نساء سوريات يسجلن بصماتهن محلياً وعالمياً

نساء سوريات يسجلن بصماتهن محلياً وعالمياً
نساء سوريات يسجلن بصماتهن محلياً وعالمياً

لم تدخل ملك حلاق مجال تربية النحل الذي يعتقد البعض أنه حكر على الرجال فقط بل طورت العمل وتمكنت من إدخال تقنيات جديدة لإنتاج حبوب الطلع محلياً.

ملك حلاق التي تحب وصفها كأول نحالة في سورية هي من اوائل المنتسبين إلى الجمعية الفلاحية لتربية النحل بدمشق وتحمل رقم العضوية 70 تقول عن بداياتها لمندوبة سانا: دخلت عالم تربية النحل عام 1989 حيث دفعتني الظروف العائلية لمتابعة مشروع والدي الذي توفي تاركا مجموعة مناحل في غوطة دمشق وصلنفة وحلب.

وأضافت: كان لا بد من متابعة المشروع ورغم عدم امتلاكي المعرفة الكافية بهذا المجال إلا أنه بالعزيمة وحب المعرفة اجتزت مراحل صعبة حيث قمت بقراءة الكتب والاطلاع على خبرات الآخرين كما استثمرت اختصاصي الجامعي في كلية العلوم بجامعة دمشق.

طموح ملك وعزيمتها لم توقفهما الحرب أيضا حيث تشير إلى أنه ومع دخول الإرهابيين للغوطة لم يعد لديها أي فكرة عن وضع المنحلة ولمدة عامين بقيت وزوجها دون عمل لكن حبها للمجال دفعها إلى البدء من جديد بخليتي نحل فقط في بستانين بالعدوي وتوسع العمل مع الوقت ليصل إلى 65 خلية مبينة أنها بدأت حاليا بإعادة قسم من المناحل إلى الغوطة.

وتذكر النحالة الأولى أن حلمها بدأ يكبر واستطاعت إدخال تقنيات جديدة لجمع حبوب الطلع ونشرت الفكرة لضمان توفرها محليا والتخفيف من استيراد المصائد مشيرة إلى أنها تقنية أوروبية تعلمتها من خبير مصري.

وتختصر ملك تجربتها بالقول: لم يعد مجال تربية النحل يخص الرجل فقط رغم حاجته للتفرغ والقوة والصبر وقد أكون أول نحالة مسجلة رسميا لكن جداتنا سبقننا للعمل في الحقول والأرض وهو ما يتطلب قوة جسدية مشيرة إلى أنه بالإرادة تستطيع المرأة تحقيق كل ما تريد ودخول أي مجال وتغيير نظرة المجتمع.

ملك سجلت دخولا جديدا للنساء على مهنة كانت للرجال فقط سبقتها نجاحات كثيرة للمرأة السورية التي تحتفل في 8 آذار بيومها العالمي مع سجل مضيء في مجالات علمية واقتصادية وسياسية ومهنية.

فالنساء السوريات استطعن رغم كل الظروف تسجيل بصمتهن محليا وعالميا ومنهن الدكتورة ملائكة اسطفان التي فازت بمسابقة (الشباب العشر) الأكثر تميزا على مستوى سورية لعام 2018 بفئة الابتكار والإبداع الطبي وحصدت عام 2019 المركز الثاني في مسابقة الشباب العشرين الأكثر تميزا على مستوى العالم.

وعن اختراعها الذي سجل بصمتها عالميا توضح الدكتورة اسطفان أنه خيط جراحي من البوليمرات الطبيعية القابلة للتحلل تمت تجربته مخبريا على جرذ مخبري من خلال اجراء جرح سطحي وخياطة الجرح به مشيرة إلى أن الخيط يحتاج من 120 إلى 180 يوما ليتحلل بشكل نهائي وهو مفيد في حالات جراحة العظام.

وتذكر الباحثة أن الآلة التي انتجت الخيط موجودة في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب لكنها قامت ببعض التعديلات معتبرة أنها محاولة لإيجاد طريقة فعالة لإنتاج خيوط جراحية وباقل تكلفة ممكنة.

والدكتورة اسطفان التي تحمل إجازة في هندسة الغزل والنسيج من جامعة البعث عام 2005 وشهادة دكتوراه من جامعة حلب عام 2018 تعبر عن طموحها للاستمرار بالبحث وإنتاج انواع مختلفة من الخيوط الطبية باستخدام تقنية النانو معتبرة أنه الوقت اللازم للابتكار والابداع والخروج بمنتجات محلية لمواجهة الظروف الصعبة التي أفرزتها الحرب وتحديات الحصار وقالت: من واجبي أن اوظف علمي وابحاثي لتطوير بلدي واعماره بالعلم.

وفيما تفوقت ملك واسطفان على ظروف الحرب وتمكنتا من مواصلة العمل والابداع تخطت نهاد اليتيم ظروفها الصعبة وحققت حلمها بنيل الإجازة الجامعية رغم كونها معيلة لثلاثة أطفال أحدهم ذوي إعاقة بعد وفاة زوجها وتهجيرها من بلدتها معرة النعمان بريف ادلب جراء الإرهاب.

وعن تفاصيل القصة تروي نهاد.. فقدت زوجي عام 2006 وهجرت من بلدتي معرة النعمان بسبب الإرهاب ووجدت نفسي بعمر الـ 25 عاما أمام مسؤولية عن ثلاثة أطفال أكبرهم سبعة أعوام ولم يكن لدي أي مصدر رزق لتأمين معيشتهم.

وتضيف نهاد.. تجاوزت الحزن والصدمة وقررت الانطلاق فحصلت على الشهادة الثانوية لثقتي أن التعليم سلاح المرأة القوي مشيرة إلى أنها التحقت بقسم الترجمة- اللغة الانكليزية في جامعة البعث بالتوازي مع العمل كمدرسة ومتابعة أطفالها ثم حصلت بدعم من إحدى الجمعيات الأهلية على فرصة عمل أفضل لدعم أسرتها.

وترى نهاد أنها لم تعتبر شهادتها الجامعية مصدر رزق فقط بل طريقة لتعبر عن شغفها وكيانها ومكافأة بعد مشوارها الصعب وقالت: يجب على كل امرأة ان تعرف ان بداخلها طاقة كبيرة وقوة قادرة على تحقيق الكثير.

سانا – ايناس السفان