مثابرة العمال في إنجاز مشاريع الحزام والطريق تدفع التعاون الصيني العربي قدما

مثابرة العمال في إنجاز مشاريع الحزام والطريق تدفع التعاون الصيني العربي قدما
مثابرة العمال في إنجاز مشاريع الحزام والطريق تدفع التعاون الصيني العربي قدما

“الصداقة شجرة جذورها الوفاء، وأغصانها الوداد”. اقتبس عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي هذا المثل العربي لدى حضوره مؤتمرا صحفيا حول السياسة الخارجية والعلاقات الخارجية للصين عبر رابط فيديو على هامش الدورة الرابعة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 7 مارس 2021.

ولفت وانغ إلى أن مشروعات الحزام والطريق الرئيسية بين الصين والدول العربية، والتي عُلقت بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، قد استؤنفت مجددا على نحو منتظم.

وبالرغم من تفشي جائحة كوفيد-19، لم يتوقف التعاون الصيني العربي. ولم يقتصر التعاون بين الطرفين خلال هذه الفترة على اللقاحات فحسب، وإنما يتضمن الكثير من المشاريع في العالم العربي. وتعتبر هذه المشاريع في الدول العربية جسرا يربط بين الصين والعالم العربي، والعمال الصينيون والعرب الذين يعملون على إنجاز هذه المشاريع هم يساهمون حقيقة في دفع هذه العلاقة بين الجانبين قدما.

“أين أبحث عن حبيبة لي؟ أنا آمل فقط أن تنتهي الجائحة وأن يتحسن العالم في العام الجديد وأتمنى أن تبقى أمّي دائما بصحة وسلامة”. هكذا رد يانغ يون يي على طلب أمّه تساو وي يينغ بإخبارها عن أمنياته للعام الجديد.

ويعمل كل من الأمّ تساو وي يينغ وابنها يانغ يون يي في مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة العاصمة المصرية. وهما عاملان صينيان في الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC). واختارا قضاء رأس السنة الصينية الجديدة في ساحة المشروع بمصر دون العودة إلى الصين كمثل العديد من زملائهم الصينيين.

وتتعاون الصين ومصر حاليا في بناء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، ويتضمن المشروع الذي تقوم بتنفيذه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) بناء 20 برجا، من بينها البرج الأيقوني المقرر أن يبلغ ارتفاعه 385 مترا ويتوقع أن يصبح أعلى برج في أفريقيا عند اكتماله.

من المقرر أن يكتمل الهيكل الخراساني للبرج الذي يقع في منطقة الأعمال المركزية، على مسافة 45 كيلومترا من القاهرة، بحلول أبريل المقبل، بينما تكتمل واجهته الزجاجية بحلول أكتوبر.

كما ذكر المهندس المصري أحمد الأشقر أن “هذا المشروع يدل على الصداقة الكبيرة بين مصر والصين ونتبادل من خلاله الخبرات في علم البناء الحديث. كما يعتبر هذا المشروع ثمرة من ثمار مبادرة الحزام والطريق”.

ورغم أن الجائحة قد عطلت العديد من الأنشطة التجارية في جميع أنحاء العالم، إلا أن التعاون بين الصين والدول العربية فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق لم يتوقف قط. وفي مشروع منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، حرص العاملون من الجانبين الصيني والمصري على مواصلة العمل وعدم توقفه مع إيلاء السلامة والصحة الأهمية القصوى.

وقال محمد خالد غانم، المدير التنفيذي للاستيراد والتصدير في شركة ((يانجيانغ مصر)) للمواد الجديدة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن شركته في الواقع قد زودت العمال بأقنعة الوجه والمعقمات، كما وفرت لهم العديد من الحافلات لتساعدهم في الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الحافلة وحماية صحتهم من خطر الإصابة بكوفيد-19. ويتوجب على كل شخص في الشركة ارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والتحلي بالوعي وعدم الاقتراب كثيرا من بعضنا البعض ومحاولة الحفاظ على التباعد الاجتماعي بقصد تجنب العدوى السيئة لكوفيد-19.

فيما ذكر تشانغ شياو يويه، نائب مدير شركة ((XDEGEMAC)) المحدودة للمعدات الكهربائية ذات الجهد العالي، أنه “لحسن الحظ، تعلمنا الكثير مما تم القيام به لمكافحة كوفيد-19 في الصين. فعلى سبيل المثال، نطلب من جميع الموظفين استخدام معقمات الأيدي وارتداء أقنعة الوجه وغسل الأيدي وقياس درجة حرارة الجسم بشكل متكرر. وكل يوم، نطلب أيضا من رؤساء الأقسام الإبلاغ عن الوضع الصحي للموظفين. كما يتعين عليهم الإبلاغ عن إصابة أي من مخالطيهم المقربين وأقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم بالعدوى في غضون سبعة أيام أو أسبوعين”.

أما في الإمارات، في الواقع، هناك الكثير من العمال والمهندسين الصينيين والعرب الذين يعملون لدفع التنمية الوطنية. وفي مشروع تنفذه شركة ((بي جي بي)) المؤسسة الوطنية الصينية للنفط في أبو ظبي، قال مدير المشروع لي فنغ (37 عاما) إنه يشتاق إلى عائلته خاصة خلال رأس السنة الصينية الجديدة. ولكنه لحسن الحظ يشعر بـ”أجواء عيد الربيع” في موقع المشروع بالإمارات حيث اصطف العاملون الصينيون لاستلام هدايا العيد المقدمة خصيصا لهم وقاموا بلصق المقطع الصيني “فو” (يعني “السعادة” باللغة الصينية) على النوافذ وعلقوا الفوانيس الحمراء في أرجاء المكان.

وذكر لي فنغ أنه يشتاق إلى طفليه ولا ينسى أنه أثناء مغادرته المنزل قالت له ابنته الصغيرة وعمرها 3 أعوام، “بابا، هل تغادر وتعود مرة أخرى إلى لقائنا فقط عبر شاشة الهاتف؟” لأنه دائما ما يتصل بأسرته عبر الهاتف خلال عمله خارج البلاد. ويبذل لي فنغ قصار جهده في أعمال المشروع من أجل الانتهاء من تنفيذه في أسرع وقت ممكن ودفع التعاون الصيني الإماراتي قدما، وقال “لا أريد أن أكون والدا عبر الهاتف، ولكن لا بد أن يتحمل كل منا مسؤوليته في العمل، فتتحسن حياة الجميع”.

شينخوا