أكد عدد من الخبراء العرب مؤخرا أنه أمام تحديات عالمية كبرى سواء في مكافحة جائحة كوفيد-19 أو في دفع الانتعاش الاقتصادي وغيرهما من التحديات، يصب وجود علاقات سليمة وتعاون أكبر بين الصين والولايات المتحدة في صالح البلدين، ويرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بتحقيق الاستقرار والتنمية العالميين، متطلعين إلى أن تُفتح “نافذة أمل جديدة” أمام هذه العلاقات الثنائية.
فقد ذكرت الدكتورة إسلام عيادي، الأستاذ المساعد بالجامعة العربية الأمريكية في فلسطين والباحثة في الشؤون الصينية، أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا للقلق بين أكبر اقتصادين في العالم بسبب مجموعة من المسائل، من بينها مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتجارة، لكنها رأت أن العلاقات الصينية-الأمريكية وصلت في الوقت الحاضر إلى مفترق طرق جديد، وقد تُفتح أمامها نافذة أمل جديدة.
وأشارت إلى أن الصين والولايات المتحدة هما أكبر اقتصادين في العالم، ويمثل كل منهما شريكا تجاريا مهما للآخر. لذلك، فإنه من الأهمية بمكان الحفاظ على تبادلات اقتصادية وتجارية وثيقة وتنفيذ اتفاق المرحلة الأولى الاقتصادي والتجاري بينهما.
وقالت إن مواجهة جائحة كوفيد-19 هي مهمة إنسانية للصين والولايات المتحدة، كما إنها عمل إنساني إيجابي لعصر جديد تتحقق فيه الوقاية من الأوبئة، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه من الإيجابي أن تعيد الصين والولايات المتحدة بناء الثقة، و”على الرغم من أن هذا قد يبدو صعبا في بعض الأحيان، إلا أنه خيار ضروري”.
كما عرض الكاتب الأردني المتخصص بشؤون الصين والعلاقات الصينية العربية سامر خير أحمد رؤيته، قائلا إنه لا شك أن الولايات المتحدة والصين هما أبرز قوتين اقتصاديتين حالياً، وأكثرهما تأثيرا من ناحية السياسة الدولية خلال العقدين المقبلين. وعلى هذا فإن من مصلحة العالم وجود علاقات صحية وتعاونية بين هاتين الدولتين، لأن ذلك سيضمن السلام العالمي، والتعاون لخدمة سلامة البيئة وهو الموضوع الأكثر حساسية في العالم اليوم بعد انتشار مرض كوفيد-19.
وذكر أن التعاون بين البلدين سيحمي من ناحية دول العالم من حرب باردة تجارية تؤثر سلبا على نمو الدول الفقيرة وعلى بيئة الاستثمار العالمي، وسيساهم من ناحية أخرى في دفع البشرية قدما في مجال العلوم والاختراعات والتكنولوجيا.
واتفقت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع تصريحات الكاتب الأردني، لافتة إلى أن استقرار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يؤثر على استقرار العالم وأمنه، وأنه فقط من خلال التعاون بين الولايات المتحدة والصين يمكننا الاستجابة بشكل أفضل للتحديات والصعوبات التي تواجه العالم.
وقالت إن القضايا العالمية تتطلب تفكيرا مشتركا واستجابة من جميع الدول. وعلى الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين كبيرتين، أن تلعبا دورا رائدا، لأن هذا أمر مفيد للعالم وستستفيد منه الشعوب كافة، مضيفة أن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز الحوار والتعاون في المزيد من المجالات، وأن التعاون بينهما في مجالات مثل تغير المناخ ومكافحة الجائحة أمر يستحق التطلع إليه.
وذكرت نورهان الشيخ أنه في ظل عولمة اليوم، يحتاج العالم إلى تبني التعددية، فهذا هو الاتجاه الصحيح للتنمية، معربة عن أملها في أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على تحسين العلاقات الأمريكية-الصينية. وقالت إنه يتعين على الولايات المتحدة عدم تفوت فرصة تحسين العلاقات بينها وبين الصين والعمل على دفع العلاقات الثنائية نحو مسار بناء.
أما من وجهة نظر إسلام عيادي، فإن وجود علاقات صينية-أمريكية سليمة يعتمد على خيارات صحيحة من الجانب الأمريكي وجهود مشتركة من الجانبين لدعم تنمية سليمة ومستقرة للعلاقات بين البلدين، من خلال فهم الصين بطريقة إستراتيجية صحيحة وتعزيز التواصل والحوار مع الصين وتوسيع التعاون الثنائي وإدارة الخلافات وزيادة الدعم الشعبي للعلاقات الثنائية.
شينخوا