أعربت روسيا عن قلقها إزاء ما يجري في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من مناقشات حول مزاعم استخدام سورية للأسلحة الكيميائية مطالبة المنظمة بالعمل في إطار اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأن تتخلى عن التحقيقات المجراة عن بعد وغير الواقعية والمشكوك فيها.
وكانت روسيا طالبت قبل أيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق نزيه ويوثق به في الهجوم الكيميائي المزعوم بمدينة دوما بريف دمشق عام 2018 مؤكدة أن نجاح عمل المنظمة مرهون بهذا الأمر.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ممثل روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين قوله خلال الدورة السادسة والتسعين للمجلس التنفيذي للمنظمة اليوم في لاهاي إن التلاعب الذي تم الكشف عنه في التقرير النهائي عن الحادث المزعوم في دوما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالمنظمة داعياً الأمانة الفنية للنظر في ما حدث لأن الصمت والتقليل يلقيان بظلال من الشك على عمل بعثة تقصي الحقائق وعلى حوادث أخرى في سورية.
ونشر موقع ويكيليكس سابقاً أربع وثائق مسربة من منظمة الحظر الكيميائي تستبعد استخدام غاز الكلور في مدينة دوما وتكشف أن اختصاصيين في علم السموم استبعدوا أن تكون الوفيات جراء التعرض لمادة الكلورين.
وأشار شولغين إلى أن روسيا تشعر بالقلق إزاء الكيفية التي تسير بها الأمور في المنظمة مؤكداً أن سورية تظهر انفتاحاً واستعداداً غير مشروط للتعاون الوثيق مع الأمانة الفنية للمنظمة كما يتضح من الجولة التالية من المشاورات الثنائية التي عقدت في اليوم السابق مضيفاً.. لكن هناك قوى تحاول بشكل مصطنع إبطاء إزالة القضايا من جدول الأعمال الذي استنفد النقاش حوله وتطالب عبر ازدواجية المعايير السوريين بمطالب غير مفروضة على دول أخرى.
وأشار شولغين إلى أن روسيا تؤيد التعاون بين سورية والمنظمة لأن مثل هذه الطبيعة من العمل والتي كان من شأنها أن تسهل البحث عن حلول لجميع القضايا المفتوحة المتعلقة بالإعلان السوري لافتا إلى أنه بوجود الإرادة السياسية لجميع المشاركين في هذه العملية يمكن تحقيق المزيد من التقدم التدريجي في هذا الاتجاه وكما أظهر الإغلاق الأخير لعدد من الموضوعات المهمة بات من الضروري عدم تحويل التركيز نحو التوجهات السلبية وإنما تشجيع الديناميكيات الإيجابية على هذا المسار بكل طريقة ممكنة.
وكان تسريب لمسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كشف في آذار من العام الماضي تورط إدارة المنظمة في شن هجوم خبيث ومعيب ضد مفتشين مخضرمين اثنين أثبتا عدم صحة رواية المنظمة بخصوص الهجوم المزعوم في دوما واتهام الجيش العربي السوري به لتبرير العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك.
ووفق المسؤول فإن النتائج التي توصل إليها المفتشان والمخالفات التي كشفاها قوضت بشدة مزاعم الدول الغربية أن الجيش السوري هو من نفذ الهجوم الكيميائي مبيناً أن إدارة المنظمة استبعدت عملهما العلمي وأعادت كتابة تقريرها الأول ومنعتهما من إضافة أي مداخلات أخرى إلى التحقيق بعد أن كشفا عن دفن أدلة وتزوير أخرى.
من جهة أخرى أكد شولغين أن الاقتراح حول سفر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى روسيا للتحقيق حول حادثة المدون الروسي أليكسي نافالني فقد أهميته.
وشدد شولغين على أن الجانب الروسي لم يسحب اقتراح سفر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى روسيا لكنه ذكر فقط أنه بالنظر إلى النهج غير البناء الذي تتبعه الأمانة الفنية فقد فقدت الزيارة أهميتها مضيفاً.. إن الأمانة الفنية على ما يبدو تواصل تنفيذ التوجيهات السياسية لجهة ما في إطار الحملة المسعورة المناهضة لروسيا والتي تكشفت حول الوضع مع حلفاء نافالني الأوروبيين الأطلسيين.
واختتم شولغين كلمته بالقول:”في النهاية لم تستجب الأمانة الفنية لطلبنا” معتبراً ذلك أمراً مخيباً للآمال للغاية بالنسبة لروسيا.
سانا