لماذا الرمال السورية عصب المستقبل؟,,, بقلم: صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب

لماذا الرمال السورية عصب المستقبل؟ ,,, بقلم صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب
لماذا الرمال السورية عصب المستقبل؟ ,,, بقلم صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب - موقع أصدقاء سورية

عشرة أعوام مضت يا سورية، ومع ذلك يصنع أبناؤك الأمل بين الأنقاض، يصيحون: سننفض غبار الحرب يوماً، سنكتب سطور الحلم يوماً.. تعاقب الغزاة علينا عبر العصور، لكن أحقادهم تكسرت، غادرت كجحافل المغول والرومان والعثمانيين والفرنسيين، ونحن كما نحن نعيد بناء مدننا بعشق أبدى، عشق نزار، وعشق الياسمين، عشق أبنائها لأبوابها السبعة بأصوات المآذن وهي تعانق بسلام تراتيل الكنائس.. نعم لنا الحلم، أوَ ليس الماء يبدأ من دمشق؟ فحيثما اُسنِدَ رأسك جدول ينساب، والدهر يبدأ من دمشق وعندها تبقى اللغات وتحفظ الأنساب».

كلام جميل استوقفني حين سمعته أخيراً عبر قناة أبو ظبي وضجت به مواقع التواصل.. لماذا الآن؟!! لماذا سمحت اغلبية الدول العربية بأن يحصل ما حصل في سوريا؟ هل انتهت اللعبة الآن؟ وبغض النظر عن كل ما حصل حيث التفاصيل كلها موجعة، فخراب بلد آمنٍ سالم وشقيق لن يكون كلمةً عابرةً في التاريخ الإنساني.. الكلُ حارب الدولة السورية حين بدأت الحرب وقد سموها (ثورة) !! ثورة على ماذا؟ على الأمن المستتب، على الجمال والهدوء؟ أم على التقدم التعليمي والعلمي؟ أم على مجانية التعليم والطبابة؟ أم على الألفة الرائعة بين أفراد مجتمع اجتمعت فيه شتى المذاهب؟!

ألف تحية للمذيع الإماراتي أحمد اليماحي، للمرة الأولى نشعر بالتفاؤل، خصوصاً بعد تغير المواقف الأخيرة من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تجاه الأزمة السورية، وتأكيد على أن لا حل غير الحل السياسي.

فعلى الرغم من تأخره، فمرحباً بالطريق العربي وطريق الصواب لحل الأزمة في سورية، ولإنهاء حالة الحصار الجائر من قانون قيصر والتضييق على الشعب السوري.

فعلاً عشرُ سنواتٍ مضت ومئاتُ الآلاف قُتلوا والملايين شردوا، نزحوا، ما شاهدته أنا شخصياً على أرض الواقع في سورية نتاج الحصار الظالم من حالات، تتكسر لها القلوب حتى لو كانت من صوان وتدمع لها الأعْيُن دماً، كفى، لنقل يجبُ وضع حد لهذا الاستهتار بأرواح إخوتنا. في الدم والعروبة كفى..

هل تعلمون أن أحد أسباب تمسك الولايات المتحدة واحتلالها للأراضي السورية وسبب وجودها في تلك الأماكن في التنف تحديداً، او ما يسمى (مثلث التنف) في صحراء لا ماء ولا زرع فيها، سأقولها باختصار ومن يرغب بالبحث عن التفاصيل فسيجدها حتما، ففي تلك الرمال يكمن مستقبل البشرية.. فلا الغاز ولا النفط هما الغايةُ.. إنه السيليكون، نعم النقي بنسبة %79 هو العصب الأساسي للتكنولوجيا الذكية، من الهواتف النقالة إلى مركبات الفضاء، ففي الغرب لا شيء يحدث بالصدفة، إن تدمير هذا الشرق بدأ باحتلال العراق ومن ثمّ بدأ التغير في المشهد على الساحة العربية كلها.. ليبيا، اليمن، لبنان.. سوريا…

حان دور العرب، خصوصاً دول الخليج فكلنا أملٌ لطيّ هذه الصفحة نهائياً وعودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية كقوةٍ فاعلةٍ للحفاظ على قوة العربِ.

القبس الكويتية – فخري هاشم السيد رجب – مدير موقع أصدقاء سورية