نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا بخصوص قانون التصويت المبكر الجديد المعتمد في ولاية جورجيا، مشيرة إلى أن بايدن لم يستطع فهم القانون الجديد على ما يبدو وأثار حيرة الخبراء بتصريحاته.
وبدأ كاتب المقال بمقتطفات من تصريحات سابقة للرئيس جو بايدن الذي قال في 25 مارس: “ما يقلقني هو كيف أن هذه المبادرة برمتها غير أمريكية.. إنها مريضة.. إنه أمر مريض.. كيف تقرر أنك ستنهي التصويت في الساعة الخامسة عندما يغادر الناس مقرات العمل للتو”.
وأضاف في الـ26 من مارس قائلا في بيان حول الهجوم على حق التصويت في جورجيا: “من بين الأجزاء الفظيعة من قانون الولاية الجديد، فإنه ينهي ساعات التصويت مبكرا حتى لا يتمكن العاملون من الإدلاء بأصواتهم بعد انتهاء نوبة عملهم”.
وخلال مؤتمره الصحفي الأول، أصبح الرئيس بايدن متحمسا بشكل خاص عند مناقشة قانون يضغط عليه المشرعون الجمهوريون في جورجيا، والذي قال إنه يهدف إلى جعل التصويت أكثر صعوبة.
وكرر هذه المخاوف في اليوم التالي في بيان مكتوب بعد أن وقع الحاكم بريان كيمب (يمين) على مشروع ليصبح قانونا.
وتعرض القانون لانتقادات شديدة بسبب تقييد توزيع الطعام والماء على الأشخاص الواقفين في الطابور، مما يجعل من الصعب الإدلاء بأصوات الغائبين، وتقليل صناديق الاقتراع بالبريد، وحظر أماكن التصويت المتنقلة، ولإجراء تغييرات إجرائية كبيرة من المحتمل أن تعطي المزيد من القوة إلى الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري في العملية الانتخابية.
وقال كاتب المقال الصحفي غلين كيسلر، “ردد بايدن العديد من تلك المخاوف، لكن كان هناك سطر واحد في كل من مؤتمره الصحفي وبيانه الذي أبقانا في حيرة حتى أصبح لغزنا مؤلما.. كما حيرت الخبراء الذين درسوا القانون الجديد”.
وتابع قائلا: لنلقي نظرة.. في يوم الانتخابات في جورجيا، تكون أماكن الاقتراع مفتوحة من الساعة 7 صباحا حتى 7 مساء، وإذا كنت في طابور بحلول الساعة 7 مساء فيسمح لك بالإدلاء بصوتك.. لا شيء في القانون الجديد يغير تلك القواعد.
وذكر “مع ذلك، أدخل القانون بعض التغييرات على التصويت المبكر.. لكن الخبراء يقولون إن التأثير النهائي كان توسيع فرص التصويت لمعظم الجورجيين، وليس الحد منها”.
وصرح تشارلز بولوك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجيا: “يمكنك انتقاد مشروع القانون لأشياء كثيرة، لكنني لا أعتقد أنه يمكنك انتقاده لتقليص عدد ساعات التصويت”، وتكهن بأن بايدن ربما تم إطلاعه على نسخة مبكرة من مشروع القانون ولم يحصل على تحديث للنسخة النهائية.
وتطرق ستيفن فاولر من إذاعة “جورجيا” العامة في تقرير شامل عن تأثير القانون الجديد، حيث قال “يمكن للمقاطعات فتح باب التصويت المبكر من الساعة 7 صباحا حتى 7 مساءا، أو من 9 صباحا إلى 5 مساءا كحد أدنى.. إذا كنت تعيش في مقاطعة حضرية أكبر، فقد لا تلاحظ أي تغيير.. بالنسبة لمعظم المقاطعات الأخرى سيكون لديك يوم إضافي في عطلة نهاية الأسبوع، ومن المرجح أن تكون ساعات التصويت المبكرة في أيام الأسبوع أطول”.
