عندما ينحني الرئيس شي جين بينغ لسيدة عجوز ساهمت في القضاء على الفقر! ,,, بقلم : غسان رمضان يوسف

عندما ينحني الرئيس شي جين بينغ لسيدة عجوز ساهمت في القضاء على الفقر! ,,, بقلم : غسان رمضان يوسف
عندما ينحني الرئيس شي جين بينغ لسيدة عجوز ساهمت في القضاء على الفقر! ,,, بقلم : غسان رمضان يوسف

ظهور الرئيس الصيني شي جين بينغ في مشهد إنساني خلال تكريمه لسيدة عمرها 97 عاما، وانحنائه لها تقديراً لجهودها في التخلص من الفقر المدقع ودعم جهود الدولة في هذا المجال يؤكد شيئاً واحداً هو احترام الرئيس شي جينبينغ لشعبه وتقديره للعمل في سبيل الانسان الصيني.

صحيح أن الرئيس شي تسلم قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في العام 2012 ورئاسة الدولة في العام 2013 لكنه كان موجودا في القيادة الصينية منذ العام 1974 عندما تم تعيينه رئيساً للحزب الشيوعي في مقاطعة تشان جيانغ إحدى المقاطعات الأكثر ازدهاراً في البلاد حينها عُرف الرئيس شي بأنه شخص مناهض للفساد وهذا ما ساعده على كسر العوائق المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية.

وبالعودة إلى حياته فالرئيس شي هو ابن القائد الشيوعي السابق شي زونغ سون الذي كان وزيراً للدعاية في عهد القائد ماوتسي تونغ قبل أن تُطيح به الثورة الثقافية في العام 1963.

يقول عنه الأمريكي سيدني ريتن بيرغ الذي اشتغل مترجماً للزعيم ماوتسي تونغ: ” شي هو القائد الأنسب للصين ويقول: لقد كان والده شخصاً رائعاً ويمتلك فكراً ديمقراطياً لم يمتلكه أحد من قبله في الحزب الشيوعي الصيني”

إن العودة إلى حياة الرئيس الصيني تظهر إيمانه ببلده وقدرة الشعب الصيني على تحقيق المعجزات، وهو الذي نُفي إلى الريف في العام 1968 في مقاطعة شانغ شيان وعاش مع الفلاحين البسطاء في الكهوف وعمل في الحقول وتربية الماشية لمدة سبع سنوات

خلال زيارته لإحدى القرى النائية في أكتوبر/تشرين أول 2020 يقول الرئيس الصيني شي جينبينغ: ” في عام 2020 ووفقاً للمعيار الحالي لن يكون في الصين أي فقير في الريف، هذا هو التزامنا الحالي وسوف ننفذه ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ البلاد الطويل.. يجب أن يتم القضاء تماماً على الفقر المدقع فلننجز هذه القضية العظيمة التي تكتسي أهمية بارزة بالنسبة للأمة الصينية وللإنسانية جمعاء “

وفي مناسبة أخرى من ذاك التاريخ يقول: ” على مدى سنوات حكمي السبع زرت الكثير من المناطق الفقيرة في الصين لتحديد أسباب الفقر ومعالجتها بطريقة هادفة ونتيجة لذلك أحرزنا تقدماً في المعركة ضده، أكثر من ستين مليون تم انتشالهم من براثن الفقر ونسبة الفقراء في المناطق الريفية انخفضت من 10,2 % إلى 4% هذا لم يأت بسهولة ونحن فخورون بما حققناه “

إن إطلاق الرئيس شي جينبينغ لمبادرة حزام واحد طريق واحد أظهر أن هذا الرجل مختلف عن الآخرين، ولنرى أين وصلت هذه المبادرة ، وكم حققت من نتائج وأرباح سواء للصين أو لشركائها؟!

إن الصين اليوم أصبحت ربما الرقم واحد في الاقتصاد العالمي! ومن هنا وجدنا الغرب يعيش حالة من الهيستريا والرعب من صعود التنين الصيني، ومن يراجع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين ووزير الخارجية مايك بومبيو يدرك مدى الرعب الذي وصل إليه الغرب وما مسارعتهم لفرض القيود على شركة هواوي وتطبيق التك توك وغيره من المنتجات الصينية إلا لأنهم أحسوا بصعود الصين وقدرتها على المنافسة وإثبات نفسها كقوة عالمية ، ومن هنا جاءت تدخلات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.. الخ في هونغ كونغ وتايوان وتشجيانغ والتيبت .. إنهم يحاولون أن يغطوا على فشلهم وينقلوا المعركة إلى موقع آخر وهو تصوير الصين بأنها تنتهك حقوق الانسان، وهم الذين ما زالت مجتمعاتهم تعاني من التمييز والانقسام العمودي بين الأبيض والأسود وبين الغني والفقير

يعجبني رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الذي قال في مقابلة تلفزيونية: إن اتهام الصين بانتهاك حقوق الانسان لا يستند إلى أي دليل.

نعم يحق للصين أن تفخر بالقضاء على الفقر لقرابة مئة مليون إنسان، ويحق للصين أن تفخر أيضاً برئيس مثل الرئيس شي جين بينغ الذي استطاع خلال سبع سنوات تحقيق ما عجز عنه العالم خلال عقود من خلال إطلاق التشاركية والتعاون والربح المشترك، في حين تسعى النيو ليبيرالية المتوحشة إلى نهب خيرات الشعوب وإحلال الفقر أينما حلت.

وكانت شبكة تلفزيون الصين (CGTN   ) بثت لقطات يظهر فيها الرئيس شي ينحني ليمنح شهادة الشرف لقدوة التخلص من الفقر، وهي سيدة تدعى شيا سن”، في قاعة الشعب الكبرى يوم 25 فبراير الماضي.

ولفتت الشبكة إلى أن الرئيس الصيني قدم أوسمة وشهادات وميداليات للحاصلين على اللقب الفخري الوطني لإسهاماتهم البارزة في قضية الحد من الفقر في أنحاء البلاد.

وكان الرئيس شي جين بينغ، أعلن في وقت سابق أن بلاده انتصرت بشكل كامل على الفقر المدقع، مشيرا إلى أنها استثمرت في مكافحة الفقر على مدار السنوات الثماني الماضية ما يعادل نحو 246 مليار دولار.

ومن هنا يرى الغرب في الرئيس شي لغزاً محيراً، ففي العام 2009 وخلال زيارته للمكسيك ألقى خطاباً فاجأ خلاله الجميع قال فيه ” بعض الأجانب ليس لهم عمل في الحياة سوى انتقاد الصين، الصين أولاً لا تقوم بتصدير الثورة وثانياً لا تصدر الفقر والجوع، وهي في الأخير لا تسبب لكم صداعاً ألا يكفيكم هذا كله “

محبة الصينيين للرئيس شي تظهر في حياتهم اليومية فتماثيله تملأ البيوت، وصوره ترتسم على الملصقات والكؤوس والأطباق، فهم يرون فيه جالباً للحظ، والأكثر شعبية منذ حكم الزعيم ماوتسي تونغ ولهذا يلقبونه بـ (شي دادا) أي العم شي.

فتحية للصين ولرئيس الصين ولكل من عمل في سبيل شعبه وفي سبيل القضاء على الفقر مدقعاً كان أم عادياً.

غسان رمضان يوسف – باحث في شؤون الصين وشرق آسيا