورا الاجتماع بالإيجابي لكن لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لإعادة إحياء الاتفاق وقال في تغريدة عبر تويتر “أمامنا عمل أساسي من أجل الوصول إلى فرصة أساسية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة”.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه لن يكون هناك أي لقاء مباشر بين إيران والولايات المتحدة في فيينا.
وقال ظريف في حسابه على تويتر “الهدف من الاجتماع القادم في فيينا وضع اللمسات الأخيرة على التدابير المتعلقة بالرفع الفوري والمنسق لجميع إجراءات الحظر على إيران وبعد ذلك سنقوم بالتراجع عن تخفيض الالتزامات”.
ونفى ظريف مزاعم صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع الثلاثاء المقبل وقال “لن يكون هناك لقاء بين إيران وأميركا وهذا غير ضروري”.
بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن الوفد الإيراني لن يجري أي مفاوضات على أي مستوى في فيينا مع الوفد الأميركي.
وقال عراقجي في تصريح للصحفيين إن “اجتماع فيينا الذي يشارك فيه الوفد الإيراني هو اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي وهو يعقد بهدف عودة أميركا المحتملة للاتفاق وسيحضره الأعضاء الحاليون أي إيران ودول مجموعة (4+1) فقط” مضيفاً “أميركا لن تحضر أي اجتماع تحضره إيران ومن ضمنه اجتماع فيينا وهذا أمر حاسم”.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أفادت بأن مسؤولين أمريكيين سيشاركون في اجتماع فيينا المقبل ولكن لن تجري مشاورات مباشرة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين.
وقال عراقجي “لو أرادت سائر أطراف الاتفاق النووي إجراء مشاورات ثنائية أو متعددة الأطراف مع أميركا حول الإجراءات التي يجب عليها اتخاذها فهو أمر يعود لهم وبطبيعة الحال فقد سبق أن جرى مثل هذا الأمر”.
وجدد عراقجي التأكيد على أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لا تحتاج إلى مفاوضات فكما خرجت منه بشكل أحادي يمكن أن تعود إليه بالطريقة ذاتها.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن المشاركين في اجتماع اليوم أولوا اهتماماً خاصاً بالإجراءات التي ينبغي أن تتخذها الولايات المتحدة لإزالة انتهاكاتها المرتكبة سابقاً بحق الاتفاق ورفع العقوبات المفروضة من قبلها على إيران وكذلك في المقابل تخلي إيران عن الخطوات المضادة التي اتخذتها بما يعيد الشفافية إلى الاتفاق النووي.
وشددت الخارجية الروسية على أن موسكو “تنطلق بحزم من حقيقة أنه لا يوجد بديل لخطة العمل الشاملة المشتركة وتدعو بإصرار جميع الأطراف المعنية إلى بذل كل جهد ممكن لإعادة الاتفاق النووي إلى الإطار المحدد أصلاً في أقرب وقت ممكن”.
وأشارت الخارجية إلى أن المناقشات الموضوعية بشأن مجمل هذه القضايا ستتواصل على مستوى اللجنة المشتركة وآليات خبراء العمل المعتمدة لهذا الغرض في فيينا.
بدوره أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المؤسسات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن مشاورات اليوم كانت جادة وستتواصل وقال في حسابه على تويتر “هناك انطباع بأننا على المسار الصحيح ولكن السبيل للمضي قدماً لن يكون سهلاً وسيتطلب جهوداً مكثفة ويبدو أن الأطراف المعنية مستعدة لذلك”.
وكانت الإدارة الأمريكية السابقة خرجت من الاتفاق النووي بشكل منفرد وواصلت فرض العقوبات على إيران بشكل يخالف التزاماتها بموجب الاتفاق ورغم إعلان الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن رغبتها بالعودة إلى الاتفاق إلا أنها لم تفعل ذلك حتى الآن وتحاول ابتزاز إيران في ملفات أخرى.
بدورها تصر إيران على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفع العقوبات قبل أن تعود هي عن تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق كما ترفض بشكل قاطع إجراء أي مفاوضات جديدة بشأن ذلك أو ربط هذا الأمر بملفات أخرى.
سانا