تحدوا مخاطر الموت والخطف… عمال شركة إسمنت الرستن حموا شركتهم سبع سنوات من جرائم الإرهابيين

لم يتخل عمال شركة إسمنت الرستن بريف حمص عن إصرارهم الذي كان أقوى من كل تهديدات الإرهاب.. واجهوا أخطار الموت والخطف.. تجذروا بمنشآتهم وأوصلوها إلى بر الأمان.. دافعوا عن معملهم وحافظوا على آلاته لسبع سنوات كان خلالها الإرهابيون يعيثون في المنطقة خراباً ودماراً..يسرقون وينهبون كل شيء من البنى التحتية والمرافق الخدمية إلى أن تم تطهير المنطقة من الإرهاب فكانوا سباقين الى إعادة اقلاع عجلة الإنتاج بزمن قياسي.

أثناء عمله مع ورشته في شركة إسمنت الرستن قال عبد الرحمن حمدان أحد عمال الصيانة لمراسل سانا إنه وبعد أن دخل الإرهابيون إلى مدينة الرستن القريبة من الشركة اتفق مع زملائه في الشركة واتخذوا قرارهم في حمايتها والحفاظ على الاتها لافتاً إلى أنه تم وضع خطة لأجل ذلك وتم تقسيم العمال إلى مجموعات لكل منها مهمات محددة.

وأشار حمدان إلى أن عمل مجموعته الأساسي كان فك بعض أجزاء آلات المعمل وإخفاءها خشية سرقتها من قبل الإرهابيين ويقول “قمنا بفك القطع الالكترونية من “البلدوزرات” بحيث تصبح عديمة النفع دونها كما قمنا بفك القطع الحساسة بـ”الونش” والرافعة الشوكية وأخفينا هذه القطع لحماية الآلات من سرقة وسطو الإرهابيين وكذلك الحفاظ عليها سليمة حتى عودة الأمان بحيث تكون جاهزة للعمل الأمر الذي حدث بالفعل فبعد تحرير المنطقة من الإرهاب وخلال سبعة أيام فقط كانت الآلات جاهزة للعمل بعد أن قمنا بتركيبها من جديد”.

العامل مصطفى الصالح أشار إلى أن زملاءه العمال اتخذوا قرارهم بحماية منشأتهم لإيمانهم بأن هذه الشركة هي ملك لكل السوريين وهي تقوم بتخديم كل أبناء سورية لافتا إلى أنه وزملاءه مع عائلاتهم سكنوا في المنشأة وتناوبوا على حراستها يدفعهم لذلك حسهم الوطني رغم تعرضهم للكثير من التهديد بالقتل والخطف من قبل الإرهابيين.

العامل أحمد الصالح من القسم الفني لفت إلى أن عمله مع عدد من زملائه خلال وجودهم بالشركة أثناء وجود الإرهابيين في المنطقة لم يقتصر على الحماية والحراسة بل أيضا “الصيانة الدورية للآلات التي بقيت قائمة دون فك للحفاظ على جهوزيتها لتكون جاهزة للإقلاع بالعمل عندما يتم تحرير المنطقة وعودة الورشات والمعامل للإقلاع من جديد”.

من جهته أشار العامل فايز خطاب إلى “تعاون العمال وعائلاتهم خلال وجودهم في الشركة كأنهم عائلة واحدة حيث تم وضع جدول مناوبات لحراسة المعمل والآلات على مدى 24 ساعة وكذلك الأمر بالنسبة لعمال الصيانة الذين تناوبوا أيضا على إجراء عمليات الصيانة الدورية للآلات وتفقدها لافتاً إلى أنه لن ينسى شعوره لحظة إعلان منطقة الرستن خالية من الإرهاب”.

المهندس علي جعبو مدير عام شركة إسمنت الرستن أوضح أن الشركة “تتميز بين شركات المؤسسة العامة للإسمنت بمواصفات إنتاجية عالية الجودة وهي ترفد بنسبة جيدة من إنتاجها المنطقة الوسطى بالتنسيق مع شركة إسمنت حماة التي تخدم قطاعات من المنطقة”.

وأشار جعبو إلى أن الشركة وخلال فترة وجود المجموعات الإرهابية في منطقة الرستن “تعرضت لتهديدات كبيرة إلا أن كادر الشركة وبقرار ذاتي وبعزيمة كبيرة قرروا من منطلق الإحساس بالمسؤولية والغيرة على معملهم وشركتهم الحفاظ على الشركة وآلاتها من خلال خطة تضمنت توزيع العمل فيما بينهم بعضهم للحراسة وآخرون للصيانة الفنية لمعاودة الاقلاع في حال تم اتخاذ القرار في الوقت المناسب وهذا ما تم فعليا عند خلاص المنطقة من الإرهاب حيث تقرر إعادة الإنتاج من جديد”.

وبين جعبو أنه توجد في الشركة مطحنة إسمنت بطاقة إنتاحية تصل إلى 400 طن يومياً مشيراً إلى أن الشركة أنتجت خلال عام 2020 نحو55 ألف طن وبلغت الإيرادات نحو مليارين و700 ألف ليرة سورية هي الآن ترفد السوق المحلية عبر مؤسسة عمران بنحو 300 طن يومياً من الإسمنت وكل ذلك بفضل كوادر الشركة الذين حموا وحافظوا على آلاتها من التخريب والسرقة.

سانا