إطلالة سورية،، قلعة جعبَر،،

دُرَّةٌ تُزين نهر الفرات وإحدى أجمل القلاع الأثرية في محافظة الرقة السورية، هي قلعة جعبَر الأثرية التي تخبىء داخلها كنوزاً أثرية وحكايا من التاريخ تقدم للزائر قراءة مشوِّقة لما كان عليه التاريخ في القرون الوسطى


قبل أن تصل إليها تستمتع بمنظرها الخلاب عن بعد حيث تبدو كجزيرة شامخة معزولة عن محيطهادون أن تنحني لتعاقب الحقب والغزاة..تتربع فوق هضبة كلسية بيضاوية الشكل يصل ارتفاع قمتها إلى ٣٤٧م فوق سطح البحروتطل على بحيرة الأسد قرب مدينة الطبقة على بعد ٥٠ كم بالاتجاه الغربي من مدينة الرقة..عُرفت قديما باسم دوسرية نسبة إلى دوسر غلام النعمان بن منذر ملك الحيرة


لهذه القلعة شكل طويل يبلغ من الشمال إلى الجنوب ٣٢٠ م ومن الشرق إلى الغرب ١٧٠م ويحيط بهاسوران ضخمان أحدهما داخلي والآخر خارجي يتخللهما مايزيد عن ٣٥ برجا دفاعيا أما بوابتها فتقع في الجهة الغربية وهي مبنية من الآجُر كباقي أجزاء القلعةوهذه البوابة تاخذ الزائر إلى ممر صغير يؤدي إلى باحة تنتهي إلى برج ضخم يسمى حالياً ببرج عليا الذي انشىء فيه  متحف القلعة عام ١٩٧٣ م وأصبح يضم الاكتشافات التي تمت في القلعة، هذا وانشىىء وسطها مسجد لاتزال مئذنته شامخة في أعلى نقطة مطلة على كل مايحيط بها كما أنشئت مبانٍ غاية في الأهميةفي الزاوية الجنوبية الغربية منها لعلها كانت لبيوت أصحاب القلعة وامرائها
بعد أن تم بناء السد عام ١٩٧٤ أحاطت بها المياه من كل الجهات فأصبحت كجزيرة صغيرة وسط بحيرة مترامية الأطراف يربطها لسان حجري بالضفة الشمالية للبحيرة


تنسب القلعة إلى جعبر سابق القشيري الذي عاش في القرن الحادي عشر للميلاد وكان يتحصن بها مع قبيلته ضد خصومه من القبائل الأخرى إلى أن استولى عليها السلطان السلجوقي ملك شاه ألب رسلان عام ١٠٨٦م ثم احتلها نور الدين محمود بن الزنكي عام ١١٦٨م، وبعدها دخلت في حكم الأيوبيين علم ١٢٦٠م
مرَّ غزاة وسلاطين وباحثون بين حجارتها عن حكايا التاريخ لكنهم رحلوا وبقيت هي تغفو على كتف نهر الفرات تجمع مابين متعة الموقع السياحي ومتعة الغوص في أعماق التاريخ

اعداد: مجد حيدر