السيد نصر الله: لبنان في أزمة حقيقية.. وهناك من يسعى إلى حرب أهلية

الأمين العام لحزب الله يقول إن لبنان كان خلال الأسبوعين الماضيين بلا أي مسؤول حيث تمّ وضع القوى الأمنية بمواجهة الشعب، ناصحاً رئيس الحكومة المكلّف بتأليف حكومة تكنو سياسية، وتوجه إلى حاكم مصرف لبنان بالقول”مسؤوليتك حماية العملية الوطنية وأنت تستطيع ذلك”.

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إن الأيام أوضحت “حقيقة الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة وهوية من يديرها ويحميه”، في إشارة إلى التسريب الصوتي الذي نُشر مؤخراً ويظهر دور المخابرات الأميركية في دعم تنظيم “القاعدة” في اليمن. 

وأضاف نصر الله  في كلمة متلفزة بذكرى “يوم الجريح المقاوم” اليوم الخميس، أن “الأمثلة كثيرة” من اليمن وسوريا والعراق حول تشغيل المخابرات الأميركية لـ”داعش” والجماعات التكفيرية، “لتدمير الدول والجيوش كي تصبح “إسرائيل” هي الملجأ ودرة التاج في هذه المنطقة”. 

هناك من “يعمل من أجل حرب أهلية” 
وفي الشأن اللبناني الذي يشهد تطورات متسارعة عقب انخفاض قيمة العملة الوطنية والفشل في تشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من 8 أشهر من استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، قال نصر الله إن لبنان “في قلب أزمة حقيقية ووطنية وسياسية كبرى وهي أزمة نظام وحاضر ومستقبل”. 

ودعا إلى مقاربة أوضاع البلد “بعقل ومسؤولية وحكمة بعيداً عن الغضب والمزايدات لأنها لا توصل إلى أي نتيجة”، موضحاً أن هناك من “يعمل من أجل حرب أهلية” في لبنان.

وتابع: “عندما يعجزون أمام المقاومة في لبنان يمكن أن يلجأوا إلى العمل من أجل حرب أهلية”، متحدثاً أن لديه معلومات تفيد بأن جهات خارجية وبعض الجهات الداخلية تدفع لبنان باتجاه حرب أهلية.

 الضغوط الأميركية أساس في الأزمة 
وشدد على أن حزب الله “ليس في وارد اللجوء إلى السلاح من أجل تأليف حكومة أو إصلاح وضع اقتصادي أو مالي”، داعياً إلى “وضع سقف” في الضغوط والمواجهات السياسية “ألا وهو عدم الذهاب إلى اقتتال داخلي”.

واستعرض أمين عام حزب الله بعض الأسباب التي أدّت إلى تأزيم الوضع اللبناني، لافتاً إلى أن “افتراض أسباب خاطئة للأزمة يعني الذهاب إلى معالجات لن تؤدي إلى نتيجة”. 

وأوضح أن من أسباب الأزمة “السياسات الاقتصادية والمالية وسياسة الاستدانة والاقتراض والفوائد والفساد”، بالإضافة إلى “تهريب الأموال للخارج وتجميد الودائع وانفجار المرفأ والتوترات”. 

كما شكلّت الضغوط الأميركية على لبنان و”إخافته من الذهاب لخيارات اقتصادية معينة” أساساً في الأزمة، وهذا ما يستدعي “معالجة كل هذه الأسباب وإلا فلا يمكن الذهاب إلى حل”. 

وتابع نصر الله “هذا الوضع هو نتاج عشرات السنين ولا يمكن معالجته بسنة أو سنتين”، ويتطلب حل متكامل و”نحتاج لإصلاح اداري ومالي ولسد بعض الثغرات في نظامنا السياسي”. 

وأوضح نصر الله أن حاكم مصرف “يتحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على العملة اللبنانية”، وتوجه إلى حاكم مصرف لبنان: “مسؤوليتك حماية العملية الوطنية وأنت تستطيع ذلك”. 

وشدد على أن قطع الطرقات في لبنان “لا يساعد في حل الأزمة وهناك أشكال أخرى للاعتراض”، كما أن قطع الطرقات “يزيد جوع الناس ويؤدي إلى مقتل أبرياء ويضع البلاد على فوهة اقتتال داخلي”. 

ولفت إلى أن مسؤولية الجيش اللبناني والقوى الأمنية “منع قطع الطرقات”، لكن وفي حال لم تنجح مختلف الوسائل في وقف قطع الطرقات “فسيكون للبحث صلة”. 

لن نتخلى عن مسؤوليتنا إذا وصلت البلاد إلى انهيار حقيقي

وختم أمين عام حزب الله بالقول “لن نتخلى عن مسؤوليتنا تجاه الناس إذا وصلت البلاد إلى انهيار حقيقي.. وعندما نصل إلى جوع حقيقي في البلد ولن نستطيع تطبيق بعض الخطوات عبر الدولة وقتها سنتحرك”، مضيفاً أنه لن يعلن عن هذه الخطوات الآن. 

وكالات