بالإرادة والإصرار وتحدي جميع العقبات وتذليلها من أجل تحقيق غايته وهدفه ، بدأت مسيرة الرحالة السوري الذي أصيب بمرض شلل الأطفال ، وهو بعمر الأربع سنوات، عانى من نظرة المجتمع والتنمر، درس هندسة الطبوغرافيا، خضع في سن الثامن عشر من عمره لسبع عمليات جراحية دماغية ، كافح من خلالها مرضه واستعاد حركته، وعلى الرغم من وزنه الزائد الذي وصل ل137كيلو غرام من أثر العلاج في الكورتيزون ،وليثبت بٱن العجز ليس في الأعضاء وإنما في الإرادة والتصميم، قرر ٱن يوظف حياته لخدمة الٱطفال المرضى في العالم، باع منزله بمساعدة زوجته المحامية هناء أبو لبادة الداعم الأول والأساسي له، توجه ماشيا” ليقطع الطرقات داعيأً إلى مكافحة مرض السرطان وشلل الأطفال ليصبح الرحالة السوري سليمان معصراني سفير مفوض لمنظمة اليونيسيف سفير منظمة السلام العالمي للشرق الأوسط وشمال ٱفريقيا٠٠
وفي لقاء خاص مع السيد سليمان المعصراني لموقع
Syriafriends تحدث لنا..
بعد قراءة عميقة للرحالة ابن بطوطة ، ومثله الأعلى الرحالة السوري عدنان تلو الذي أخذ العالم كله على دراجة نارية..
قرر التواصل مع الدكتور فؤاد حامد مجلد ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية آنذاك، وبعد عدة محاولات التقى د. فؤاد وأقنعه بقدراته وإمكانياته وهدفه الإنساني السامي، طلب منه تأشيرة عمرة سيراً على الأقدام، تحمل د. فؤاد مشاق كتيرة معه في المراسلات والاتصالات والترتيبات، وكان بالنسبة له حافزاً للاستمرارية، بقي يسانده ويساعده خلال مسيرته إلى أن توفي(رحمه الله)، وقبل صدور أول تأشيرة خاصة من المملكة العربية السعودية والتي كانت مصدر اعتزاز وفخر للمعصراني والمجلد لأنهم أوصلو الفكرة للمعنين في السفارة والقنصلية السعودية، التي بدورها راسلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودي وبعد أن اقتنعت بالفكرة تمت الموافقة من القنصلية، وختم الجواز، وسافر المعصرني ، وبدأت الرحلة 3/8/2004 من دمشق العاصمة الى مكة المكرمة، استمرت شهرين وعشرة أيام بصعوبة بالغة، تعرف أثناءها على المنظمة العالمية الكشفية وكون علاقات طيبة، سميت الرحلة (لا للشلل ولا للإعاقة)
مر المعصراني بمعظم البلاد العربية وأغلب الدول الأوربية، ووصل عدد رحلاته إلى 98 رحلة، وفي رحلة رقم 77 أثناء تواجده بمؤتمر للأطفال تم تسميته سفير اليونيسف للطفولة حول العالم ، ومنسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسمي أيضاً بالمؤتمر العالمي للكشافة كمفوض دولي.
صرح المعصراني أن هدفه الأول من المشي زيارة الأطفال المعوقين حول العالم للاستفادة من الخبرات وتوزيعها على الدول، وهدفه الثاني الاستفادة من اسمه ومنصبه بالتنسيق مع الدول الموجود فيها، لتفعيل المبادرات والفعاليات بإقامة مباراة ودية لدعم الطفل المريض ،أو سباق مارثون خيري مما يعود باستفادة على الدول الموجود فيها بالمال ودعم الأطفال .
وذكر المعصراني أن أهم الفعاليات التي جنت ثمار كثيرة، فعالية مباراة ودية أقيمت بين فريق المريخ والحلال في السودان، عاد ريعها لمشفى الذرة و شعر بالفخر والاعتزاز بتسمية قسم الأطفال المصابين بالسرطان في مشفى الذرة (بالخرطوم) باسمه إلى الآن.
وفي أثناء الأزمة السورية كونه السفير المفوض لليونيسيف، بدأ بدوره بمراسلة المغتربين السورين الذين تعرف عليهم أثناء رحلاته، وأقام مبادرات سميت أولها مبادرة(أطفالكم أطفالنا) لاهتمامه الأول بالأطفال، بدأ المغتربين بإرسال المال والمعدات والسلل الغذائية، ومازالت هذه المبادرة ليومنا هذا،
ومبادرة أخرى تقام كل شهر رمضان من كل عام سميت (فطوركم وسحوركم علينا) للنازحين على الحدود اللبنانية والأردنية، بدأت بمئة وجبة باليوم ووصلت بجهوده وجهود الأخوة المغتربين السورين الداعمين لهذه المبادرة 150وجبة سحور وفطور بالاضافة إلى السلل الغذائية، وغيرها من الفعاليات
وذكر أن المراسلات مع المغتربين السورين تتم عبر المسؤول عن الإغتراب بكل دولة أو بإشراف أقاربهم الموجودين في سورية أو كفلائهم.
وفي نهاية الحديث مع المعصراني قال أن إيمانه ورضاءه بقضاء الله وقدره كان السبب لوصوله لهدفه بمساعدة الأطفال وعلى الرغم من كل صعوبات الأزمة الإقتصادية العالمية وأزمة كورونا لم يقف يوما”عاجزا” عن مساعدتهم بوجود أشخاص قادرة على دعمهم من خلاله تحت شعار(مين قال أنا)
وأكد المعصراني أن ما يسعى إليه في مساعدة الأطفال ليس لأنه أصيب بمرض شلل الأطفال ومرض السرطان فحسب ، إلا أن دافعه الأهم عشقه للطفولة وتأثره بآلام ودموع الأطفال المرضى.
بقلم : رانيا ناربي