أكدت سورية وروسيا تواصل الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة من الإرهاب في سورية وإعادة اللاجئين والمهجرين بعد تأمين مستلزمات العودة الكريمة والآمنة رغم العوائق الكبيرة نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة من الغرب على سورية.
وعرض وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف جهود الدولة السورية بتوجيه السيد الرئيس بشار الأسد لتأمين عودة كريمة للاجئين بعد انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق من أجل عودة المهجرين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء.
وأكد مخلوف أن الدولة السورية “ماضية في تقديم كل الخدمات اللازمة التي تدعم عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب ولا سيما ما يسمى “قانون قيصر” ومنع وصول الأدوية والأجهزة الطبية في ظل جائحة كوفيد19 واستمرار انتهاكات وجرائم الاحتلالين التركي والأمريكي إضافة للاعتداءات الإسرائيلية”.
وأوضح مخلوف أن الدولة السورية “بادرت إلى تنظيم العمل لتخديم المواطنين السوريين بمختلف المجالات وفي كل المراحل لتمكينهم من الصمود وتسريع عودة المهجرين واللاجئين من خلال التركيز على إعادة إعمار البنية التحتية وتنفيذ العمليات الإنسانية وتقديم المساعدة الطبية للسكان وإزالة الألغام إضافة إلى تقديم المساعدات للمهجرين وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهاب”.
وأشار مخلوف إلى جملة مراسيم العفو السابقة والتي بلغ عددها 20 مرسوماً ومراسيم السماح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر وإعفاء القروض الطلابية من كل الرسوم والطوابع والتي تسهم جميعها في تأمين بيئة مستقرة ومحفزة على العلم والدراسة وعلى تأمين الاستقرار والتنمية وتشجع على عودة اللاجئين وتحفزهم على إقامة مستدامة في وطنهم ومنازلهم.
ولفت مخلوف إلى أنه تمت إعادة نحو 750 منشأة للعمل ويوجد 15 أخرى صناعية قيد الترميم ويجري العمل حالياً على إعادة تشغيل 700 منشأة حرفية ليصبح إجمالي عدد المناطق الصناعية والحرفية المحدثة في جميع المحافظات 158 منطقة مبيناً أن العدد الكلي للمقاسم في المناطق الصناعية والحرفية بلغ 59937 مقسماً ما يؤمن أكثر من 30 ألف فرصة عمل.
وفي مجال التعويض على المتضررين في منازلهم جراء الاعتداءات الإرهابية وتيسير عودتهم إلى منازلهم بين الوزير مخلوف أنه تمت إعادة تقييم المخططات التنظيمية لفتح نوافذ استثمارية وخدمية وتنموية على مستوى كل وحدة إدارية محفزة لإعادة بناء المساكن المتضررة إضافة إلى تنفيذ مشروعات خدمية وتأهيل طرق وخطوط صرف صحي وتأهيل حدائق لتعزيز وتحسين الواقع البيئي حيث وصل عدد المشروعات في الربع الأول من هذا العام إلى 500 مشروع مع الموافقة على منح المنشآت إذنا بمزاولة نشاطها بهدف تحفيز العمل في المشاريع والحرف والورشات الصغيرة ضمن بيئة مستقرة من الناحية الإدارية والقانونية وتوفير آلاف فرص العمل.
بدوره نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري كاربوف الكسندر فاديموفيتش أكد مواصلة العمل بشكل نشط لإعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة مشيراً إلى عودة “2230909” مواطنين سوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة حتى الآن.
وأشار فاديموفيتش إلى أن مركز التنسيق الروسي نفذ خلال العام الجاري 100 عملية توزيع للمساعدات الإنسانية تضمنت أكثر من 30 ألف حصة بالتوازي مع مواصلة جهوده لنزع الألغام في مختلف المناطق.
وأضاف اللواء فاديموفيتش إن “المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية تشهد نشاطاً كبيرا لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الوقت الذي تشهد فيه منطقة خفض التصعيد في إدلب ظروفاً سيئة تمهد لكارثة إنسانية بسبب تزايد أعمال العنف من قبل العصابات الإرهابية بحق المدنيين” داعياً إلى فتح المعابر الإنسانية لتمكين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين من العبور إلى المناطق الآمنة المحررة.
وأكد اللواء الروسي على مواصلة روسيا مبادراتها لفتح مراكز العبور بالتنسيق مع الدولة السورية مطالبا النظام التركي بسحب التنظيمات الإرهابية الموالية له من مراكز العبور.
اللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري أكد أن خروقات التنظيمات الإرهابية الموالية لقوات الاحتلال التركي “باتجاه أرياف إدلب واللاذقية وحلب وحماة تعرقل المساعي والجهود السورية الروسية لإخراج المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب” محذراً من استمرار الاحتلال التركي في نهجه الرامي إلى “تغيير البنية الديمغرافية للمناطق التي يحتلها وتهجير سكانها وتوطين الإرهابيين مكانهم”.
ولفت اللواء سليمان إلى مواصلة قوات الاحتلال الأمريكي إدخال “قوافل الأسلحة والإمدادات اللوجستية إلى قواعدها اللاشرعية في الأراضي السورية إمعانا في ترسيخ وجودها المحتل ودعم الميليشيات الانفصالية في نهب النفط والثروات السورية كما يواصل الاحتلال الأمريكي نقل إرهابيي “داعش” وإعادة تجميعهم وتدريبهم وتسليحهم بغية شن اعتداءات جديدة على المدنيين الآمنين ونقاط الجيش العربي السوري في البادية السورية ما يعرقل الجهود السورية الروسية لترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المناطق والقضاء على ما تبقى من فلول تلك التنظيمات”.
وجدد اللواء سليمان التأكيد على أن “قواتنا المسلحة الباسلة تواصل بلا هوادة حربها على الإرهاب بالتعاون مع الأصدقاء الروس لترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق وتخليصها من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية إليها تمهيدا لإعادة الإعمار والنهوض من جديد بسورية واستعادة مكانتها الحضارية والإنسانية”.
سانا