كتاب البندقية والكمان .. د. نزار بني المرجة ….

 “يوميات وهواجس من زمن الحرب …توثيق لأحداث سورية ..

  لما كان الأدب المرآة الصادقة.. لتفاصيل محنة عصفت بسورية كان الشاعر أحد أغصان شجرتها البشرية التي تقاوم إعصارها بالحكمة والأمل, بث المعاني كوثيقة تأريخ أخلاقية تعيد بناء المجتمع على أسس صحيحة ..إذ ملخص الإرهاب الدمار ومعنى الحب الحياة الأبدية ..

“في صباح 10\5\2011 نفذ تفجيرا في منطقة القزاز في حارة الزيتون… سلاما .. حارة الزيتون كتب :

على ضوء شمعٍ أعود | وفي القلب زيتٌ ودم

في القلب شمعٌ يذوب |في القلب حبٌ قديم

لقامة ضوءٍ تسمى يسوع |وحبٌ لقامة ضوءٍ .. لأجمل أم

  مرآة روحي دمشق كأني أدخل أبوابها ..| وقد تلاقت جميعا ب (باب السلام )..

وقد تناغمت التجربة الإبداعية في كتابه بين الشعر والقصة القصيرة وبالبلاغة المصورة لأحداث مترادفة كما في مقالة “البندقية .. والكمان .. ” التي استهل بها كتابه :”الشكوى المستمرة لشقيقة زميلي الطبيب ( وهي عازفة بيانو مرموقة ) , هي أنها لم تعد تستطيع تسجيل عزفها الشخصي للمقطوعات الموسيقية , لأن أصوات القذائف والطلقات .. أصبحت تتداخل دائما مع عزفها الموسيقي أثناء التسجيل , وكأنها أجزاءا صوتية نشاز تقتحم الموسيقى دون استئذان ..

ومن ثم انطلق إلى القصص النصية التي تشبه المقالة ..!؟

فمن تسمية الكتاب ( يوميات هواجس من زمن الحرب ) , تبدى أن المقالة جاءت توثيق أنشائي لحوادث يومية , في حين القصة القصيرة والشعر النثري كان ظلالا على الورق للهواجس ..في ظل ظروف الأزمة المتراكمة بالتساؤلات والخوف ..

وكمثال دمج العام من خلال تجربته الغريبة ..إذ يقول: “في صباح الأحد 12\8\2012 عند عقدة القابون لجهة البانوراما , فوجئت بشخصين مسلحين يشهران مسدسين باتجاه رأسي وقاما بسلب سيارتي في عملية سطو مسلح … وعلمت فيما بعد أنه في الليلة السابقة تم اختطاف شرطي السير مع دراجته من ذات المكان , ويومها كتبت :

يحدث أن يدعوك الموت

يقترب كثيرا .. ومرارا تنجو  !

لكن الموت يلامس هذه المرة عقر الدار ..

وتكون الشهقة وال “آه ” …؟

يدعوك الموت المرة تلو المرة | يحتل شغاف القلب |ويلامس روحك ..|

يقترب كثيرا لا كي ترحل ..| لا كي يرحل .. بل لتراه ..!!

وفي مقطوعة ” رثاء أخير لزرقاء اليمامة ” يقدم توظيفا للتاريخ.. إذ يقول ” ما أشبه لقب الربيع العربي الذي أطلقه أعداء الأمة لذر الغبار في العيون .., أجل ما أشبه هذا ” الربيع ” المشؤوم بالأشجار الباسقة التي كان يتوه بها أعداء الأمة حين رأتهم جدتنا زرقاء اليمامة بنظرها الثاقب وأشارت حينها إلى أول عملية تمويه في التاريخ يقوم بها أعداؤنا ,,؟

وبلغة درامية لأحداث آنية وبشغف اللهوف على خباياها, وبلغة المحبة بين الجميع قال ” وللقداسة شكرتني سماحة الأم ” بمقالة” مريم أغنايس الصليب ” ..

تتميز المقالة لديه بأسلوب الرواية إذ ضمنها الحوارية والتوصيف المكاني والزماني لتكون لوحة متكاملة لفكرة وبأمانة  ..

   وهو ما يجذب القارئ لخبايا الكتاب الذي جاء ملونا كقوس قزح ما بين الواقع والمشاعر التي تهيم بها الشخصيات وبأبجدية بسيطة برهافة قلم شاعر ..

واختتم بقصيدة عبر فيها عن أبجدية الحرب الضروس :

طائر الوعد ..

من فوق من عليائك الزرقاء

هل رأيت دمي ..؟

أنا لست ( هابيل ) الضحية ..

 لست انتظر الغراب | كي يواري جثتي !

هم أفلحوا في القتل والروح تمتلك الجواب :

أنا العٍقاب .. أنا العُقاب ..!!

.. أنا طائر الفينيق تقصدني القوافل والنهاية ..|..كي تصير المبتدأ

 أعداد رجائي صرصر