عمريت السورية الأثرية… مهد الألعاب الأولمبية

تربعت مدينة عمريت الأثرية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط لتحكي قصة عمرها أكثر من خمسة آلاف عام من عمر الحضارة السورية كانت فيها الرياضة حياة ويشهد عليها ملعبها الأثري أقدم الملاعب التاريخية.

تقع مدينة عمريت التاريخية وفق هيئة الموسوعة العربية على بعد 7 كم إلى الجنوب من محافظة طرطوس وتمتد آثارها على مساحة 6 كم مربع حيث دلت التنقيبات الأثرية على أن هذه المدينة تأسست في العصر الأموري وذكرها مؤرخو عصر الإسكندر المقدوني باسم ماراتوس ووصفوها بأنها مدينة مزدهرة جدا ولعلها أكبر مدائن الشرق.

ومن المعالم الأثرية بعمريت المعبد العائد إلى القرن 6 قبل الميلاد الذي كرس وفق الموسوعة للإله ملقارت وهو الإله الشافي من الأمراض وكان تمثاله يوضع في المحراب كما أشارت إلى ذلك كتابة فينيقية عثر عليها قرب الموقع.

أما ملعب عمريت الأثري الذي يعده المؤرخون من أقدم الملاعب الرياضية التاريخية فبقي منه قسم بطول 230 متراً ويقع على منحدر الضفة اليمنى لنهر عمريت وله 7 درجات للجلوس عرض كل منها 55 سم وكانت تجري فيه ألعاب الركض وسباق العربات وسباق الأكياس وغيرها.

يعود تاريخ الملعب للقرن الخامس عشر قبل الميلاد على الأقل ويقع في تجويف طبيعي بين هضبتين على شكل حرف يو بالانكليزية وهو محاط بـ10 أدراج ارتفاع الواحد 60 سم تقريبا محفور بالكلس وبالحجر وكان يستوعب نحو 12 ألف شخص كما ضم مداخل منقوشة بالصخر لدخول اللاعبين مع منشآت ملحقة لإدارة المباريات وكان نهر عمريت القريب من الملعب يستخدم للرياضات المائية كالسباحة والغطس والتجديف.

ومن اللافت أن هذا الملعب ضم وفقا للتنقيبات الأثرية حلبة مصارعة وصالة رياضية مغلقة كانت تستخدم للتدريب والمضمار ويطابق تصميم الملعب مثيله الموجود في أولمبيا باليونان ما يؤكد أن عمريت سبقت بلاد الإغريق في اختراع ملاعب المباريات الرياضية.

سانا