ويعتقد المحللون أن الابتكارات ستسمح لمزيد من الناس بالتصويت مبكرا، خاصة في المناطق الريفية ففي السابق لم تكن مراكز الاقتراع في مثل هذه المستوطنات مفتوحة بدوام كامل، ولكن ساعات قليلة فقط والآن سيعملون لمدة ثماني ساعات على الأقل.
وكتبت صحيفة “Washington Post”: “لم يستطع أي من الخبراء أن يشرح بالضبط كيف توصل بايدن إلى الاستنتاجات التي أعرب عنها، لأنها لا تتوافق مع الواقع.. شعر المحللون بالحيرة من حقيقة أن الزعيم الأمريكي تحدث بطريقة مماثلة ليس فقط في مؤتمر صحفي بل أكده في بيان.
وأشارت الصحيفة إلى أن القانون اعتاد أن يقول “يجب إجراء التصويت خلال ساعات العمل العادية”، وأفاد الخبراء بأن هذا يعني بشكل عام من 9 صباحا إلى 5 مساءا، أما القانون الجديد يجعلها محددة “تبدأ في 9:00 صباحا وتنتهي في 5:00 مساءا”.
وأوضح مسؤول انتخابي في جورجيا أن التغيير تم إجراؤه جزئيا لأن بعض مكاتب انتخابات المقاطعات الريفية كانت تعمل بدوام جزئي فقط خلال الأسبوع، وليس يوم كامل مدته ثماني ساعات، لذا فإن التحول إلى أوقات أكثر تحديدا يوضح أنها يجب أن تكون مفتوحة كل يوم من أيام الأسبوع لمدة ثماني ساعات على الأقل.
وتابع قائلا: “يسمح القانون أيضا للمقاطعات الفردية بتحديد ساعات العمل في أي مكان بين الساعة 7 صباحا والساعة 7 مساءا، لذا فإن التأثير العملي للإشارة الخامسة مساءا في القانون ضئيل للغاية”.
وتطرقت الصحيفة إلى انتخابات عام 2020 حيث حددت مقاطعة فولتون الغنية بالأصوات، مع وجود عدد كبير من السكان السود، ساعات التصويت المبكر من الساعة 8:30 صباحا إلى 6 مساءا في معظم أيام الأسبوع ويوم السبت، على الرغم من أن ساعات التصويت كانت من 7 صباحا إلى 7 مساءا، كما تم السماح بالتصويت يوم الأحد بين الساعة 12 ظهرا والساعة 6 مساءا.
وبينت الصحيفة أنه بموجب القانون الجديد يمكن أن تحدد مقاطعة فولتون الساعات نفسها بالضبط للتصويت الشخصي المبكر – أو توسيعها من الساعة 7 صباحا حتى 7 مساءا كل يوم.
وفي السياق أشار تشارلز بولوك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجيا، إلى أن تغييرا واحدا في القانون قد يؤثر على التصويت المبكر في انتخابات الإعادة وهو الخفيض في الفترة بين الانتخابات الأولية وانتخابات الإعادة، من تسعة إلى أربعة أسابيع، مما قد يؤدي إلى تقصير فترة التصويت المبكر.
وأفادت “واشنطن بوست” بأن بايدن صاغ شكواه بعبارات قد يفترض العديد من المستمعين أنه كان يتحدث عن التصويت في يوم الانتخابات، وليس التصويت المبكر، مؤكدة أن ساعات يوم الانتخابات لم تتغير.
وتابعت الصحيفة قائلة: “يمكن للمرء أن يفهم خطأ بايدن في مؤتمر صحفي.. لكن هذا الادعاء نفسه ظهر في بيان رئاسي رسمي.. لم يفهم أي خبير واحد استشرناه ودرس القانون سبب قيام بايدن بهذا الادعاء، حيث كان هذا هو القسم القانوني الذي وسع نطاق التصويت المبكر للعديد من الجورجيين”.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: “بطريقة ما تمكن بايدن من تحويل هذا التوسع إلى تقييد يستهدف العاملين واصفا إياه بأنه “من بين الأجزاء الشائنة” من القانون، مشيرا إلى أنه لا يوجد دليل على ذلك”.
المصدر: صحيفة “واشنطن بوست”