سرطان الكبد.. علاج جديد قد يتوفر قريباً

علاج سرطان الكبد يحرز تقدماً علمياً من خلال مجموعة من الدراسات الناشطة في هذا الإطار. وفي جديد الطب، يفحص الباحثون طريقة إعادة برمجة كريات الدم البيضاء للمريض؛ من أجل مساعدته على محاربة الخلايا السرطانية.

يصيب سرطان الكبد أكثر من 10 آلاف شخص جديد كل عام في فرنسا وحدها. فيما يكون من الصعب معالجة هذا المرض؛ لأنه غالباً ما يتم تشخيصه في وقت متأخر للغاية. ومن أجل التقدم في البحث في هذا المجال يعمل مركز إيجوين ماركوس Centre Eugène Marquis في رينيه في فرنسا، المركز الرائد عالمياً في مجال الأبحاث ضد السرطان، على اختبار نوع جديد من العلاج يعتمد على العلاج المناعي الخليوي، وذلك ضمن إطار دراسة سريرية دولية تسعى إلى الاستفادة إلى أقصى حد من الفيروسات المحللة للمرض (أو فيروسات الحال للمرض) بالجمع بين الفيروسات والعلاج التقليدي.
في الوقت الحالي هناك 4 أنواع من العلاجات ضد سرطان الكبد: الاستئصال الجزئي للكبد، زرع الكبد، القضاء على الورم عن طريق حقن الورم عن طريق الجلد والعلاج الكيميائي أو العلاج الموجّه كيميائياً، وذلك وفقاً للمعهد الوطني للسرطان. غير أنّ المستشفى الجامعي في رينيه يتجه إلى إجراء التجارب حول علاج آخر من شأنه أن يساعد المريض الذي لم يستفد من العلاج الكيميائي.

فيروس موجّه لمهاجمة السرطان

كما أوضح الأطباء في المستشفى الجامعي في رينيه، فإنَّ المبدأ الذي ينطوي عليه العلاج هو الاستفادة من فيروس غير مضرّ بالإنسان؛ لأنه قد تمَّ تعديله وراثياً، وتمت برمجته من أجل التكاثر في الخلايا السرطانية فقط حتى تنفجر.
يطلق على هذا الفيروس اسم الفيروس المحلل للمرض أو فيروس الحال للمرض؛ وهذا النوع من الفيروسات لا يتم حقنه في الوريد ولا ينتشر في الجسم. يوضع هذا الفيروس مباشرة في خلايا الورم. وعندما تتلامس هذه الفيروسات مع الورم ينتج عن ذلك رد فعل، حيث يفهم الجسم عندئذ أنه يجب عليه محاربة الخلايا السرطانية وتنشيط الدفاعات المناعية في الجسم. وتدرك كريات الدم البيضاء التي تنتشر في الجسم جميع الخلايا المشابهة الموجودة فيها وتقتلها وليس فقط موضعياً.
يعمل مركز إيجوين ماركوس في رينيه على معالجة سرطان الكبد بهذه التقنية عندما لا تنجح الطريقة الكلاسيكية في العلاج. أما المرضى الذين يعالجهم المركز، فإنهم من الفئة التي لا يمكن إجراء عمليات جراحية لهم أو يعانون من انبثاثات. ويهدف العلاج قبل كل شيء إلى زيادة متوسط العمر المتوقع. وإضافة إلى ذلك ليس للعلاج أية آثار جانبية، كما يؤكد الأطباء. وقد نشأ هذا العلاج في العام 2017، ولا يزال في مرحلته التجريبية: سوف يستفيد حوالي 600 مرض حول العالم من هذا العلاج في المرحلة الثالثة من الدراسة السريرية التي سوف تدوم من عامين إلى ثلاثة أعوام.

سيدتي نت