جاء في المقال: مع اقتراب جولة المحادثات المقرر عقدها في الـ 16 من مارس، لجس النبض مع اليونان، بشأن الوضع في شرق البحر المتوسط، تحاول السلطات التركية بنشاط إحداث انقسام في معسكر الدول الإقليمية الداعمة لليونانيين في النزاع على الحدود البحرية.
لقد غيرت تركيا بشكل ملحوظ تكتيكات سلوكها، فأطلقت مزيدا من التصريحات حول “استعادة” وشيكة للاتصالات مع هؤلاء اللاعبين الإقليميين الذين يشكلون جزءا من المعسكر المؤيد تقليديا لليونان. وهذا يشمل مصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفرنسا. المرشح الجديد للتقارب هو القاهرة التي خفضت مستوى العلاقات مع أنقرة قبل سبع سنوات.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، لم يستبعد تشاووش أوغلو إمكانية توقيع اتفاق مع القاهرة بشأن ترسيم الحدود في البحر المتوسط. وقد مهد لذلك بالإشارة إلى أن الجانب المصري تعامل باحترام مع الحدود الجنوبية للجرف القاري لتركيا، في العام 2020 عند توقيع اتفاقية ترسيم حدود المناطق البحرية مع اليونان. وقد شكلت هذه التصريحات تغييرا مفاجئا في الموقف: ففي الماضي، كانت أنقرة تتحدث إلى القاهرة بنبرة مختلفة.
انطلاقا من ذلك، يؤكد المصريون أن المهم بالنسبة لهم الخطوات العملية وليس مجرد الكلام، وأن على تركيا “أن تثبت حسن نواياها وأن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية”. فقال مصدر دبلوماسي في القاهرة لـ “ليبيا ريفيو”، مثلا، إن على أنقرة سحب قواتها المسلحة من ليبيا لتطبيع العلاقات.
وسوف يكون ممكنا الحكم على ما إذا كانت سياسة أنقرة تعكس تغييرات نوعية، فقط بعد قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في نهاية هذا الشهر. فمن بين القضايا المطروحة على جدول أعمالها نهج تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.
من المحتمل أن تكون إشارات أردوغان حول آفاق التطبيع مع اللاعبين العرب مجرد محاولة لإرضاء القادة الأوروبيين، الذين، بالمناسبة، ليسوا متحدين في ما يتعلق بالإجراءات المناسبة للضغط على أنقرة.
إيغور سوبوتين – “نيزافيسيمايا غازيتا”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب