منطقة فضلون الصناعية تستعيد صخب الآلات بعد إعادة تأهيل المعامل التي تعرضت للدمار والخراب

بمجرد دخولك إلى منطقتي “فضلون1″ و”فضلون2” الصناعيتين اللتين تعرضتا للدمار والخراب من قبل الإرهاب لا بد أن تلحظ التقدم الحاصل فيهما خلال فترة السنوات الثلاث الماضية من جهة الواقع الخدمي وحركة العمل والإنتاج رغم كل الظروف الصعبة والعوائق الناتجة عن الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات أحادية الجانب المفروضة على البلاد.

الإرادة الصلبة وحب الوطن كانا الحافز الأكبر للصناعيين في المنطقتين لإعادة تأهيل منشآتهم ومعاملهم المدمرة بتنسيق ودعم محافظة ريف دمشق والجهات المعنية الأخرى التي حرصت على إعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات الأخرى بالسرعة الممكنة ما أسهم في عودة الحياة للمنطقتين واستئناف عمليات الإنتاج بشكل تدريجي هذا ما أكده عدد من الصناعيين لمندوبة سانا التي زارت المنطقتين واطلعت على حجم الأعمال القائمة فيهما بعد سنوات من تحريرهما من الإرهاب.

الدكتور المهندس سالم حوراني صاحب شركة لإنتاج المعادن اعتبر أن سورية بأمس الحاجة لخبراته ما جعله يعود إليها للاستثمار في إنتاج قطع التبديل الخاصة بالمصانع ويقول “تمكنت مع فريق المعمل بعد عامين من تشكيل معادن وقطع تبديلية تحتاجها جميع المعامل والمنشآت الصناعية في القطاعين العام والخاص”.

حوراني بين أنه بات يقدم نحو 70 بالمئة من احتياجات السوق من هذه القطع مثل البلاليط الخاصة لتبطين الأفران في معامل الإسمنت ومطاحن المعامل مؤكداً أنه يسعى مع الكادر الهندسي لإنتاج تصميم القوالب الخاصة بصهر المعدن بالتكنولوجيا الحديثة بما يسهم بالتوقف عن استيرادها.

المواد الغذائية من بين الصناعات التي باتت حاضرة في فضلون وبقوة بحسب الصناعي محمد الصوص الذي يلفت إلى أن عودته كانت مع دخول الجيش العربي السوري للمنطقة واستطاع بإمكانيات بسيطة وخلال فترة قصيرة استئناف العمل والإنتاج بشكل تدريجي.

أيهم السوقي مدير معمل لإنتاج الديكورات أشار من جانبه إلى أن عودة الخدمات للمنطقة كانت الأساس للعمل مؤكداً أنه استطاع ترميم معمله واستئناف عمليات بعض خطوط إنتاجه.

مستلزمات البناء مثل الدهانات والحديد والأخشاب كانت إحدى الصناعات التي أثبتت وجودها في فضلون1و2 وفق أحمد سالم حمامي الذي بدأ في إنتاج أنواع مختلفة للدهانات منذ أشهر فقط كون منشأته كانت تحتاج إلى إعادة تأهيل نتيجة الخراب الذي أصابها جراء الإرهاب منوهاً بالتسهيلات التي قدمت له للحصول على ترخيص والبدء في الإنتاج.

عماد بغدادي يختص بتعبئة وتوزيع المادة الأولية لصناعة المنظفات أكد أن الظروف الصعبة لم تمنعه من الاستمرار بالإنتاج طيلة سنوات الحرب الإرهابية رغم انخفاض نسبة الإنتاج بسبب الحصار والمشاكل المتعلقة بتأمين الكهرباء مؤكداً أن الصناعيين على استعداد للتنسيق والتعاون مع مديرية كهرباء الريف لحل هذا الموضوع.

صناعات تنوعت بين الغذائية والكيميائية والحديد والخشب وغيرها بينها صناعات كبيرة ومتوسطة وحرف صغيرة عادت للإنتاج بهمة أصحابها وكوادرها وفق المهندس أسعد خلوف مدير المناطق الصناعية والحرفية في محافظة ريف دمشق.

خلوف أكد أن المناطق الصناعية في المحافظة تعرضت لدمار كبير نتيجة الإرهاب ومنذ بداية عام 2017 تم إيلاؤها الكثير من الاهتمام وتمت المباشرة في إعادة مختلف الخدمات إليها والبنى التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وهاتف وطرقات بهدف تشجيع الصناعيين للعودة والبدء بالعمل لافتاً إلى أن “فضلون2” التي كانت تضم أكثر من 700 منشأة قبل الحرب الإرهابية ونتيجة المتابعة وتأمين جميع الخدمات فيها عاد أكثر من 50 بالمئة من الصناعيين إليها.

المجلس المحلي في مدينة السبينة أبدى الكثير من التعاون مع الصناعيين وقدم لهم جميع التسهيلات حسب محمد هيسم منصور رئيس المجلس الذي أكد أنه بعد تحرير منطقة السبينة وفضلون الصناعية من الإرهاب تمت المباشرة في تأهيل منشآتهم وتم فتح الطرقات وترحيل الأنقاض والقمامة بمساعدة المجتمع المحلي والصناعيين.

وكانت “فضلون1” تضم وفق منصور نحو 300 منشأة بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة عاد منها بين عامي 2018 و2019 نحو 10 منشآت وخلال هذا العام وصل عدد المنشآت العائدة في “فضلون1” إلى 60 منشأة صناعية مختلفة.

منصور كشف عن مشاريع قادمة مصدقة تستهدف قطاعات الصرف الصحي والشوارع ستتم المباشرة فيها خلال الصيف القادم مبيناً أنه تمت صيانة خطوط الصرف الصحي وتسليك الريغارات والمطريات في فضلون1 ويتم السعي حالياً لتحسين واقع الكهرباء وتأمين كميات أكبر من المازوت.

سانا