إطلالة سورية،،التكيّة السليمانية

في قلب العاصمة دمشق تقوم أروع عمارة إسلامية ذات طابع دمشقي هي التكية السليمانية، يشعر الزائر داخلها وكأنه كان حاضراً في قلب التاريخ.. في مشهدية معمارية تجمع بين السحر والوداعة وعلى مساحة أحد عشر ألف متر مربع شُيدت التكية السليمانية في موضع قصر الأبلق الذي بناه الظاهر بيبرس في منطقة كانت تسمى المرج الأخضر او المرجة.

تحفة فنية بناها السلطان سليمان القانوني عام ١٥٥٤ واستمر بناؤها ٦ سنوات وهي من تصميم المهندس المعماري سنان باشا تلفت الأنظار بقببها العديدة حيث يبدو المشهد رائعا عندما يتناغم شكل القبب المتكرر مع الأقواس فوق أعمدة الأروقة في جميع الأبنية التي غطت الحدائق والأشجار جميع الفراغات بينها.

إذا أردت أن تغوص أكثر بثقافة وتراث دمشق المتعددتعرف على اقسامها التي تتألف من عمارتين، التكية الكبرى وهي من جهة الغرب بناء ضخم مؤلف من عدد من المباني المستقلة يحيط بها سور مرتفع مع حوض كبير للماء في منتصف الحديقة حيث كانت الناس تذهب اليه كي تطعم الإوَزّات فيها فتات الخبز وتطعم أرواحها من هذا السلام والجمال.

التكية الصغرى والتي كانت قديماً مأوى للغرباء وطلبة العلم واليوم هي سوق للمهن اليدوية منذ عام ١٩٧٠حيث تضم أكثر من ٦٠ محلا فيها عدد كبير من صناعيي الشام بمهنهم اليدوية المختلفة كالبروكار الدمشقي وصناعة الزجاج التقليدي والنحاسيات والموزاييك الشامي وغيرها بهدف الحفاظ على التراث السوري غير المادي حيث توجد حرف مهنية سُجلت على قائمة التراث لدى اليونسكو.

تأثرت التكية السليمانية في القرن الثامن عشر بالزلزال الكبير الذي ضرب دمشق ورُممت إبان الحرب العالمية الأولى ولم يتأثر إقبال الزوار إليها حتى يومنا هذا حيث استطاع الدمشقيون أن يحافظوا على خصوصية هذا المكان وفرادته وتنشيط حركة الأسواق التجارية التي تضمها من خلال المعارض الدولية والفنية والأنشطة المختلفة التي تستقطب كل الأعمار والفئات وتشكل ملتقى لهم وسط دمشق يربط الماضي بالحاضر.

اعداد: مجد حيدر