يستذكر أبناء الجزيرة السورية كحال جميع السوريين المعاني البطولية التي يفخر بها أبناء شعبنا بذكرى جلاء المحتل الفرنسي عن أرض الوطن وبطولات وتضحيات الأجداد في مقارعة المحتل وطرده مستلهمين من معاني الجلاء وصانعيه القوة والإرادة في مقارعة المحتلين الجدد من الإرهابيين وداعميهم.
صفحات التاريخ النضالي في الجزيرة السورية تزخر بالعديد من الصور المشرقة عن معارك وبطولات خاضها أبناء المحافظة في مقارعة المحتل الفرنسي من الحسكة إلى الشدادي وطابان وبياندور ورأس العين وغيرها الكثير لترسخ في الذاكرة الشعبية أسماء أبطال قارعوا المحتل بجلد وقوة.
وباعتزاز وفخر يتحدث دحام السلطان حفيد المجاهد زهدي بك السلطان عن البطولات والمواقف الوطنية لجده وكيف قدم من دير الزور على رأس قوة عسكرية وأجبر الفرنسيين على الانسحاب من المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة ليتحصنوا كلهم في قلعة الحسكة “القشلة” كما كانت تعرف سابقاً ودخل السرايا حيث مقر المحافظة وأنزل العلم الفرنسي ورفع العلم السوري على كل المقار والمخافر في المدينة ليبقى الفرنسيون في الثكنة محاصرين وتم منعهم من الخروج منها حتى خروجهم بشكل كامل تحت الضغط وبحماية البريطانيين أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي رأس العين التي يحتلها الأتراك اليوم ويعيث مرتزقتهم فيها فساداً ودماراً وقتلاً شهدت معارك ضارية ونضالاً حالها كحال كل المناطق والقرى السورية وسجلت فيها موقعة يذكرها التاريخ حتى اليوم والتي قتل فيها الكابتن الفرنسي غريناس.
ويروي الدكتور داود عزت بيك عن والده عزت سليم بك حول مقاومة وتحدي أهالي قرية السفح بريف مدينة رأس العين للمحتل الفرنسي ويستذكر حادثة مقتل الكابتن الفرنسي غريناس عندما كان عبد العزيز حاسة من عشيرة الشيشان وابن أخيه عبد المحسن الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشرة ذاهبين باتجاه نواعيرهم لتفقد أراضيهم الزراعية وكيف اعترضهم غريناس وحاول أخذ بندقيتهم بالقوة إلا أن الطفل عبد المحسن أطلق النار عليه وأرداه قتيلاً وركبا حصانه بعد إصابته وعندها قام الفرنسيون بحصار القرية ليصمد الأهالي صموداً أسطورياً ويضطر المحتل إلى الانسحاب.
سانا