رسالة إلى طارق

لِما أحرقت السفن
وتركتهم يعمهون
لم تمتلك فكرَ مكرٍ مفرٍ
ولم تدعهم يتبصرّون
ربما أصبتَ إذ أصابوا
وغدوا بالعدوِّ متربصون
و لو حدث غير ذلك
مذابح بحق جُندكَ
وأسفٌ بأسفٍ يحصدون

ألا ليت شعري ما فعلتُ بنهجكَ
يا طارق في خليج حياتي
كم استبنتُ ثم تمنيتُ
لو أنَّ ذلك لم يكون
ربما أفلحت بانتصار كرامة
أو تحقيق فكرةٍ
و الأمر هان عليّ
وكان حسبهُ أن لا يهون

بالحياة حساباتٌ
وأمنياتٌ وتجليات
وبمنطق طارق بن زياد
الأمر لا يكون
فمدٌ وجزرٌ
ومكرٌّ ومفرٌّ
وحلمٌ بحلمٍ
وحبٌ بحبٍ وصبرٌ بصبرٍ
هكذا الحياة تكون
بأن نخشى ونبدل هذا بذاكَ
ونشتري ما نراهُ حقنا بالظنون
ونسمي الأسماء بنكرات
ونستجلي الحلم بالعيون

إنها الحياة فيض تكون
والأمر حلمٌ على أملٍ يكون
يا لها من حماقةٍ أن نرمي َّ
مفاتيحنا ببحر غيظنا
ونحرقُ السُفن
وبلا ظهرٍ يُظاهِرُ علينا
نقفُ على حافةِ الموجِ نبكي
هذا الجنون…

القصيدة: رجائي صرصر